عربي ودولي

الأمن العام اللبناني يفكك «خلية نائمة» لداعش … سعد الحريري من واشنطن: لبنان ينعم بالاستقرار على الرغم من صعوبة التحديات

قال رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري: إن لبنان يشهد الكثير من التحديات، إلا أنه ينعم بالاستقرار على الرغم من كل ما تشهده المنطقة من حروب، وهو لا يزال نموذجاً للاعتدال في المنطقة يجب المحافظة عليه وتعميمه للحفاظ على الأقليات في المنطقة كلها وخاصة أن الدستور اللبناني يكفل هذه الحقوق.
وذكر بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء أن ذلك جاء خلال لقاء سعد الحريري في واشنطن بمدير شؤون الموظفين في لجنة الخدمات المسلحة بمجلس الشيوخ الأميركي كريس بروز ومدير سياسة اللجنة الذي عين مؤخراً نائباً لرئيس القوات المسلحة ماثيو دونافان وعدد من المسؤولين، في حضور وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة والقائم بأعمال سفارة لبنان في واشنطن كارلا جزار. وأضاف الحريري: إن التحديات التي يواجهها لبنان كثيرة وأهمها مسألة الأمن وأزمة النازحين، وأكد أهمية ترسيخ العلاقات اللبنانية الأميركية.
ويحمل رئيس الحكومة سعد الحريري معه إلى البيت الأبيض، موقفاً «موضوعياً وصريحاً» سيبلغه إلى مضيفه الرئيس الأميركي دونالد ترامب. فالأخير الذي يتطلع منذ وصوله إلى رأس الولايات المتحدة، إلى تقليم أظافر إيران ونقض ما بناه سلفه باراك أوباما مع «الجمهورية الإسلامية»، يرغب طبعاً في سماع الحريري يطمئنه إلى مساع لبنانية تُبذل لتطويق «حزب اللـه» في الداخل وتحجيمه، عشية رزمة العقوبات الجديدة في حقّه التي ستصدر عن الكونغرس. إلا أن الحريري، وفق مصادر مطّلعة على تحضيرات زيارته إلى واشنطن، لن يقارب القضية من الزاوية هذه، أبدا، بل سيكرر خلال اجتماعه بترامب ما سبق أن أعلنه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عن أن «سلاح حزب اللـه مرتبط بالتطورات الإقليمية» ولا يمكن للدولة اللبنانية أن تقرر مصيره سلباً ولا إيجاباً.
لكن في موازاة كلامه حسبما تقول مصادر سيؤكد الحريري إن لبنان الرسمي يعتمد سياسة النأي بالنفس عن الصراعات الخارجية، وهو ما جاء في خطاب القسم وفي البيان الوزاري، ما يعني أنه لا يوافق على انخراط أي مجموعة لبنانية في المعارك الدائرة في الجوار ولا يغطّي أي تدخّل لبناني في شؤون أي دولة أخرى.
وفي ظل المعادلة هذه، تتابع المصادر، سيدعو الحريري ترامب إلى تكثيف دعم الولايات المتحدة للدولة اللبنانية ولمؤسساتها ولاسيما منها الجيش اللبناني، فكلّما قوي باع الدولة، ضعف وهج التنظيمات التي تحاول منافستها، وكلّما تعززت قدرات المؤسسة العسكرية، سُحبت الذرائع التي تتلطى خلفها هذه التنظيمات للإبقاء على سلاحها. وانطلاقاً من هنا، سيناشد الرئيس الحريري الإدارة الأميركية تحييد لبنان وجيشه عن تدبير خفض المساعدات الخارجية الذي اتخذته في الآونة الأخيرة، وتكثيفها إذا أمكن، لاسيما في ظل الانجازات التي تسطّرها المؤسسة العسكرية على صعيد محاربة الإرهاب.
إلا أن مشاورات الحريري في بلاد «العم سام» لن تكون سياسية فحسب. فهو، بحسب المصادر، سيتطرّق أيضاً إلى الواقع الاقتصادي، ليس فقط من باب ضرورة إبعاد القطاع المصرفي عن تداعيات العقوبات المنتظرة على حزب اللـه، بل أيضاً من ناحية تسويق لبنان كمنصّة صالحة للاستخدام في المرحلة المقبلة مع انطلاق ورشة إعادة إعمار سورية.
وبطبيعة الحال، تضيف المصادر، لن يغيب ملف النزوح السوري إلى لبنان عن جدول أعمال الحريري. وهذه القضية تتصدّر في الواقع، مباحثاته الأميركية. وعلى هذا الخط، سيدعو لبنان الرسمي الولايات المتحدة كما كل الدول المانحة، إلى الوفاء بالتزاماتها حيال المجتمعات المضيفة.
وفي موازاة الدعم المُرتجى، سيؤكد الحريري على العودة الآمنة للنازحين إلى بلادهم، برعاية أممية.
وفي سياق منفصل أعلن الأمن العام اللبناني عن تفكيك «خلية نائمة» كانت تنتظر تعليمات نهائية من تنظيم داعش، مشيراً إلى أن عدد أفراد الخلية 5 أشخاص وهم من التابعية السورية ونطاق عملهم كان بين بيروت ومحلة الدورة.
ولفت الأمن العام في بيان له إلى أن منسق الخلية انتقل إلى منطقة الميادين للقتال في صفوف داعش وحضر إلى لبنان أواخر عام 2016، وبعد متابعته «دورات شرعية وعسكرية في الطيبة».
وحسب البيان فإن التحقيقات كشفت أن تنظيم داعش طلب من منسّق الخلية قبل 3 أشهر تجنيد أشخاص في لبنان لمصلحة التنظيم.

الميادين – وكالات

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن