سورية

اعتبر قرار واشنطن بإنهاء دعمها للميليشيات المسلحة «بداية» حل الأزمة السورية … حيدر: عازمون على التوصل لمصالحات في «مناطق خفض التصعيد»

| وكالات

اعتبر وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية علي حيدر، أن قرار وكالة المخابرات المركزية الأميركية «سي. آي. إيه» إنهاء برنامج دعم الميليشيات المسلحة في سورية هو «بداية» حل الأزمة السورية، وكشف عن أن الدولة السورية وحلفاءها يسعون إلى أن تكون الهدن التي تمت في عدد من المناطق بموجب «اتفاقيات خفض التصعيد» مقدمة لمصالحات وطنية. وسلط حيدر في مقابلة مع وكالة «رويترز» للأنباء نشرتها أمس الضوء على عزم الحكومة السورية التوصل إلى المزيد من المصالحات مع الميليشيات المسلحة في مناطق «تخفيف التصعيد» في أرجاء سورية نتيجة الجهود الدبلوماسية التي قادتها روسيا. وبهذا الصدد، قال: إن «اتفاقيات خفض التصعيد يمكن أن تحول هذه المناطق إلى كنتونات مغلقة لديها كل مقومات الدفاع عن نفسها ويمكن أن تأخذها إلى مصالحات حقيقية في تلك المناطق»، مشدداً على أن الدولة السورية والدول الحليفة تسعى إلى أن تكون هذه الهدنات مقدمة لمصالحات وهذا هو مشروع الدولة». وقال: إن «الحكومة عازمة على التوصل إلى المزيد من المصالحات» مع الميليشيات المسلحة، مشيراً إلى أن هناك تفاصيل كثيرة تعمل عليها الدولة السورية مع الدول الحليفة لتكون الاتفاقات التي تنجز تحت اسم مناطق منخفضة التصعيد تتيح المجال لمصالحات حقيقية «ولن نقبل بأقل من ذلك».
من جانبه انتقد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري في بيان خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي حول «الحالة في الشرق الأوسط»، الإحاطة التي قدمها المنسق الخاص نيكولاي ملادنيوف، وقال: «لقد كان الأجدر بالسيد ملادينوف أن يُعبِّر، بحكم موقعه، عن قلق الأمم المتحدة من رفض رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي لاتفاق التهدئة الذي تم الإعلان عنه مؤخراً من هامبورغ بين الرئيسين الروسي والأميركي، والذي يهدف إلى وقف الأعمال القتالية في المناطق الجنوبية من الجمهورية العربية السورية، تمهيداً للقضاء على الجماعات الإرهابية المُسلَّحة في تلك المناطق… نفس الجماعات الإرهابية التي ترعاها إسرائيل…».
وحول الحديث عن أن الحكومة السورية تقوم بعملية تغيير ديموغرافي في المناطق التي تحررها، نفى حيدر خلال المقابلة مثل هذه المزاعم وأكد أن الكثير من السكان عادوا إلى بلداتهم في أعقاب الاتفاقيات المحلية التي أنهت القتال هناك، وأضاف قائلاً: «قرار الدولة السورية هو بمنع تغيير أو إلزام أو إرغام أي مواطن سوري على ترك منزله وموطنه الأساسي أو مكان إقامته والانتقال إلى مكان آخر إلا في عامل الإرهاب لفترة مؤقتة».
وحول قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إنهاء برنامج دعم الميليشيات المسلحة، قال حيدر: «خفض الدعم وإغلاق الحدود ووقف السماح للجسور الجوية لنقل المقاتلين إلى داخل سورية، كل هذه الإجراءات هي بداية حل الأزمة السورية ودون ذلك لا حل للحرب التي تسببت بمقتل مئات الآلاف حتى الآن».
وأضاف: «ما دام هناك تسريب ومناطق كالجروح المفتوحة لن يكون هناك حل. وبحسب الوكالة، عكست تصريحات حيدر رضا الحكومة السورية بقرار الرئيس الأميركي الأسبوع الماضي إنهاء برنامج وكالة المخابرات المركزية «سي آي إيه» الذي بدأ عام 2013 بهدف تسليح وتدريب عدد من الميليشيات السورية المسلحة المختارة بعناية. وكانت الـــ«سي آي إيه» أنهت الجمعة رسمياً، برنامجها لدعم ما يسمّى «المعارضة السورية المعتدلة» التي تقاتل قوات الجيش العربي السوري، والذي بدأته منذ أربع سنوات. وأكد قائد القوّات الأميركية الخاصة الجنرال توني توماس بذلك، معلومات نشرتها صحيفة واشنطن بوست الأميركية اﻷربعاء. ووصف ترامب في تغريدة على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» يوم الثلاثاء تمويل الـــ«سي آي إيه» للميليشيات المسلحة بأنه «هائل وخطر ونفقات مهدورة».
وقال حيدر: «كل محاولات أميركا في تمويل وتسليح وتدريب مجموعات سمتها مجموعات معتدلة لكي تستطيع أن تحارب بها وتستخدمها كورقة ضغط فشلت». وقدم البرنامج الذي أشرفت عليه الـــ«سي آي إيه» مساعدات للميليشيات المسلحة التي شملها في جنوب وشمال سورية بدعم من الأردن والسعودية وتركيا وقطر والإمارات.
ووفقاً للوكالة، فإن كلاً من قطر وتركيا قدمتا المساعدات لعدد من الميليشيات المسلحة، خارج قنوات وكالة المخابرات المركزية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن