عربي ودولي

طهران متفائلة حيال التوصل إلى اتفاق حول النووي وقد «بات قريباً جداً»

تحاول الدول الكبرى وإيران إبرام اتفاق تاريخي حول الملف النووي الإيراني بعد 16 يوماً من المفاوضات المكثفة في فيينا بينما اعتبرت طهران أنه «بات قريباً جداً». ويخوض المفاوضون ومن بينهم وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف محادثات بشكل شبه متواصل منذ أواخر حزيران. ويتفق جميع الأطراف على أن تقدماً كبيراً تم تحقيقه تدريجياً.
وأكد ظريف من على شرفة مقر الاجتماعات «لا يزال أمامنا عمل علينا إنجازه». وأكد مصدر ألماني قريب من المحادثات أن المفاوضين «قريبون جداً من تحقيق الهدف لكن «كل شيء يمكن أن ينهار بعد».
والتقى كيري وظريف بالإضافة إلى نظرائهما الفرنسي لوران فابيوس والروسي سيرغي لافروف والبريطاني فيليب هاموند في فيينا أمس لمواصلة المحادثات. وأعلن وزير الخارجية الصيني وانغ يي أمس في فيينا أن بكين تعتبر أن الشروط «متوافرة» للتوصل إلى «اتفاق جيد» حول الملف النووي الإيراني معتبراً أنه بات يجب إبرامه. وقال وانغ: «الصين ترى أن أي اتفاق لا يمكن أن يكون مثاليا لكن الظروف متوافرة لإبرام اتفاق جيد».
وتحدث وزير الخارجية الصيني عن «تقدم جديد» خلال المحادثات المكثفة، معتبراً أنها وصلت إلى «المرحلة الأخيرة». وأضاف: «وبالتالي، اجتمع وزراء خارجية الدول الست مجدداً في فيينا لاختتام تلك المفاوضات. نعتقد أنه لا يمكن ولا يجب أن تكون هناك مهل إضافية». ورجّح مصدر مقرب من وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير التوصل إلى اتفاق نووي تاريخي مع إيران، وقال في هذا الصدد: «من وجهة نظر الوزير لم يتبق سوى القليل من العناصر المفقودة لإبرام اتفاق محكم مع إيران»، مضيفاً: «من الممكن أن ينهار كل شيء، لكننا بالفعل على وشك الوصول للهدف… المفاوضات في المرحلة النهائية في واقع الأمر وتسير بشكل سريع خلال الليل». ومنذ 16 يوماً تسعى مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة، روسيا، فرنسا، الصين، بريطانيا وألمانيا) إلى وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق مع إيران يضمن الطابع السلمي لبرنامجها النووي مقابل رفع العقوبات الدولية المفروضة عنها.
ويعمل المفاوضون على وضع اللمسات الأخيرة على نص كبير من قرابة مئة صفحة نظراً لمدى تعقيد الملف. وكان رئيس الوكالة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي أعلن أن المحادثات التقنية «انتهت فعلياً». فقد اعتبر كيري «لقد بلغنا مرحلة القرارات الفعلية»، مشيراً إلى «عدد قليل من النقاط» التي لا تزال عالقة.
وقرر فابيوس إلغاء زيارة مقررة أمس إلى إفريقية لمواصلة المحادثات وأشار أيضاً إلى أن المفاوضات دخلت «مرحلتها النهائية».
وتطالب مجموعة 5+1 أيضاً بأن يتمكن مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية من دخول مواقع عسكرية «إن اقتضت الضرورة» وهو ما يرفضه بعض المسؤولين العسكريين الإيرانيين.
وأعلن الدبلوماسي الإيراني علي رضا ميريوسفي أمس في تغريدة على تويتر أن مفاوضي طهران والقوى الكبرى يعملون بجهد للتوصل إلى اتفاق حول الملف النووي الإيراني. وكتب الدبلوماسي الإيراني في فيينا: «لا أحد يفكر في تمديد (المفاوضات). الجميع يعملون بجهد للتوصل إلى اتفاق، لكن لا يزال يجب التحلي بالإرادة السياسية».
كما قال مصدر مقرب من الوفد الإيراني المفاوض في فيينا أمس لوكالة فرانس برس: إن «عدة مسائل مهمة» لا تزال عالقة في المفاوضات مع القوى الكبرى الهادفة لإبرام اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني
وأوضح المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه أن «بعض المسائل المهمة لا تزال عالقة ونحن نجري مناقشات جدية من أجل تسويتها».
وقال نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في مقابلة مع وسائل إعلام إيرانية أمس: «وصلت المفاوضات إلى مرحلتها النهائية، غير أن بعض القضايا ما زالت عالقة». ورداً على سؤال عما إذا كانت المفاوضات النووية ستكتمل أمس، قال الدبلوماسي الإيراني «لا يمكنني أن أراهن أن القضايا المتبقية العالقة ستحل اليوم (أمس)».
ومن بين أبرز نقاط الخلاف التي أخرت الاتفاق وجعلته يفوت 3 استحقاقات، مطالبة طهران برفع الحظر المفروض من مجلس الأمن منذ عام 2006 على الأسلحة وعلى برنامجها الصاروخي فور التوصل إلى الاتفاق النهائي، ووتيرة رفع العقوبات الاقتصادية الأخرى، إضافة إلى مسألة تفتيش مواقع عسكرية في إيران، ومطالبة طهران بالإجابة عن أسئلة بشأن أنشطة سابقة مثل الشكوك بشأن اختبارها لصواعق نووية. وبعد تجاوز ما تبقى من عقبات وإبرام الاتفاق، لن يكون متاحاً تنفيذه إلا بعد نيل موافقة الكونغرس عليه، إذ سيعكف على مناقشته خلال 60 يوماً، بالإضافة إلى إقراره من البرلمان الإيراني.
وشكك في هذا الصدد السيناتور ميتش مكونيل كبير الأعضاء الجمهوريين في الكونغرس في إمكانية إقرار الكونغرس للاتفاق قائلاً: «أعتقد أنه سيكون من الصعب للغاية تمرير الاتفاق، إذا ما تم، في الكونغرس»، زاعماً أن الاتفاق سيترك إيران دولة على أعتاب امتلاك قنبلة نووية.
ويمكن للرئيس الأميركي استخدام حق النقض إذا صوت الكونغرس ضد الاتفاقية النووية مع إيران، إلا أن جدلاً واسعاً بين الجمهوريين والديمقراطيين ينتظر مناقشات الكونغرس لهذا المشروع.
وكان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال: إن الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني يعرض السلام في العالم للخطر.
وحسب ما ذكره راديو «صوت إسرائيل»، فقد اعتبر نتنياهو أنه «في الوقت الذي تستمر فيه مسيرة التنازلات من جانب الدول الكبرى لإيران، يطلق المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، تصريحات بضرورة محاربة الولايات المتحدة حتى في حال التوصل إلى اتفاق نووي».
من جانبه قال وزير الشؤون الإستراتيجية في حكومة الكيان الصهيوني، يوفال شتاينتس: إن توقيع الاتفاق النووي مع إيران سيكون بمنزلة إفلاس من ناحية الدول الكبرى واستباحة للأمن العالمي مقابل إنجاز سياسي مشكوك فيه.
روسيا اليوم – أ ف ب – رويترز – سانا – الميادين

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن