ثقافة وفن

أيمن زيدان عراب الدراما السورية … أمية ملص لـ«الوطن»: لا أخضع لأي مزاج تفرضه عليّ شركات الإنتاج

| وائل العدس

ولدت في دمشق عام 1971، والدها كاتب ومخرج ووالدتها باحثة موسيقية، تخرجت في المعهد العالي للفنون المسرحية قسم التمثيل عام 1992، قبل أن تحترف التمثيل وتقدم ما يقارب مئة عمل في السينما والدراما.
من أهم أعمالها «باب الحارة» و«الجوارح» و«يوميات مدير عام» و«الخوالي» و«الملك لله» و«حمام القيشاني» و«على حافة الهاوية» و«الشام العدية» و«الخبز الحرام» و«الدبور» و«زمن البرغوت».
وبعيداً عن التمثيل هي امرأة هادئة الطباع، كانت ترغب في أن تكون مهندسة ديكور لو لم تمتهن التمثيل.
«الوطن» التقت الممثلة السورية أمية ملص وكان الحوار التالي:
نراك مستمرة في «باب الحارة» للجزء التاسع على التوالي فما السر؟
شخصية «بوران» مستمرة بخطها الرئيسي، وأنا أغار عليها ولا أحب أن أرى ممثلة غيري تؤديها، واحترامي ومحبتي للأستاذ بسام الملا هو أحد الأسباب التي تدفعني للاستمرار فهو إنسان جدير بأن نكون ممتنين له.
ويبقى لهذا المسلسل نكهة دمشقية لها حضورها في طقوس رمضان فالناس تعودت عليه وأحبت قصصه وبات ضرورياً كمائدة رمضان، ومازال أهم مسلسل شامي حتى الآن.
ربما وجود أجزاء جديدة لم يخدم المسلسل على اعتبار أن الأجزاء الأولى كانت أهم، ولكونه من المسلسلات المتابعة فكان المطلوب تنفيذ أجزاء جديدة منه.

يقال إن الجزء الجديد ستنتجه شركة قبنض.
ليس لديّ أي مشكلة، والأمر لن يؤثر في مشاركتي، فشركة قبنض محترمة جداً وعملت معهم عدة مسلسلات، كان آخرها «عطر الشام» و«حكم الهوى» الذي خرجت عبره من عباءة الأعمال الشامية.

لماذا انحصرت معظم أعمالك بالبيئة الشامية؟
هذا الأمر يسعدني كثيراً لكوني شامية ومكثرة وترعرعت بحاراتها وروحي متعلقة بالشام وأرصفتها والنارنج والكباد وجميع تفاصيلها، لكن على الصعيد الفني أحاول أن أكون متحفظة بهذا الموضوع وأسعى دائماً للتنويع بأدواري كي لا أكرر نفسي.

أتعتبرين أن أدوارك متنوعة بأعمال البيئة الشامية؟
أحاول الظهور بنكهة مختلفة، فمثلاً بمسلسل «عطر الشام» شخصية «أم هاشم» مختلفة تماماً عن «بوران»، وأتمنى أن تكون هذه الفكرة قد وصلت إلى الجمهور وأن يكون هذا الاختلاف واضحاً بينهما.

لماذا نراكِ غالباً في أدوار الصف الثاني وليس البطولة؟
أن أكون نجمة فالأمر متعلق بشركات الإنتاج التي تضع فنانات تحت الطلب وتحدد لهن المواصفات، وهذا له علاقة بذوق المنتج وعلاقاته الشخصية مع الممثلات، فأنا لا أخضع لأي مزاج تفرضه عليّ هذه الشركات، وعلاقتي واضحة مع الجميع وبعيدة عن كل الشبهات التي تتعلق بهذه الأذواق التسويقية.

وقفت أمام الكاميرا بسن مبكرة.. أتذكرين أول مشهد؟
أول مشهد لي كان خلال عام 1983، حينها كنت بزيارة لموقع تصوير فيلم «أحلام المدينة»، وأراقب التصوير والديكور والإكسسوار، اقترب مني والدي وعرض علي فكرة التمثيل وخيرني بين دورين، فوافقت على الفكرة واخترت الدور الأصغر لأني خجولة لكن الأهم أني شاركت.
لكن أول عمل بعد تخرجي، أي بعد أن أصبحت أكاديمية ومحترفة، كان خلال عام 1993 في مسلسل «الهارب» إخراج الرائع محمد عزيزية وبطولة القدير أيمن زيدان ولعبت دور طالبة فتوة.

أول عمل سينمائي وتلفزيوني كان مع أيمن زيدان وبعدها تعددت الأعمال المشتركة بينكما.
الأستاذ أيمن زيدان هو عراب الدراما السورية، وفتح مجالاً كبيراً وأعطى فرصاً مهمة للمواهب الجديدة لأنه كان يدير شركة إنتاج، وحينها كانت انطلاقة باسم ياخور وأيمن رضا وكان يركز جداً على تقديم الدعم للمواهب الشابة.
هو فنان حقيقي اجتهد وتعب على نفسه، ويشعر بغيره ويقدم المساعدة دائماً وخاصة لمن يمتلك الرغبة في رسم طريق لنفسه ويجتهد في عمله.

هل اجتماعكما كان بمحض المصادفة؟
مصادفة جميلة وربما يكون اجتماعنا مقصوداً، لكن دائماً اللقاء الأول يبقى مختلفاً ويترك بصمة مميزة ودائماً عندما نذكر «يوميات مدير عام» لا نستطيع إلا أن نضحك من قلبنا.

لكنك بعدها ابتعدت عن الكوميديا؟
لست أنا من ابتعدت عن المشاركة بالأعمال الكوميدية، على العكس تماماً أتمنى أن أبقى قريبة منها، والحق يقال إن الأعمال الكوميدية التي قدمت ليست كلها جيدة ويبدو أن الجيد منها نادر، وخاصة الأعمال التي تعتمد على كوميديا الموقف لأني أبتعد دائماً عن كوميديا التهريج.
كما أني ابتعدت خمس سنوات عن التمثيل عندما تزوجت وأنجبت فحاولت أن أتفرغ للعائلة، وحينها كانت تمر الدراما السورية والممثلون بمرحلة «فورة» ودخل العديد من الأشخاص إلى الوسط الفني.

والدتك تمتلك صوتاً جميلاً وكذلك والدك المخرج محمد ملص، ما مدى تأثرك بهما؟
تأثرت بهما لدرجة كبيرة وبناء على ذلك دخلت مجال التمثيل، لكني أحب الاستقلالية والاختلاف ورسمت خطاً خاصاً بي.
وخلال دراستي ضمن المعهد العالي للفنون المسرحية لم أكن أعرّف عن نفسي كي لا يعرفوا بأني ابنة محمد ملص، وكنت أكتفي بقول أمية والغاية من ذلك أن أرسم طريقي بنفسي.
بالعموم تأثرت كثيراً بثقافة والدي واعتكافه نحو 13 ساعة على القراءة وحبه وتعلقه وإخلاصه لعمله، وتعلمت منه الصبر وحب الفن والتعب من أجل النجاح، ولهذا السبب ابتعدت عن مهنة الإخراج لأنها متعبة جداً.

أتعتبرين نفسك شخصاً محظوظاً؟
لا أشعر بأني شخص محظوظ ضمن الوسط الفني وحتماً لدي سوء طالع، ودائماً عندما يكون هناك دور جميل لا يعرض عليّ ويسند لغيري.
وكمثال على ذلك، شاركت مؤخراً بفيلم سوري مع مخرج إيراني وتم تصويره بمناطق سورية ساخنة ولعبت فيه دوراً أساسياً وتعبنا كثيراً خلال فترة التصوير، لكن لغاية اليوم لم يعرض في سورية، ولا أعلم لمَ لا يتم تسليط الضوء على الأعمال المهمة التي أشارك بها.
وأرى أن الحظ يلعب دوراً كبيراً بالمهنة، فمن الصعب توافر جميع شروط العمل الجيد والتي هي (نص ومخرج وعرض مادي جيد).

متى تتراجعين عن قرار اتخذته؟
أنا عنيدة جداً، وأمشي بقراري لآخر حد، لكن عندما أرى أنني بدأت أفقد راحتي أتراجع عنه فوراً.

ماذا عن وضعك الاجتماعي؟
عازبة حالياً ولديّ ابنتان تدرسان خارج سورية وهما (شاهي وشيرين) ولديهما اهتمامات ثقافية وموسيقية وهوايات في التصوير والكتابة الأدبية. والأمومة أغلى شيء وأجمل ما في الحياة.

كيف تتعاملين معهما؟
بحب وصداقة، وفي الوقت نفسه أحافظ على هذا الخيط الرفيع من الاحترام بين الأم وابنتها.

ما المفتاح للوصول إلى قلبك؟
الحنان مهم بالنسبة إليّ، وكذلك تفاصيل ما أحب وما أكره.

إذاً ما مواصفات الرجل الذي ينال إعجابك؟
أن يكون قوياً في شخصيته وحازماً، وفي الوقت نفسه أن يكون حنوناً، وقلبه طيب وعزيز النفس وكريم.

كيف تصفين علاقتك مع مواقع التواصل الاجتماعي؟
مقلة في دخولي إلى صفحتي على الفيسبوك، لانشغالي الدائم بالعمل وبالبيت، ودائماً أحاول أن أعبر عن رأيي بإضافة معلومة جديدة من الممكن أن تفيد أي أحد موجود في صفحتي، إضافة إلى أنني من الممكن أن أضيف بعض أسطر الشعر مما تستوحيه مخيلتي، وأتواصل مع الجميع بحب.
لكن مؤخراً أغلقت صفحتي بعد أن نسيت كلمة السر، ولم أنشئ صفحة جديدة بعدها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن