سورية

تسخين عسكري لعدوان تركي في منطقة الشهبا.. وتحركات روسية لاحتواء الموقف

| الوطن – وكالات

بدأ أمس على ما يبدو العدوان التركي على منطقة الشهبا بريف حلب الشمالي، والذي تهدف من ورائه تركيا إلى وصل مناطق توغلها في إدلب مع تلك الواقعة في ريف حلب الشمالي، إضافة إلى تطويق عفرين وجعلها تحت التهديد التركي الدائم، وفرض شروط أنقرة على «وحدات حماية الشعب» الكردية (الذراع العسكري لحزب «الاتحاد الديمقراطي» الكردي) في المنطقة، وبالأخص تطهيرها من مسلحي «حزب العمال الكردستاني».
وبينما لا تزال روسيا تجاهد لتهدئة التوتر في ريف حلب الشمالي، فأن العملية انطلقت بعد يومين من زيارة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إلى تركيا، وإسباغه المدح على الشعب التركي الذي حمى الديمقراطية وتصدى للانقلاب العسكري على الرئيس رجب طيب أردوغان!
وبالترافق مع تصاعد وتيرة المعارك في محيط عين دقنة ومطار منغ العسكري، أصدر مجلس الأمن القومي التركي بياناً حاداً، بدا بمنزلة شارة الإطلاق للعدوان التركي في ريف حلب الشمالي. ونقلت وكالة «الأناضول» التركية للأنباء، عن المجلس إأشارته إلى أن «وصول الأسلحة التي يقدمها بعض حلفاء تركيا لعناصر» (حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي) بيدا/ (وحدات حماية الشعب الكردي) يو. بي. كي»، إلى منظمة (حزب العمال الكردستاني) «بي. كا. كا»، يؤكد صحة تحذيراتنا حول انتماء هؤلاء إلى تلك المنظمة الإرهابية».
وأطلقت ما يسمى غرفة عمليات «أهل الديار» هجوماً ضد نقاط تمركز «قوات سورية الديمقرطية – قسد» التي تشكل «حماية الشعب عمودها الفقري، في ريف حلب الشمالي. وهذه الغرفة شكلتها المخابرات التركية من مجموعة من أبناء مدينة تل رفعت، والقرى المحيطة بها في حزيران الماضي.
وسيطرت «قسد» على عين دقنة وتل رفعت، في شباط 2016، بعد هجوم ضد الميليشيات المسلحة المدعومة من تركيا، تزامناً مع معارك جرت بين الميليشيات وقوات الجيش العربي السوري.
وكان «التحالف الدولي» بقيادة أميركا، فوّض «لواء المعتصم» في ميليشيا «الجيش الحر»، بتسلّم وإدارة 11 منطقة في ريف حلب، سيطرت عليها «قوات سورية الديمقراطية – قسد» سابقاً. وضمت المناطق: المالكية، شواغر، مرعناز، منغ، عين دقنة، تل رفعت، الشيخ عيسى، حربل، كفر ناصح، مريمين، ودير جمال، في ريف حلب. إلا أن هذه المناطق بقيت بيد «قسد» منذ ذلك الوقت، ولم تتغير خريطة السيطرة في المنطقة حتى اليوم.
وذكر نشطاء ومصادر محلية، أن اشتباكات عنيفة تدور في المناطق الواقعة جنوب بلدة أعزاز، بين ميليشيا «الجيش الحر» المدعومة من القوات التركية، و«قوات سورية الديمقراطية – قسد»، التي تقودها «وحدات حماية الشعب». وأوضح النشطاء، أن الاشتباكات تتمركز في محيط عين دقنة الواقعة في شرق مطار منغ العسكري، وتترافق مع قصف عنيف ومكثف من القوات التركية، التي تدعم ميليشيا «الجيش الحر»، على محاور القتال، بالتزامن مع هجمات متبادلة بين طرفي المواجهة.
وتحدثت المصادر عن مقتل مقاتلَيْن اثنين وإصابة عدد آخر من صفوف «الجيش الحر»، مشيرة إلى أن الاشتباكات أدت أيضاً إلى جرح عدد من مقاتلي «قوات سورية الديمقراطية – قسد».
ونقل «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض، عن «مصادر موثوقة»: إن المباحثات لا تزال متواصلة بين «قوات سورية الديمقراطية – قسد» والقوات الروسية، حول المساعي التي يقوم بها الجانب الروسي، للتوصل لاتفاق وموافقة من القوات الكردية، حول نشر قوات الشرطة العسكرية الروسية، في المنطقة الممتدة بين مدينة مارع وبلدة دير جمال بريف حلب الشمالي، على خطوط التماس مع القوات التركية والميليشيات المدعومة منها.
وذكر المرصد، أن هذه المساعي الروسية التي لم تتم الموافقة عليها من «قوات سورية الديمقراطية – قسد» إلى الآن، تأتي مع مواصلة تركيا تحضير قواتها لبدء عملية عسكرية تهدف من خلالها لاستعادة القرى التي سيطرت عليها «قوات سورية الديمقراطية – قسد» في أواخر 2015 وأوائل العام 2016، بين مارع ودير جمال، والهجوم على منطقة عفرين.
وقبل أيام نفت مصادر قيادية كردية لـ«المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض صحة ما أشيع من أنباء حول اتفاق كردي – روسي، يتعلق بمناطق سيطرة «وحدات حماية الشعب» الكردية و«قوات سورية الديمقراطية – قسد» في عفرين وريف حلب الشمالي. وأكدت المصادر للمرصد أن البنود التي نشرت عن تفاصيل ما حملته الورقة الروسية حول عفرين وريف حلب، من «انسحاب من البلدات الواقعة بين مدينة مارع ومنطقة دير جمال وإقامة قواعد عسكرية تركية في عفرين وتسليم إدارتها لمجالس مدنية بعد إخراج المقاتلين إلى خارج عفرين والسماح بالوصول بين ريف حلب الغربي ومحافظة إدلب عبر طريق يجري فتحه لاحقاً»، عارية من الصحة، كما أكدت المصادر، أن «وحدات حماية الشعب» الكردية رفضت ما قدمته المساعي الروسية، من نشر شرطة عسكرية روسية أو شرطة مدنية تابعة للدولة السورية، في القرى والبلدات التي تسيطر عليها «قوات سورية الديمقراطية – قسد» بين دير جمال ومارع، لتجنب الهجوم التركي عليها، مع استمرار التوتر في مناطق عفرين وريف حلب، نتيجة استمرار القصف المتبادل بين القوات التركية والميليشيات السورية المدعومة منها من جهة، و«قوات سورية الديمقراطية – قسد» من جهة أخرى، على محاور في الريف الشمالي لحلب ومحيط وأطراف منطقة عفرين.
وقالت مصادر مراقبة لـ«الوطن» أول من أمس: إن «هناك مشروعاً تركياً يهدف إلى السيطرة على مدينة عفرين وربط مدينتي جرابلس والباب (اللتين تسيطر عليهما ميليشيات مسلحة مدعومة من تركيا) بتلرفعت وعفرين إلى إدلب لتصبح منطقة نفوذ تركي وهذا المشروع تأخر ولكن لا يزال قائماً».
وأوضحت المصادر، أن «روسيا تعمل على معالجة الأمر مع تركيا لكن هناك نوع من الفيتو الأميركي»، لافتة إلى أن «هناك حشوداً من الجيش التركي على الحدود مع عفرين، والأكراد خففوا موضوع الرقة على أمل أن تأخذ أميركا موقفاً قاسياً من تركيا..».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن