سورية

الاقتتال ينتقل من الميدان إلى «تويتر» بين «تحرير الشام» و«الأحرار»

| الوطن – وكالات

بعد أن انتهت معارك الميدان بين «هيئة تحرير الشام» التي تعتبر جبهة النصرة الإرهابية أبرز مكوناتها وميليشيا «حركة أحرار الشام»، انتقلت المعركة إلى الفضاء الإعلامي ليشهد «توترا» بينهما، على خلفية اتهام «الهيئة» عبر الوكالة الناطقة باسمها «إباء»، ميليشيا «صقور الشام» التابعة لـ«الأحرار» باعتقال ما يسمى «مدير فرع الإدارة المدنية للخدمات في مدينة حماة»، الملقب «أبو خطاب الشامي».
ووفق ما نقلت مواقع إلكترونية معارضة، فإن «التوتر يقتصر على البيانات فقط، دون وجود أي تحرك من الطرفين على الأرض». وأشارت إلى «حالة استنفار على حواجز الطرفين»، إلا أنها «بصورة طبيعية». ورد الناطق باسم «أحرار الشام»، محمد أبو زيد على الاتهامات من «الهيئة»، وقال: إن «الخبر الذي أوردته إباء عارٍ من الصحة».
وأوضح أن «الحركة ما تزال ملتزمة بالعهود المبرمة بإيقاف التصعيد، حرصاً منها إلا تتعرض الساحة لمزيد من الدماء، رغم العديد من الخروقات التي تم ارتكابها من الهيئة».
ويتضمن الاتفاق الذي توصل إليه الطرفان في 24 تموز الجاري، أن «تعاد كل التجاوزات الحاصلة بعد اتفاق الجمعة، في مدة أقصاها خمسة أيام، ويحق لكل كتيبة أو لواء من أحرار الشام، ترى أنها بايعت الهيئة مكرهة، العودة عن بيعتها»، كما تنص بنوده على وقف إطلاق النار بين الطرفين. ووسّعت «الهيئة» نقاط سيطرتها في محافظة إدلب، وأحكمت سيطرتها على معظم المحافظة، في حين تحركت «أحرار الشام» نحو ريف حماة الشمالي الغربي.
في ذات السياق طرح ما يسمى «القائد العام لألوية صقور الشام»، أحمد الشيخ (أبو عيسى) مبادرة لحل الخلافات مع «تحرير الشام».
وقال عبر سلسلة تغريدات له عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «حرصاً منا على حقن الدماء، ووحدة الصف نعلن استعدادنا للجلوس مع الهيئة، ومناقشتها للوصول إلى حل».
وأضاف: «أكدنا مراراً أننا لم نخرق الاتفاق الذي أبرم بين الحركة والهيئة، ومازلنا ملتزمين به، ولا صحة لما يشاع وآخرها اتهامنا بخطف خطاب الشامي».
ويعود الخلاف بين «الصقور» و«الهيئة» إلى كانون الثاني 2017 الجاري، إذ دعا حينها الشيخ إلى النفير ضد «النصرة»، التي شنت هجوماً واسعاً آنذاك ضد الميليشيات المسلحة في شمال سورية.
في سياق متصل شهد أيضاً «تويتر»، سجالاً بين «قادة وشرعيين» من التنظيمات الإرهابية على خلفية الاقتتال بين «تحرير الشام»، و«أحرار الشام». وتبادل كل من شرعيي ميليشيا «حركة نور الدين الزنكي»، حسام أطرش، والقيادي علي العرجاني المنشق عن «النصرة»، الاتهامات حول «الاقتتال» الأخير.
وبدأ خلاف شرعيي «الزنكي» مع علي العرجاني على خلفية تغريدة للأخير قال فيها: إن «تجديد البيعات لأحرار الشام تكاد تقتل الجولانيين»، ليرد الأول بتغريدة بعد ساعات، كتب فيها «يا شيخ نسألكم بالله كفى صباً للزيت على النار، من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت».
«العرجاني» الملقب بـ«أبي حسن الكويتي» رد على أطرش، وعرض البيانات التي أصدرتها «الزنكي» منذ اليوم من الأول الـ«اقتتال»، منها بيان الانشقاق عن «الهيئة» والدخول كقوات فصل، إلى جانب انسحابها من الفصل بين الطرفين في اليوم الثالث من المواجهات العسكرية.
وقال متسائلاً: «هل هذا كان خيراً أم شراً»؟، وهل هو من صب الزيت على النار؟ (…) راجع نفسك ولتكن مواقفكم ثابتة».
في سياق المواقف حيال مواجهات «تحرير الشام» و«أحرار الشام»، أفتى الشيخ المصري، محمد فؤاد هزاع، بتغريدة له عبر «تويتر» بأن «جندي الهيئة المقتول في النار قولاً واحداً، أما جندي الأحرار المقتول ففي الجنة وشهيد لدفعه صيال المعتدي».
وردّ العرجاني موافقاً فتوى الشيخ المصري، «قد صدق وصدع بالحق وهكذا عهدته وعرفه الناس قديماً بذلك».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن