عربي ودولي

كازاخستان.. طموح لا ينتهي

| الوطن

يواصل رئيس جمهورية كازاخستان نور سلطان نزارباييف تنفيذ خطته الطموحة وفق أهداف محددة وعبر برنامج متكامل لتحقيق نمو شامل لبلاده، وهو وفي خطابه إلى الشعب الكازاخستاني بداية عام 2017، توجه بجملة من القرارات والأفكار التي تلقي الضوء على رؤيته لواقع ومستقبل كازاخستان محلياً وإقليمياً ودولياً.
فعلى الصعيد المحلي، تنطلق رؤية رئيس الجمهورية من خطته المتكاملة لتحقيق نمو وتطوير يشملان كل القطاعات، الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والخدمية، مع الاستفادة من موقع جمهورية كازاخستان الجغرافي والجيوسياسي الذي يؤهلها للعب دور متميز في الربط بين دول الإقليم، خصوصاً فيما يتعلق بالجانب الاقتصادي واللوجستي.
وتنصب جهود الرئيس نزارباييف على تحقيق أولويات اقتصادية، أهمها تسريع عمليات التحديث والتحول إلى مجتمع اقتصادي رقمي، وعلى التوازي المحافظة على الصناعات التقليدية الأساسية للبلاد، بما في ذلك العناية الخاصة بالقطاع الزراعي والصناعات الغذائية، أما فيما يخص جانب إدارة الدولة، فقد قام الرئيس نزارباييف بإعادة توزيع بعض السلطات بين فروع الحكومة نفسها، وفي نفس الوقت قام بمنح بعض من صلاحياته إلى الحكومة والبرلمان في خطوة تهدف إلى إصلاح كفاءة الجهاز التنفيذي للدولة، وانصب هذا الأمر على محورين أساسيين: الأول هو تحويل جزء جوهري من السلطات الناظمة لعملية التطوير الاجتماعي والاقتصادي من الرئيس إلى الحكومة والهيئات التنفيذية الأخرى، وهذه تتضمن نحو 40 مهمة يمكن أن تنقل إلى البرلمان أو إلى الحكومة.
والمحور الثاني يتعلق بإيجاد توازن في العلاقة بين فروع الحكومة والمستويات الدستورية المختلفة، ما سيؤدي إلى تقوية دور البرلمان في تشكيل الحكومة وتعزيز مسؤوليات مجلس الوزراء ومهامه.
وعلى الصعيد الدولي، فإن جمهورية كازاخستان ستغتنم فرصة وجودها في مجلس الأمن الدولي كعضو غير دائم للفترة 2017- 2018 للتقدم بمقترحات لحلول العديد من الأزمات الدولية، وخصوصاً في منطقة الشرق الأوسط، بصفتها جهة محايدة تحرص على المحافظة على الأمن والسلم الدوليين، وليس أدل على ذلك من استضافتها للمحادثات السورية السورية التي أفضت بعد عدة جلسات، إلى الاتفاق على مناطق خفض التصعيد الأربع.
ينظر نزارباييف، إلى منظمة الأمم المتحدة كمؤسسة دولية تحمل المسؤولية الأولى لتنظيم العلاقة بين الدول الأعضاء، بالتالي فإن عضوية جمهورية كازاخستان غير الدائمة في مجلس الأمن هدفها الرئيس هو دعم الشراكة العالمية من أجل عالم يسوده الأمن والعدالة والازدهار، من خلال العمل في إطار مجلس الأمن وبالتعاون مع أعضائه كافة.
ولتحقيق هذه الرؤية على أرض الواقع، تسعى جمهورية كازاخستان إلى تهيئة الظروف اللازمة الكفيلة بالقضاء على التهديد بالحرب العالمية عن طريق منع وإنهاء المواجهات العسكرية على الصعيدين الإقليمي والدولي، كما ستهتم جمهورية كازاخستان بتقديم مقترحات عملية وواقعية لتحسين نظام الأمم المتحدة فيما يتعلق بحفظ السلام، عبر تحقيق الأمن والتنمية المستدامة للشعوب وحماية حقوق الإنسان.
إن الأهداف التي حددها نزارباييف، لسياسات جمهورية كازاخستان محلياً ودولياً، تمثل برنامجاً متكاملاً محوره الإنسان، بدءاً بحماية حقوقه الأساسية الاقتصادية والاجتماعية والتنموية، وانتهاء بتحقيق السلم والأمن والعدل له في وطنه بداية وعلى مستوى العالم بشكل عام، وهي خطة طموحة ولاشك وتصلح أن تكون منهاجاً يحتذى.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن