رياضة

لاس بالماس عاد بعد غياب طويل إلى الدرجة الأولى في الليغا…بيتيس حلم أندلسي أخضر للبقاء في حديقة الكبار

منذ ما قبل اختتام الموسم الماضي ومع إعلان برشلونة بطلاً للدوري الإسباني انشغلت وسائل الإعلام المحمومة بصراع القطبين (البرشا والريـال) بالقفز سريعاً إلى الموسم القادم وبدأت التحليلات والأنباء والتكهنات والروايات تملأ صفحات الجرائد وعناوين النشرات الإخبارية ومواقع الشبكة العنكبوتية حول مشاريع الكاتالوني الجديدة وكيف سيظهر بعد تشافي وربما داني ألفيس، ومن سيكون مدرب الفريق الملكي الجديد؟ وهل يرحل غاريث بيل؟ ومن تكون الصفقة الكبيرة التي سيقوم بها النادي المدريدي؟.
في هذه الأثناء كانت أندية الدرجة الثانية في خضم منافسة شديدة على صعيد التأهل إلى أضواء الليغا وفي النهاية نجح ناديا ريـال بيتيس وسبورتنغ خيخون بالصعود مباشرة في حين خاض فريقا ريـال سرقسطة ولاس بالماس مباراتين فاصلتين تأهل الأخير بنتيجتهما إلى الدرجة الأولى.

همً الصغار
ووسط انشغال القطبين (الريـال والبرشا) بصراعهما حول اللقب والأول بالعودة إلى منصات التتويج عقب موسم جاف والثاني بالدفاع عن ألقابه وحصد المزيد، وسعي اتلتيكو مدريد إلى مزاحمتهما على القمة وفالنسيا وإشبيلية لصراع متجدد نحو مواصلة الظهور بدوري الأبطال ودفاع الأخير عن لقبه كبطل لليوروباليغ، وسط كل هذه الأهداف التي يحاول كل الوصول إلى هدفها تأتي الفرق (الصغيرة) لتعلن عن أحلامها التي لا تتجاوز فيها حدودها إلا بقدر، ونخص هنا أندية ريـال بيتيس ولاس بالماس وخيخون التي تأمل وتعمل على تثبيت موقعها في الدرجة الأولى كهدف أسمى لخطتها لموسم 2015/2016 ومن ثم التفكير بما هو أبعد.

الأخضر الكبير
يعتبر نادي ريـال بيتيس الأعرق بين أندية الأندلس ويحتل مكانة خاصة في الإقليم الجنوبي لاسيما أنه الأول بين أنديته الذي ظهر في الليغا عام 1932 بل فاز بلقبه الوحيد في موسمه الثالث، ويفتخر عشاق فيردي بلانكوس (الأخضر والأبيض) بفريقهم الذي كان أول أندلسي يظهر بدوري أبطال أوروبا قبل عقد من الزمان بعد احتلاله المركز الثالث في موسم 2004/2005 ويومها أدى أفضل مواسمه في عصره الحديث فتوج بكأس الملك للمرة الثانية بتاريخه على حساب أوساسونا في النهائي وكان حاز اللقب على حساب اتلتيك بلباو للمرة الأولى عام 1977 بعد 21 ركلة ترجيحية إثر التعادل 2/2.
بيتس الذي أسسه طلاب أكاديمية الفنون التطبيقية في إشبيلية عام 1907 وهو اسم روماني للنهر الذي يمر في المدينة ولم يعترف به إلا بعد عامين بانضمامه إلى نادي بالومبي، وفي عام 1914 أسبغ عليه الملك ألفونسو لقب الملكي (ريـال)، هذا النادي عانى الأمرين خاصة في العقدين الأخيرين عندما هبط للدرجة الثانية أكثر من مرة على الرغم من الأموال التي ضخها في سوق اللاعبين واشتهر بالتعاقد مع البرازيلي دينلسون في يوم من الأيام بمبلغ خيالي وصل إلى 33 مليون يورو، إلا أن هذا الأمر لم يشفع له بمنافسة الكبار إلا في مواسم معدودة استطاع فيها المشاركة المتواصلة في البطولتين الأوروبيتين مطلع الألفية الثالثة لكنه تراجع وعاد إلى لعبة الصعود والهبوط سريعاً من الدرجة الثانية وإليها.

البقاء أولاً
بيتيس الذي عوض سقوط ألميريا وكوردوبا فرفع عدد الأندلسيين إلى 4 مجدداً والذي خاض 49 موسماً على صعيد الدرجة الأولى خاض خلالها 1652 مباراة وحل ضمن مربع الكبار في ستة مواسم فقط يحاول البقاء في أضواء الليغا ومن ثم التفكير بما هو قادم، وتحاول الإدارة برئاسة خوان أويرو تعزيز صفوف الفريق بعدد من اللاعبين فتعاقدت مع الهولندي المخضرم فان دير فارت والمدافع المصري عمرو طارق والبرازيلي بيتروس أوراغو والإيطالي بيتشيني والفرنسي ديديه ديغار، ويضم الفريق الذي يدربه بيبي ميل منذ العام الماضي بالأصل عدداً من النجوم المحليين تشافي توريس وفرانشيسكو بورتييو وألفارو فادييو والجزائري فؤاد قادير والسنغالي ألفريد نداي.

ممثل استورياس
وإذا كان بيتيس هو ممثل الملكيين في الأندلس فهناك الكثيرون من حملة هذه الصفة في الليغا ومنها مرافقوه إلى أضواء الموسم القادم، فسبورتينغ خيخون الذي يمثل إقليم استورياس حمل لوقت طويل اسم ريـال مدريد خيخون، وقد تأسس قبل 110 سنوات قبل أن ينال المباركة الملكية 1912 فأصبح يحمل اسم ريـال مدريد خيخون ورغم كل هذا التاريخ إلا أنه لم يحصل على أي لقب محلي على صعيد الدوري والكأس وأفضل إنجازاته كان الحلول وصيفاً في مرة واحدة بالليغا ومرتين بالكأس وكل ذلك خلال 4 مواسم فقط بين 1978 و1982 علماً أن الفريق بقي في عداد الدرجة الأولى حتى نهاية التسعينيات ومثل إسبانيا في كأس الاتحاد الأوروبي أكثر من مرة لكنه لم يحقق أي إنجاز يذكر.
خيخون الذي تأهل إلى الدرجة الأولى عقب احتلاله المركز الثاني في الموسم المنصرم انتظر حتى عام 1944 ليظهر في الدرجة الممتازة ومذاك خاض 40 موسماً فيها وخاض 1382 مباراة وفاز بـ454 منها فقط، أما ظهوره الأخير بالليغا فكان موسم 2011/2012.
سبورتنغ لشبونة المعروف بالروخي بلانوكوس (لباسه شبيه بلباس أتلتيكو مدريد) معظم لاعبيه من الإسبان وأشهرهم سانتي يارا وخوان مونيوز وميغيل غيريرو ويضم في صفوفه عدداً من المحترفين الأجانب أمثال المدافع الإكوادوري برناردو اسبينوزا ولاعب الوسط الجزائري رشيد آيت أيتمان والكاميروني داني نداي.
ويقوده المدرب أبيلاردو فيرنانديز اللاعب الدولي السابق والذي اشتهر أيام لعبه بصفوف برشلونة.

بعد 13 عاماً
في موسم 2001/2002 هبط فريق لاس بالماس إلى الدرجة الثانية وبعد معاناته لموسمين هبط إلى الدرجة الثانية حيث قبع هناك موسمين آخرين عاد بعدهما إلى الثانية.
واستمرت معاناته لسنوات ثلاث كاد خلالها يهبط مرتين قبل أن يستعيد توازنه في محاولاته العودة إلى الأضواء فاحتل المركز السادس في موسمي 2013 و2014 ثم الرابع في الموسم المنصرم ما خوله خوض مباراتي بلاي أوف مع ريـال سرقسطة الثالث وتجاوزه بفضل ميزة التسجيل خارج الأرض ليصعد أخيراً إلى الليغا ليعود ممثلاً لإقليم جزر الكناري الغائب عن الليغا منذ سنوات.

وممثل جزر الكناري
يونيون ديبورتيفا لاس بالماس هذا اسمه الكامل وقد تأسس عام 1949 نتيجة لاندماج خمسة أندية كانت قائمة في مدينة غران كناريا وقد اختلفت إدارته يومها مع الاتحاد الإسباني حول تسميته فاختير هذا الاسم، ويعتبر لاس بالماس النادي الإسباني الوحيد الذي التحق بالليغا بعد موسمين من تأسيسه وقد دخل المنافسة من الدرجة الثالثة.
إلا أنه أخفق بالتتويج بأي من الألقاب الكبيرة في بلاد الثيران وهو الذي لعب اثنين وثلاثين موسماً في الدرجة الأولى وثمانية وعشرين موسماً في الدرجة الثانية وستة مواسم في الثانية حسب التصنيف المتبع من الاتحاد الملكي الإسباني بين 1977 و2002، وتعتبر السنوات العشرون بين منتصف الستينيات والثمانينيات أفضل فتراته حيث احتل الوصافة مرة وكذلك مراكز خولته المشاركة بكأس الاتحاد الأوروبي ست مرات إلا أنه لم يصل خلالها إلى أدوار متقدمة، وفي عام 1978 خسر نهائي كأس الملك.
على غرار خيخون يضم لاس بالماس نخبة من اللاعبين المحليين إضافة إلى المهاجم سيرجيو أرايو والمدافع إيمانويل كوليو وهما أرجنتينيان والأورغوياني مارسيللو سيلفا أما مدربه فهو باكو بيريرا.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن