رياضة

نشاز على البورد

| مالك حمود

تتسارع الأحداث وتتوالى الحكايات من هنا وهناك في ميادين كرة السلة السورية، منها المفرح ومنها المحزن، والمشاهد السلوية تبدو متعددة الجوانب والألوان، ولعل أحلاها نهائيات دوري الشباب التي تقام في صالة الفيحاء بدمشق، لتحفل بمنافسات قوية وتفرز مواهب واعدة وخامات حقيقية على أمل أن تجد الرعاية والاهتمام في القادمات، وأن نراها نجوماً في دوري الكبار، ولاسيما أن تلك المواهب قادمة من عدة محافظات وهنا السؤال: لماذا نرى المواهب المبهجة في بعض الأندية ضمن الفئات العمرية وتتلاشى في فرق الكبار؟
بالأمس شاهدنا فريق الطليعة يحقق الإنجاز الأكبر بفوزه ببطولة دوري الناشئين، وقبله سعدنا بنجاحات سلة اللاذقية في العديد من بطولات الفئات العمرية، وقبله أيضاً ابتهجنا بالصورة الجميلة لفريق الكرامة بدوري الرجال وهو يحرز مركز الوصافة في الدوري السوري للمحترفين.
وماذا بعد؟ أين فريق الطليعة في دوري الرجال القادم؟ وماذا عن حقيقة نية اعتذاره عن المشاركة بدوري الرجال القادم؟ وأين فريق نادي الكرامة القوي والعنيد العتيد والذي لم نسمع له خبراً عن تعاقدات أو محاولات لتعزيز الصفوف، بل سمعنا عن بدء تسرب بعض لاعبيه إلى أندية أخرى؟ وهل باتت نفقات كرة السلة تشكل ذلك العبء الكبير على ميزانية نادي الكرامة ويذهب كثيرها لفريق كرة القدم؟ ومع احترامنا واعتزازنا بكرة الكرامة وتاريخها العريق، ومساعيها الحالية للعودة إلى أيام اللولو، نأمل ألا يكون شيء على حساب شيء لا يقل أهمية، ولنتذكر ما حققته سلة الكرامة من نجاحات.
حالة تململ إدارات بعض الأندية من كرة السلة لدرجة التهرب من مصاريفها ومحاولة التخلي عنها سببه اتحاد كرة السلة الذي مازال يتمسك بطريقة الدوري المفتوح لكل الدرجات، وعدم العودة إلى دوري تصنيف يفرز الأندية حسب المستوى الفني الذي يعكس الدعم والاهتمام من النادي، فغياب التصنيف وعدم وجود الحافز يجعل بعض الأندية تلعب تأدية واجب ولا خوف من الهبوط للدرجة الأدنى، فباتت قاعدة سلتنا تعتمد كثيراً على كبار السن!
لو كان لدينا دوري تصنيفي لما وجدنا تلك الانسحابات من الأندية التي غابت عن دوري الرجال، لأن هبوطها سوف يشكل لها حرجاً أمام جماهيرها واسمها وعراقتها وضغطاً من محبيها الذين لن يرضيهم الوجود في الدرجة الثانية لأنها لا تليق بماضيهم، وما وصلوا إليه من نجاحات على مر السنين الماضية، على حين تأتي سياسة مسابقات اتحاد السلة مساعدة لهم ولنومهم العميق بعيداً عن هموم ونفقات رياضة جماعية حتى لو كانت اللعبة الشعبية الثانية في سورية.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن