شؤون محلية

حسون: الخطورة في المسجد تكمن في التخدير الديني ويجب أن يبني جيلاً إسلامياً عالمياً لا مذهبياً ولا طائفياً ولا عرقياً

قال المفتي العام للجمهورية أحمد بدر الدين حسون: يجب أن نعلم أن المخدر ليس من صنع اللـه فأول كلمة في الدين اقرأ والقراءة ثقافة، معتبراً أنه لو كان هناك قراءة ما دخل المخدر الثقافي ولا الديني ولا المادي علينا.
وخلال ورشة بعنوان الحملة الوطنية لمكافحة بوابات العبور للإدمان أضاف حسون: حينما تركنا قراءة بعضنا ومجتمعنا وتاريخنا بحثنا عن من يخدرنا.
وأضاف حسون: لذلك أوروبا فيها نسبة التعاطي والاتجار بالمخدرات 10 أضعاف ما في البلاد العربية، كما أنهم أباحوا بيعها في عدد من الدول الإسكندنافية، معتبراً أن السبب في ذلك أن المؤسسات الدينية والثقافية لم يعد لديها طاقة تعطيهم سعادة فلجؤوا إلى التخدير.
وأكد حسون أن الثقافة ما زالت فينا فتية وتحمل في طياتها الروح الإيمانية والإنسانية وقيمها، مضيفاً: التنوع بالنسبة لنا يعطينا ثروة فكرية ثقافية وروحية، لذلك ما نقوم به اليوم هو إيقاظ هذه الثروة في أبنائنا، مشيراً إلى أن سورية وقفت بوجه 109 دول أدعت أنها أصدقاء الشعب السوري لذلك فإنها حاولت تخدير السوريين بعناوين الحرية وسقوط النظام.
وقال حسون: يجب الانتباه إلى عبارة إسقاط النظام فهي خطرة لأن ما وراء ذلك الفوضى، وكم رددها بعض السوريين ورقصوا عليها، مضيفاً: حينما نقول إنه يجب الوقوف بوجه المخدرات فيكون آخرها المخدر الدوائي لأن قبلها التخدير الديني والمذهبي والعرقي والمالي واللذة وهذه الأمور كلها مراعاة في هذه الندوة المشار إليها.
وأكد حسون أن الرئيس بشار الأسد في كل خطاباته وكان آخرها في مجلس الوزراء يريد من المسؤولين أن يصحو لخدمة المجتمع وألا يخدرهم المنصب.
ورأى حسون أن نشر الوعي ليس بالمساجد فقط بل يجب أن نذهب إلى المقاهي والنوادي وأيضاً الجامعة لأنها مستقبل الأمة، مضيفاً: من يأت للمسجد يكن مهتدياً مصلياً ولذلك حينما نطرح عليه هذا الفكر فهو يقول جئت مهتدياً، معتبراً أن الخطورة في المسجد تكمن في التخدير الديني وليس الأفيوني وذلك أن يقول: أنا من جماعة كذا أو أتباع شخص معين.
ودعا حسون إلى جعل المساجد تبني جيلاً إسلامياً عالمياً لا مذهبياً ولا طائفياً ولا عرقياً، مشيراً إلى أن دور الجامعة يكمن في التثقيف العلمي.
ورأى حسون أن أكبر مخدر فرض على الأمة العربية بناء دولة دينية في فلسطين وهي الدولة اليهودية؟ مضيفاً: أتذكرون تلك الكلمة التي فرضت على الأمم المتحدة وهي يهودية الدولة؟ ولذلك أقول لكم افتحوا كتب التاريخ لن تجدوا فيها دولة إسلامية بل راشدية ومن بعدها الأموية ثم العباسية ثم تلتها المماليك وآخرها كانت العثمانية قبل أن يدخل الاستعمار إلى الوطن العربي.
وأكد حسون أن العقيدة إن لم تكن ثقافة فهي مخدر، ضارباً مثلاً حديث الرسول صلى الله عليه وسلم حينما قالوا له بعض الصحابة: «يا رسول اللـه إننا نجد في أنفسنا كلمة إن قلناها كفرنا فقال أوجدتم ذلك؟ قالوا: نعم. فقال: تقولون اللـه خلقنا فمن خلق الله؟ قالوا: نعم فأجابهم: أبشروا فذلك نور الإيمان» فهو لم يقل لا تخافوا بل فكروا.
وشدد حسون على ضرورة تعليم الجيل طريق السعادة بدلاً من اللذة، موضحاً أن اللذة تكمن في فتح الصيدليات ومعامل الدواء لكن السعادة أن تنتج دواء يفيد المجتمع وليس أن يكون سبباً في تخديرهم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن