عربي ودولي

فلسطين تغضب وتصرخ «وا عرباه.. وا إسلاماه»

| نعيم إبراهيم 

يسطر شبان وشابات فلسطين المحتلة بطولات يواجهون من خلالها الاحتلال الصهيوني باللحم الحيّ، في مواجهات غاضبة، نصرة للمسجد الأقصى المبارك مؤكدين عدم استسلامهم أو تنازلهم عن حق شعبهم في تحرير فلسطين كل فلسطين وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى بيوتهم ووطنهم.
وفي الوقت الذي لم تتوصل فيه القوى الفلسطينية بمختلف تياراتها الوطنية والقومية والإسلامية إلى اتفاق على إستراتيجية المواجهة مع الاحتلال الصهيوني، وهذا الأمر ليس بجديد، صمتت المنابر التي كانت «تهز» في قطر وغيرها من عواصم الاعتدال العربي، لتجلب السلاح والأموال والرجال إلى الفصائل الإرهابية في الدول التي تشهد «الربيع العربي».
في ظل هذا «الربيع» والانقسام الفلسطيني، تشهد القضية الفلسطينية أخطر مراحلها وهو الأمر الذي يتجلى في محاولة صهيونية لفرض الأمر الواقع بتهويد القدس وجعل المسجد الأقصى مكاناً مقدساً لليهود متجاوزاً مشاعر المسلمين والمسيحيين.
لا شك أن موافقة اللجنة الوزارية لشؤون التشريع في الكيان الصهيوني على ما يسمى قانون القدس الموحدة تؤكد من جديد أن السلام والاحتلال نقيضان لا يلتقيان.
فهذا المشروع الذي قدمه عضو الكنيست الصهيوني شولي معلم رافائيلي من حزب «البيت اليهودي»، يجعل من الصعب على حكومة بنيامين نتنياهو تسليم السلطة الفلسطينية أجزاء من مدينة القدس في إطار أي اتفاق سلام مستقبلي.
مقدم المشروع رافائيلي أوضح أن الملاحظات التوضيحية الملحقة بمشروع القانون تشير إلى أنه يسعى إلى «تعزيز وضع القدس الموحدة وحماية مستقبلها وأمن سكانها».
معلوم أن العدو الصهيوني احتل الجزء الشرقي من مدينة القدس والضفة الغربية في العام 1967 وضم هذا الجزء إليه لاحقاً، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.
وتزعم سلطات الاحتلال أن القدس بشطريها الغربي والشرقي هي عاصمتها الموحدة، على حين يتمسك الفلسطينيون بالقدس كاملة عاصمة بلدهم.
يوم الجمعة الماضي، أغلق الاحتلال المسجد الأقصى ومنع الصلاة فيه للمرة الثانية منذ عام 1967، قبل أن يعيد فتحه جزئياً، الأحد، لكنه اشترط على المصلين والموظفين الدخول عبر بوابات تفتيش إلكترونية، وهو ما رفضه الفلسطينيون جملة وتفصيلاً، مثلما رفضوا غيره من القرارات والإجراءات الصهيونية على مدار عدة عقود زمنية خلت من عمر الصراع الوجودي.
الشهداء الفلسطينيون الذين ارتقوا على هذا الدرب الطويل وليس آخرهم شهداء الغضب الفلسطيني في جولته الحالية، يجب أن يشكلوا حافزاً للشعب الفلسطيني، كي يتوحد خلف خيار المقاومة ويخرج من الانقسامات الداخلية، ويلتف حول المقاومة ومشروعها لاستعادة حقوقه، وخصوصاً أن التجارب أثبتت أن المفاوضات مع الاحتلال، لم تؤد إلا إلى مزيد من التنازلات والحصار، وحرمان هذا الشعب من أبسط مقومات الحياة.
إن المقاومة هي الخيار الوحيد في مواجهة هذا العدو وحلفائه وأدواته الذين لا تردعهم إلا لغة المقاومة التي بات مشروعها هو المنتصر، في ظل الإنجازات التي تتحقق في مواجهة الإرهاب في سورية ولبنان والعراق، بدل الهرولة نحو التطبيع وإقامة العلاقات مع شذاذ آفاق في محاولة مكشوفة لتغيير أولويات الصراع في المنطقة وصولاً إلى تحقيق التقسيم الزماني والمكـاني للمسجد الأقصى المبارك كمقدمة لتدميره وإقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه.
ومازالت فلسطين تغضب وتصرخ «وا عرباه.. وا إسلاماه».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن