سورية

«بيدا» يستعجل فرض أمر واقع في الشمال: انتخابات متعددة حتى مطلع 2018

| الوطن – وكالات

يبدو حزب «الاتحاد الديمقراطي» الكردي مستعجلاً في فرض الأمر الواقع الخاص به في شمال وشرق سورية، مستفيداً من المظلة التي يوفرها له «التحالف الدولي» الذي تقوده واشنطن وتعثر الخطط التركية حول تل رفعت بعد الضربة القاصمة التي تعرضت لها ميليشيا «حركة أحرار الشام الإسلامية» من قبل «هيئة تحرير الشام» في إدلب.
وحددت الجمعية التأسيسية لما يسمى بـ«اتحاد شمال سورية»، موعد إجراء أول انتخابات على مختلف المستويات للإدارات المحلية والمناطقية التي تديرها على طول الحدود مع تركيا.
وذكرت وكالة «حوار نيوز» الكردية، وفقاً لموقع «روسيا اليوم»، أن انتخابات ما سمته «الكومونات» «المؤسسات البلدية، وهو المستوى الأول من الإدارة المحلية العامة» ستجري خلال أيلول المقبل، على أن تليها انتخابات الإدارات المحلية والمجالس الريفية والحضرية والإقليمية في مطلع تشرين الثاني، وأخيراً، سيتم عقد انتخابات مجالس المحافظات في أواسط كانون الثاني من العام 2018، والذين يدخلون في عداد «الاتحاد»، وفي المؤتمر الديمقراطي الشعبي لـ«الفيدرالية».
وسبق أن تم الإعلان عن «الاتحاد الفيدرالي لشمال سورية» (الذي يسمى أيضاً «المنطقة الاتحادية في شمال سورية») في آذار 2016، في المناطق الخارجة عن سيطرة السلطات السورية في شمال وشرق البلاد. وتحت ضغط دولي وإقليمي اضطر مؤسسو الاتحاد إلى حذف كلمة «روجآفا» (مصطلح تطلقه الدعاية الكردية المتطرفة على المناطق الواقعة شرقي وشمال سورية) من اسمه الرسمي. ويقف وراءه حزب الاتحاد الديمقراطي «بيدا»، الذراع السياسي لميليشيا «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تقود «قوات سورية الديمقراطية – قسد» الحليف القوي للأميركيين في حربهم ضد تنظيم داعش الإرهابي في الرقة وبقية مناطق شمال سورية.
وبالترافق مع الإعلان عن خطط الاتحاد لتنظيم انتخابات في خطوة من شأنها، إذا ما تمت، التأثير على وحدة سورية وسلامة أراضيها، صادق المجلس التأسيسي لـ«النظام الفيدرالي»، على إعادة تقسيم الإدارات الذاتية إلى ثلاث «فيدراليات»، بعد أن كانت أربع مناطق «إدارة ذاتية» تشمل الأولى الجزيرة (وتضم أجزاء واسعة من محافظة الحسكة) والثانية عفرين في ريف حلب الشمالي الغربي، وعين العرب شرقي نهر الفرات في شمال حلب، وتل أبيض بشمال محافظة الرقة. وانضم إليها لاحقاً منطقة منبج الواقعة إلى غربي نهر الفرات في شمال محافظة حلب.
ونقلت وكالة «سمارت» المعارضة عن الرئيس المشترك للمجلس التأسيسي، هدية يوسف، إعلانها أن الاجتماع التأسيسي الثالث لـ«النظام الفدرالي»، والذي انتهى الخميس الماضي، في مدينة الرميلان شرق الحسكة، بالمصادقة على تقسيم مناطق نفوذ «الإدارة الذاتية» إلى ثلاث «فدراليات»، وهي: (الفرات، الجزيرة وعفرين).
وشرحت يوسف أن الإقليم الأول يضم منطقتي الحسكة والقامشلي، أما الثاني فيشمل منطقتي تل أبيض التابعة لمحافظة الرقة، ومنطقة عين العرب التابعة لمحافظة حلب، على حين يضم الأخير منطقتي عفرين وأجزاء من ريف حلب الشمالي حول مدنية تل رفعت والتي يطلق عليها بيدا اسم «الشهبا».
وكشفت أن المجلس صادق على الهيكلية الإدارية لهذه «الأقاليم»، بعد المصادقة على قانون الانتخابات، الذي بدوره، سينظم العملية الانتخابية في التقسيمات الإدارية بدءاً المجالس المحلية، وحتى «مجلس شعوب الإقليم»، انتهاء بتشكيل «مؤتمر الشعوب الديمقراطية» على مستوى المنطقة كاملة.
ونوهت المسؤولة، إلى وجود مناطق تسيطر عليها القوات التابعة لـ«الإدارة الذاتية»، ليست مشمولة في التقسيم الإداري الجديد، وهي مدينة منبج وريفها شرق حلب، والمدن والبلدات التي انتزعتها هذه القوات من تنظيم داعش في محافظة الرقة مؤخراً، مبررةً ذلك بأن «شعوب(!)» هذه المناطق «لم تتخذ القرار بعد بالانضمام إلى نظام الفدرالية»، لكنها تركت الباب أمام انضمامها لاحقاً مفتوحاً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن