سورية

مرارة إسرائيلية من اتفاق ترامب بوتين: سيعزز الوجود الإيراني في سورية!

| الوطن – وكالات

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفضه للاتفاق الروسي الأميركي فيما يتعلق بجنوب غرب سورية، الأمر الذي انتقدته روسيا. وسعى إلى حشد دعم الدول الأوروبية المستبعدة من الترتيبات ما بين روسيا والولايات المتحدة، التي توصل إليها زعيما البلدين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب، لمطالبته بما يتعلق بتعديل الاتفاق، وذلك انطلاقاً من العاصمة الفرنسية باريس.
وفي الأسبوع الماضي أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن روسيا والولايات المتحدة ستواصلان تحديد تفاصيل عمل منطقة خفض التصعيد في جنوب غرب سورية، مشيراً إلى أنه تم، لهذا الغرض، اتخاذ القرار حول استخدام مركز المراقبة، الذي يجري إقامته من قبل روسيا والولايات المتحدة والأردن في عمّان. وشدد على أن هذا المركز سيكون على اتصال دائم مع المعارضة المسلحة والقوات الحكومية في سورية.
وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض أن هدنة الجنوب استكملت الثماني أيام الأولى من عمرها «من دون شهداء وبتراجع كبير في الخروقات».
وسربت الصحافة الإسرائيلية المضبوطة من قبل الرقيب الأمني والعسكري، فحسب صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية فقد كشف نتنياهو عن موقفه من الهدنة في الجنوب خلال زيارته يوم الأحد الماضي إلى باريس، والذي اعتبر فيه أن هذه الترتيبات تكرس الوجود الإيراني في سورية، لذلك تعارضها إسرائيل تماماً.
ويتناقض تقرير هآرتس مع ما أكده سابقاً المسؤولون الإسرائيليون وفي طليعتهم نتنياهو عن تأييدهم للهدنة التي توسطت فيها واشنطن وموسكو، فيما يبدو أنه تراجع بعد اكتشاف أن الاتفاق لا يعدو أن يكون مجرد ترتيب عسكري أمني لإبعاد القوات الإيرانية والميلشيات المرتبطة بها عن منطقة الحدود مع فلسطين المحتلة بنحو 20 إلى 30 كيلو متراً.
وكانت الإدارة الأميركية قد قدمت الاتفاق لحلفائها بالمنطقة على أنه نصر ضد المحور الإيراني، ولتحديد نفوذ وتمدد القوات الإيرانية في سورية، وأنه سيؤدي إلى الشرخ ما بين موسكو وطهران فيما يتعلق بالأزمة السورية. وجاء في تقرير للصحيفة: «قال نتنياهو للصحفيين بعد لقائه، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، (أول من أمس): إن إسرائيل تعارض الاتفاق حول وقف إطلاق النار في جنوب سورية، الذي تم التوصل إليه بين الولايات المتحدة وروسيا، لأنه يزيد من الوجود الإيراني في هذه البلاد».
من جانبه، أوضح مسؤول إسرائيلي رفيع طلب عدم الكشف عن هويته، في حديث للصحيفة، أن أسباب موقف إسرائيل هذا تعود إلى مخططات إيران لتوسيع وجودها العسكري في سورية.
وأشار المصدر إلى أن السلطات الإيرانية تنوي، وفقاً لمعلومات الاستخبارات الإسرائيلية، أن تقيم على أراضي سورية قاعدة عسكرية لقواتها الجوية وأسطولها البحري الحربي، بالإضافة إلى إرسال مجموعة من الخبراء العسكريين إلى تلك البلاد. وأضاف المصدر: إن «هذا الأمر من شأنه أن يغير تماماً صورة المنطقة، مقارنة مع ما نشهده حالياً».
من جانبها، نقلت القناة الإسرائيلية الثانية عن مصدر رفيع آخر: أن «إسرائيل على علم بالطموحات التوسعية لإيران في سورية». وأشار إلى أن الحكومة الإسرائيلية غير راضية عن أن اتفاق الهدنة يغلق أمام القوات الإيرانية فقط منطقة حدودية مع إسرائيل عمقها 20 كيلومترا.
في موسكو، علق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على ما تسرب على لسان نتنياهو، مؤكداً عدم معرفته لمضمون تلك التصريحات، قائلاً: «ننطلق من أن القيادة الإسرائيلية على اطلاع تام بما توصلنا إليه».
وأشار إلى أن روسيا والولايات المتحدة فعلتا «كل ما بوسعهما» للأخذ بعين الاعتبار المصالح الإسرائيلية أثناء إعدادهما لخطة إنشاء منطقة تخفيف التوتر جنوب سورية»، كاشفاً في هذا الصدد عن أن ممثلي روسيا والولايات المتحدة عقدوا لقاءات تمهيدية مع جميع الأطراف المعنية، وخاصة إسرائيل، مؤكداً أن موسكو تضمن احترام الاتفاق لمصالح تل أبيب. كما أن الدولتين الكبريين ستفعلان كل ما يلزم لأخذ المصالح الإسرائيلية بالاعتبار عند إقامتها».
وعلق أيضاً عضو المستشارين الفيدراليين أليكسي بوشكوف، بحسب موقع «روسكي ديالوغ»، أنه إذا كانت إسرائيل ترفض بشكل قاطع الاتفاق الأميركي الروسي بشأن وقف الأعمال القتالية في الجنوب السوري، إذاً عليها أن تقدم حلاً بديلاً لوقف العنف.
وكتب بوشكوف في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» «أعلنت إسرائيل رفضها للاتفاق الروسي الأميركي بشأن سورية. ما هو البديل الذي يمكن أن يقدموه؟ ما هو الدور الذي يمكنهم أن يلعبوه؟ أن تكون ضد – هذا ليس بسياسة».
بدوره، أبلغ الرئيس الفرنسي رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال أول اجتماع رسمي بينهما في باريس بأن فرنسا تشارك إسرائيل مخاوفها بشأن تسليح حزب اللـه اللبناني.
وتزايدت التوترات بين حزب اللـه و«إسرائيل» منذ وصول دونالد ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة مع لهجته المتشددة ضد إيران. وقال الأمين العام لحزب اللـه حسن نصر اللـه الشهر الماضي أن بإمكان صواريخ حزب اللـه الذي تدعمه إيران إصابة أي هدف عسكري في «إسرائيل».
وقال ماكرون للصحفيين وقد وقف بجواره نتنياهو «أشارك إسرائيل مخاوفها بشأن تسليح حزب اللـه في جنوب لبنان». وأضاف: «نسعى إلى استقرار لبنان مع مراعاة الاهتمام الواجب لكل الأقليات».
وقال نتنياهو: إن هناك رغبة مشتركة بين إسرائيل وفرنسا في رؤية «شرق أوسط مستقر وهادئ».
وجاء الاجتماع الذي استغرق ساعة بين الزعيمين في قصر الإليزيه بعد إحياء لذكرى تعرض اليهود لعملية اعتقال جماعي في باريس خلال الحرب العالمية الثانية. وكانت تلك أول مرة يحضر فيها رئيس وزراء إسرائيلي مثل هذا الاحتفال.
وخاطب ماكرون نتنياهو بلقبه «بي بي» في بداية كلمته في حفل إحياء ذكرى اعتقال اليهود. وقال إن معاداة الصهيونية «شكل جديد من معاداة السامية» وهي ملاحظة أشاد بها نتنياهو.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن