عربي ودولي

الجيش الصيني القوة الحازمة لحماية السلام العالمي

يصادف تاريخ 1 آب 2017 مع الذكرى السنوية التسعين لتأسيس جيش التحرير الشعبي الصيني. وفي هذه المناسبة يمكننا التأكيد أنه خلال التسعين سنة الماضية، فقد قفز الجيش الصيني من جيش صغير إلى جيش كبير ومن جيش ضعيف إلى جيش قوي وهذا الجيش يتقدم من انتصار إلى انتصار آخر، وقد استطاع التطور من جيش ذي نمط واحد إلى جيش يعتمد على أنماط شاملة متعددة خلاقة، ولدى هذا الجيش مستوى الحداثة الرفيع. ويوماً بعد يوم يصبح الجيش الصيني جيشاً قوياً ويعتمد المعلوماتية بشكل متزايد، وقد أصبح هذا الجيش سور الصين الحديدي الذي يحمي البلاد، كما أصبح القوة المهمة التي تؤسس للاشتراكية ذات الطابع الصيني. فمنذ المؤتمر الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني تحت القيادة الفذة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني واللجنة المركزية العسكرية للجيش الصيني وبقيادة الرئيس شي جين بينغ فقد أطلق الجيش الصيني المشروع الجديد نحو الإصلاح إلى جيش قوي. منذ عام 2015 الشهر 11 بدأت تجري عملية إصلاح وتعديل لهيكلية القوات العسكرية ونظم القيادة وتعتبر عملية الإصلاح هذه هي الأكبر منذ تأسيس الصين. وذلك من خلال تنفيذ نظام لجنة عسكرية متعدد القطاعات وتأسيس هيئة أركان مشتركة للجنة المركزية العسكرية وهيئة العمل السياسي بالإضافة إلى تأسيس هيئة التأمين المشترك وهيئة تطوير المعدات الخ.
كما تم تأسيس الهيئة القيادية للجيش البري، وإعادة تصنيف المناطق الحربية وتم تأسيس خمس مناطق حربية وهي شرقية، جنوبية، غربية، شمالية ووسطى. بالإضافة إلى إنشاء نظام القيادة القتالية للجنة العسكرية للقوات وميادين المعارك ونظام إدارة القيادة لصنوف القوات العسكرية كافة. وهنا نجد أن عملية الإصلاح العسكري هذه المرة قد عززت قدرة الجيش الصيني على إطلاق عمليات قتالية مشتركة، كما رفعت قدرة نشر ونقل القوات العسكرية في ظل الظروف المعقدة، كل ذلك سيسهم مستقبلاً في زيادة تعزيز قدرة الجيش الصيني على حماية السلام العالمي.
الجيش الصيني يحمي سيادة، وأمن البلاد وهو سور الصين الحديدي للحفاظ على مصالح البلاد في التنمية وهو القوة الثابتة لحماية السلام العالمي. في الحقيقة إن العالم يحتاج إلى السلام ولكنه يحتاج أكثر إلى القوة التي تحمي السلام. في السنوات القليلة الماضية تحمل الجيش الصيني مسؤولية الحماية الدولية والحراسة في البحار البعيدة، كما أن مسؤولياته في توصيل المساعدات الإنسانية الدولية تزداد بشكل مستمر وفي الوقت نفسه يحصل الجيش الصيني بشكل متزايد على الثناء والمديح الدولي، ومن بين الأعضاء الدائمة في مجلس الأمن الدولي تعتبر الصين هي الدولة الأكثر إرسالاً لقوات حفظ السلام الدولي. وقد قام أسطول الحراسة التابع للقوات البحرية الصينية بالحراسة لأكثر من ستة آلاف سفينة صينية وأجنبية، أكثر من نصف عدد هذه السفن هي سفن أجنبية أوتابعة لبرنامج الأغذية العالمي، كما قامت القوات الصينية بالمساهمة الفاعلة في عمليات البحث والإنقاذ ومكافحة وباء الإيبولا في إفريقية بكل ما بوسعها.
في الحقيقة يمكننا الاستنتاج بأن الرجال العسكريين الصينيين يستخدمون كل قوتهم في تحمل العبء الثقيل في حماية السلم العالمي.
وهنا يمكننا القول إن تطور القوة العسكرية الصينية هو في الحقيقة بمنزلة تعزيز لقوة السلام العالمية، وكانت الصين بشكل دائم مصممة على السير على طريق تطوير السلام العالمي، وانتهاج سياسة خارجية مستقلة مُسَالِمة وسياسة دفاع وطني ذي طابع دفاعي. وفي هذا الإطار فإن قرار الصين بإطلاق عمليات عسكرية في الخارج هو ينبع تماماً من منطلق حماية السلام العالمي.
لقد قامت الصين مؤخراً بإنشاء قاعدة لوجستية في جيبوتي وتعتبر هذه الخطوة أيضاً ذات طبيعة سلمية محضة فالصين لا تسعى بذلك إلى التوسع العسكري ولا إلى التدخل في الشؤون الداخلية للبلد، وهي أيضاً لا تستهدف في ذلك أي طرف ثالث. فبعد تأسيس القاعدة هذه يمكن اعتبارها تقدم ضمانة أكثر فعالية في الحراسة البحرية والحماية وتقديم المساعدات الإنسانية الدولية وغيرها من المسؤوليات المختلفة في مناطق إفريقية وغرب آسيا. وكل ذلك من أجل قيام الصين بالتنفيذ الأفضل للمسؤوليات والواجبات الدولية والتقديم الأفضل لمنتجات الأمن الدولي العام إضافة إلى القيام بشكل أفضل بحماية السلام والاستقرار في المنطقة. والحقيقة أنه مهما بلغ تطور وازدهار الصين لا يمكن أبداً أن تفكر الصين بالهيمنة على الدول الأخرى ولا يمكن أيضاً أن تنخرط في التوسع العسكري وسباق التسلح. وهذه الالتزامات لا يمكن أن تتبدل حتى بعد إنشاء الصين للقاعدة هذه في ما وراء البحار.
في الحقيقة فإن السلام هو أمل ورغبة مشتركة لكل البشر وهو بالوقت نفسه القيمة الأكبر لوجود الرجال العسكريين. الصين تدعو بشكل دائم إلى بناء المصير المشترك لكل البشر وبناء العلاقات الدولية الجديدة التي تقوم على مبادئ الربح المشترك. كما تعمل الصين في هذه المرحلة بمنتهى الايجابية للدفع لتأسيس مشروع الحزام والطريق. ومن المؤكد أن الصين التي تتطور وتزدهر باستمرار والصين القوية سوف تزيد بشكل مستمر من تقديمها مساهمات مهمة وإيجابية جداً للسلام العالمي. والجيش الصيني الذي قد مر بتسعين عاماً حافلاً بالعسر واليسر سوف يقوم مستقبلا بشكل متزايد بالخروج خارج البلاد والتقارب مع العالم وذلك لتحمل مسؤولياته والوفاء بالتزاماته وذلك بهدف دعم وحماية السلام، وسوف يصبح مؤسساً لعالم جميل يعمه السلام ويسهم في تطور البشرية جمعاء ويدافع عن النظام العالمي، في الحقيقة يمكن القول: إن الجيش الصيني هو دائماً يشكل القوة الحازمة لحماية السلام العالمي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن