رياضة

قصة الدوري الكروي في السنوات الخمس الأخيرة…الشرطة بطل غير متوج في بطولة حسمها التعادل

 ناصر النجار : 

متغيرات كثيرة طرأت على الدوري الكروي في السنوات الخمس الأخيرة سببها الظروف الحالية، وإضافة لذلك فإن اتحاد كرة القدم في كل السنوات السابقة هذه لم يحسم أمره في شكل المسابقة وأسلوبها، فكانت متغيرة كل موسم، والأبرز أن موضوع الهبوط لم يحسم في كل هذه المواسم فتنامى عدد الفرق في الدرجة الأولى حتى وصل عددها إلى عشرين فريقاً في الدرجة الأولى في الموسم المقبل، إن حاز مقترح اتحاد كرة القدم إلغاء الهبوط هذا الموسم على الموافقة من المكتب التنفيذي ومن أهل اللعبة.
وإذا أردنا التماس العذر لاتحاد كرة القدم فربما كان كل ما سبق بسبب ارتباط قراراته بالظروف والأجواء، معتبراً أن كل موسم هو استثنائي، وللأسف استمر هذا الاستثناء خمس سنوات.

الموسم الأخير
الموسم الأخير التي لعب فيه اتحاد كرة القدم دورياً نظامياً من مجموعة واحدة ذهاباً وإياباً بأربعة عشر فريقاً مشاركاً كان موسم 2010- 2011، وكان يرأس اتحاد كرة القدم في هذا الموسم فاروق سريّة، لكنه لم يكتمل، فاتحاد السريّة أوقف الدوري في الأسبوع الخامس عشر وآخر المباريات التي لعبت منه كانت يوم الأحد في العشرين من آذار 2011، فأجريت مباراتان بين الجيش والمجد والكرامة وأمية وكلتا المباراتين انتهت إلى التعادل الإيجابي 1/1.
الكثيرون نصحوا السرية بعدم توقيف الدوري، لكنه أصرّ على ذلك بدعوى أن اتحاده لا يمكنه أن يتحمل عواقب ما قد يجري في بعض المباريات، مفضلاً تأجيل البحث في الدوري لوقت لاحق، ومتجهاً للاهتمام بالمنتخب الوطني الذي يستعد لخوض غمار تصفيات كأس العالم.

الهروب
بعض خبراء اللعبة وجدوا رغم كل مسوغات السريّة أن القرار المتخذ شكّل هروباً قانونياً من الدوري، وخصوصاً أن اتحاد الكرة في ذلك الوقت كان يتعرض لانتقادات حادة من وسائل الإعلام بسبب خروج منتخبنا الوطني من نهائيات آسيا من الدور الأول بفوز وحيد على السعودية 2/1 وخسارتين أمام اليابان وأمام الأردن بالنتيجة ذاتها 1/2، إضافة إلى تخبطه في اختيار المدربين وكثرة تبديلهم وتغييرهم.
الأحداث في تلك الأيام كانت تمشي متسارعة، وكانت بوصلة العمل تتجه نحو إحداث متغيرات كروية تنسي كل مشاكل الدوري والمنتخب، فكانت الصفقة الخاسرة بالتعاقد مع المدرب الفرنسي لوروا الذي لم يستمر عقده أكثر من عشرين يوماً، وخرج بغلة وفيرة من المال بعد إنهاء عقده بالتراضي، وخسرت كرتنا كل شيء!
تعاقد بعدها مع المدرب نزار محروس، لكنَّ خطأ إدارياً بإشراك اللاعب جورج مراد بالتصفيات التمهيدية المؤهلة لتصفيات كأس العالم مع طاجكستان قلب نتيجة فوز منتخبنا 2/1 و4/صفر إلى خسارتين قانوناً صفر/ 3 وتوقيف سورية عن المشاركة نتيجة ذلك، هذا الخطأ أدى إلى استقالة اتحاد كرة القدم وتولي لجنة تسيير أمور لاتحاد كرة القدم برئاسة الدكتور إبراهيم أبا زيد التي كانت مهمتها تسيير الأمور والتحضير لانتخابات جديدة بإشراف مندوبي الاتحاد الدولي.

مصير الدوري
الدوري بقي على حاله معلقاً فلم يُتخذ أي قرار بشأنه، لكن المشكلة كانت بالتمثيل الآسيوي في بطولة الاتحاد الآسيوي، فأي خلل ستتكبد فيه كرتنا خسائر إضافية هي بغنى عنها، ومنها إلغاء مشاركة أنديتنا في هذه المسابقة، إضافة إلى خسائر فنية وإدارية ولوجستية ومالية، والأهم من ذلك أن كرتنا لم تكن تفضل الغياب عن النشاطات الخارجية لاعتبارات كثيرة.

التجمع الأول
المقترح الذي قدمته اللجنة المؤقتة كانت بدعوة الأندية الخمسة الأولى وهي حسب الترتيب: الجيش والوحدة والكرامة والاتحاد والشرطة إلى دورة خماسية في دمشق لتحديد البطل الذي سيشارك ببطولة الاتحاد الآسيوي، باعتبار أن الممثل الثاني لكرتنا في البطولة الآسيوية كان الاتحاد وقد حسم موقعه بعد فوزه ببطولة كأس الجمهورية بعد فوزه بالنهائي على الوثبة 3/1، وكان الوثبة تجاوز الجيش بنصف النهائي بركلات الترجيح 4/3 بعد التعادل 1/1، على حين فاز الاتحاد على الوحدة 6/2.
المفاجئ أن ثلاثة أندية اعتذرت عن المشاركة، فالاتحاد اعتذر باعتباره تأهل للمسابقة الآسيوية، والتجمع هذا لن يقدم ولن يؤخر في ذلك بشيء، على حين لم يُفهم اعتذار الوحدة والكرامة وقتها سوى الهروب من المشاركة لأسباب خاصة وعامة.

نهضة الشرطة
في تلك الأثناء كان فريق الشرطة يعيش بداية نهضة كروية جديدة، من خلال الدعم الخاص لفريق الكرة من وزارة الداخلية وتولي وائل عقيل إدارة الفريق، وقد اتجه نحو بناء فريق وفق عقلية احترافية باستقدام اللاعبين المميزين من الأندية المحلية ومن المحترفين الأجانب، وفي ظرف موسمين كان فريق الشرطة يتزعم لواء الأندية المحلية، وحقق فوقها وصولاً جيداً إلى ربع النهائي في مسابقة الاتحاد الآسيوي في موسمين متتاليين، قبل أن تحدث تغييرات غير متوقعة ويعود فريق الشرطة إلى ما كان عليه بعد رحيل العقيل من صفوفه.
المهم في موسم 2010 – 2011 دان اللقب لفريق الشرطة في التجمع الأول الذي اقتصر على مشاركة الجيش والشرطة فتعادل الفريقان مرتين صفر/ صفر ونال الشرطة اللقب بهدف سيف الحجي في المباراة الثانية، مع العلم أن الكابتن فجر إبراهيم هو من قاد الشرطة في هاتين المباراتين.
علماً أن البعض لا يعترف بلقب الشرطة هذا، ويعتبرون هذا الموسم بلا بطل ولهم حجتهم في ذلك!

هبوط
نذكر أخيراً أن صراع الهبوط في هذا الموسم كان كبيراً، والفرق التي كانت تحتل المراكز الأخيرة كانت على التوالي: الجزيرة والفتوة (17) نقطة وأمية (16) نقطة والطليعة (14) والمجد (10)، ولأن صراع الهبوط لم يحسم بالدوري المتبقي منه تسعة أسابيع، ولم يجد أحد مخرجاً لذلك، فقد تم الاتفاق على إلغاء الهبوط هذا الموسم، وأضيف إلى الفرق الـ14 فريقاً الحرية ومصفاة بانياس المتأهلان من الدرجة الثانية، ليكون أمام الموسم الجديد 2011 – 2012 ستة عشر فريقاً، وهذا ما سنتناوله في الحلقة المقبلة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن