رياضة

إدارة اتحاد كرة القدم بين السالب والموجب … إنجازات متميزة وثغرات كثيرة تحتاج إلى ترميم

| ناصر النجار

موسم كروي طويل عاشته الأسرة الكروية وجماهيرها، وقد دخل مراحله الكثيرة الشديدة الخطورة نتيجة التنافس المثير بين جميع الأندية على مختلف الجبهات.
وللحق فإن ما حققه اتحاد كرة القدم في هذا الموسم وحده يوازي كل ما جناه من المواسم السابقة بل إنه يميز عنها.

الإيجابية الأولى التي ممكن أن نتحدث عنها هي تصنيف الأندية بعد أن (ضاعت الطاسة) في المواسم الماضية، فصارت الأندية مصنفة على درجات، وسيزيد من هيبة هذا التصنيف وقدسيته إقرار الهبوط كما أقره المؤتمر العام، بحيث تهبط الأندية الأربعة إلى الدرجة الأولى، والخوف ألا يُعتمد هذا القرار فيهبط ناديان (مثلاً) رغم أن هذا الكلام ليس وارداً الآن.
الإيجابية الثانية تمثلت بنجاح الدوري الممتاز، وقد حرص فيه اتحاد كرة القدم بلجنته المشرفة على إقامة دوري ممتاز يحقق كل شروط العدالة والنزاهة حسب الإمكان، ولا نريد أن ننزه العمل إذ لكل شيء إذا ما تم نقصان، ولكن يكفي أن نقول إن اللجنة اجتهدت قدر الإمكان ولم تحاب فريقاً على حساب آخر، وسعت إلى دوري متميز بكل تفاصيله ومفرداته.
الإيجابية الثالثة كانت بصناعة منتخب وطني صار له اسمه وهويته وشخصيته وفرض احترامه على القارة الآسيوية كلها. وما وصل إليه يعد إنجازاً سواء تأهل إلى مونديال روسيا أم لم يتأهل، فما تحقق ضمن الظروف والأزمة والإمكانيات المتاحة المفروضة من المكتب التنفيذي يعد أكثر من رائع وهذا الكلام منطقي وواقعي وليس وهماً أو خيالاً.
من باب آخر فإن هذه الإيجابيات من صلب عمل الاتحاد ولولاها لكانت كرتنا في خطر ومهددة بالانقراض وسوء الخاتمة.
وهذه أيضاً لن تنسينا مجمل السلبيات العديدة التي يجب العمل على إصلاحها وصولاً إلى عمل أكثر تميزاً وخصوصاً أن هذه السلبيات إن استفحلت صار من المستحيل ردمها وستقضي على كل إنجاز تحقق.

اللوائح والأنظمة
من دون أي شك فإن اللوائح التي يعتمدها اتحاد كرة القدم صارت بالية وتحتاج إلى تجديد وتعديل وخصوصاً لائحة الانضباط. واللائحة المعمول بها حالياً تحوي الكثير من الثغرات التي يمكن النفوذ منها، فالكثير من الحالات يمكن أن يُعاقب المخالف للمخالفة نفسها بالإيقاف مباراة أو مباراتين أو أربعاً أو لنهاية الموسم. وهذا الأمر يجعل الهامش واسعاً أمام من يفرض العقوبة، لذلك يجب التدقيق في اللوائح لكي تكون واضحة وصريحة غير قابلة للف والدوران.
من الضروري أن يجعل اتحاد كرة القدم لوائحه الانضباطية أكثر انضباطاً حتى تكتمل الصورة الزاهية للعمل وحتى يتم التعامل مع كل كوادر اللعبة واللاعبين بمنتهى الشفافية والعدالة والتكافؤ.
في هذا الخصوص فالمفترض أن يوزع قانون اللعبة سواء اللوائح (المسابقات- الانضباط) أم قانون الاحتراف أو قانون التحكيم على كل الأندية، ولا بأس من إقامة ندوة قبل بدء الموسم يحضره مديرو الفرق والإداريون للاطلاع على مجمل هذه اللوائح، والمفترض أيضاً أن تقوم اللجنة الفنية في كل محافظة بشرح قانون التحكيم للأندية لكي تطلع الفرق بجميع كوادرها ولاعبيها على قانون التحكيم وصولاً إلى فهم كامل للقانون تجنباً من الوقوع بالمزيد من الأخطاء.

اللجان العليا
أغلب اللجان العليا غير فاعلة وتحتاج إلى التبديل والتعديل والملاحظة الأهم أن اللجان الموجودة تضم أعضاء كثراً، وكأن الغاية مراضاة أكبر عدد من الكوادر، والأفضل ألا يتجاوز عدد أعضاء أي لجنة عليا خمسة أعضاء شرط أن يكونوا من خيرة الكوادر ومؤهلين للعمل الموكلين به، وهو أحسن من لجان تضم من هب ودب.
وبالمحصلة العامة فإن عملية انتقاء الكوادر الإدارية يجب أن تكون وفق شروط موضوعية، ومنها منظومة المراقبين التي مازالت دون الطموح، فبعض المراقبين مقصرون في عملهم، وآخرون لا يعرفون طبيعة مهامهم، وهذا الموضوع يحتاج إلى عناية فائقة لكي تسير المباريات بشكل جيد، ولكي تأخذ الفرق حقها الكامل وخصوصاً في المباريات التي يرافقها أي حالة تشنج.
هذا الأمر كله لا يرتبط بشخص معين في اتحاد الكرة ويجب ألا يكون كذلك، لكنه يقودنا إلى فاعلية أعضاء اتحاد الكرة، فلو أن كل عضو فاعل، لوجدنا اللجان فاعلة، وكل شيء متميزاً، لكن للأسف فإن بعض أعضاء الاتحاد غير مضطلعين بمهامهم ولا نعرفهم أو نتذكر أسماءهم إلا من خلال مرافقتهم للسفر للمنتخبات الوطنية أو سفرهم لحضور اجتماعات ومباريات هنا وهناك.

الدعم المفقود
اتحاد كرة القدم من أغنى الاتحادات الرياضية، لكنه لا يملك شيئاً من ماله، والمفترض لتمام العملية الكروية أن يرتفع منسوب الدعم المالي لكي تسير كرة القدم على الطريق الصحيح، والأهم في ذلك أجور الحكام والمراقبين، فالأجور الموضوعة لا تفي بالغرض ولا تكفي الحكام بعضاً من نفقاتهم، وهذه حالة يجب أن توضع بالحسبان وهي مسؤولية اتحاد كرة القدم قبل مسؤولية لجنة الحكام العليا.
كرة القدم لعبة احترافية، وكرتنا مداخيلها كبيرة وكثيرة، ويجب أن ينعم العاملون فيها بشيء من هذا الاحتراف، فشعار العمل المجاني يجب أن يلغى، فكيف للاعب يقبض الملايين، ومن يقوم على الدوري بمختلف اللجان لا يقبض الملاليم! هي معادلة غريبة ومنقوصة يجب أن يوجد لها الحل السريع، حتى نقضي على فساد كرة القدم بكل مكان.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن