سورية

عودة مسلسل الاغتيالات في اليرموك…قيادي فلسطيني: اغتيال الشرعان هو الرد على محاولة استئناف التفاوض

عاد من جديد مسلسل الاغتيالات التي تستهدف الناشطين الإغاثيين والشخصيات الخيرة في مخيم اليرموك بدمشق، الأمر الذي اعتبرته شخصيات قيادية فلسطينية أنه يأتي رداً من قبل «المجموعات الإرهابية» على إعادة المفاوضات معهم.
وأعلنت «مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية» داخل مخيم اليرموك في صفحتها الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك نبأ «اغتيال مسؤول الملف الإغاثي في هيئة فلسطين الخيرية «أبو معاذ الشرعان».
وفي تصريح لـ«الوطن»، قال عضو هيئة أمانة سر تحالف القوى الفلسطينية، أمين فرع اليرموك للتنظيم الفلسطيني لحزب البعث العربي الاشتراكي راتب شهاب «أعتقد أن السياسة التي تتبعها الحالة الفلسطينية الراهنة لا تؤدي ولن تؤدي إلى نتائج سليمة».
وأضاف: «هذا الاغتيال وكل الاغتيالات التي سبقته تدل على أن المجموعات الإرهابية لا يمكن الركون إلى مواقفها».
وكشف مدير الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية السفير أنور عبد الهادي منذ يومين عن أن وفداً مفاوضاً مكلفاً من منظمة التحرير الفلسطينية والفصائل الـ14 قام بزيارة قبل عدة أيام إلى مخيم اليرموك للتفاوض مع المسلحين لحل أزمة المخيم.
وقال عبد الهادي حينها في بيان له تلقت «الوطن» نسخة منه: «إننا مع الحل السلمي في المخيم على أساس الاتفاق الموقع في 21-6-2014 والمذكرة التفصيلية التي أنجزها الوفد المفاوض المكلف من منظمة التحرير الفلسطينية والفصائل الـ14 والتي ناقشها الوفد برئاسة الأخ عدنان إبراهيم رئيس لجنة التفاوض مع المسلحين في زيارته الأخيرة قبل عدة أيام».
وأضاف: أنه «رغم العقبات والصعوبات لن نيئس من الاستمرار في التفاوض للوصول لإخلاء المخيم من السلاح والمسلحين من أجل سلامة شعبنا وعدم دمار المخيم لعودة أهلنا إليه».
وفي تصريحه لـ«الوطن»، أمس استغرب شهاب «تصريحات القيادات الفلسطينية التي لا تصب في مصلحة المخيم واستعادة المخيم»، معتبراً أن الموقف الفلسطيني ليس على مستوى المخاطر التي تتعرض لها القضية والمخيمات الفلسطينية».
وأضاف «اغتيال الشرعان هو الرد على كلام أنور عبد الهادي»، مشدداً على أن الصوت والموقف الفلسطيني يجب أن يكون أعلى من ذلك».
وبعد أن لفت شهاب إلى أن الحكومة السورية فوضت الفصائل الفلسطينية بشأن استعادة مخيم اليرموك، انتقد الحالة الفلسطينية وقال «انظر إلى الأكراد كيف واجهوا داعش وكيف أرسل لهم مسعود البرزاني الدعم من دولة أخرى».
ونوهت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية» بأن الشرعان تعرض مساء الأحد لإطلاق نار عقب خروجه من صلاة التراويح من جامع عبد القادر الحسيني في اليرموك.
ونقلت المجموعة عن مراسلها في اليرموك: أن «ملثمين مجهولين قاموا بإطلاق نار على الشرعان ولاذوا بالفرار»، وأشار المراسل إلى أنه نُقل الشرعان على الفور إلى بلدة يلدا المجاورة للمخيم لتلقي العلاج فيها، على حين أفاد أحد الكوادر الطبية بوفاته بسبب إصابته الخطيرة، وعدم توفر المستلزمات الطبية الضرورية لعلاجه.
وبدوره كشف فريق الرصد والتوثيق في مجموعة العمل بأن اغتيال «الشرعان» رفع حصيلة الناشطين الذين اغتيلوا داخل المخيم إلى 15 ناشطاً هم: بهاء صقر، أحد أعضاء تجمّع أبناء اليرموك، والناشطين أحمد السهلي، وعبد اللـه بدر، وعلي الحجة، والناشط محمد يوسف عريشة، مدير المكتب الإغاثي في المخيم، ومحمد طيراوية ممثل حركة فتح في مخيم اليرموك، والناشطين نمر حسين عضو المجلس المدني لمخيم اليرموك، وفراس حسين الناجي مسؤول مؤسسة بصمة في مخيم اليرموك، ويحيى عبد اللـه حوراني أبو صهيب، حيث اغتيل بالقرب من فروج التاج يوم 30 / آذار / 2015، وذلك أثناء توجهه إلى عمله في مشفى فلسطين، وأشارت مجموعة العمل أن المخيم شهد محاولة اغتيال فاشلة للناشط محمد طه، بالإضافة إلى محاولة اغتيال فاشلة تعرض لها الناشط الإغاثي عبد اللـه الخطيب.
ويسيطر حالياً تنظيم داعش الإرهابي وجبهة النصرة ذراع تنظيم القاعدة في سورية على أكثر من نصف المخيم، وذلك بعد أن اجتاح داعش اليرموك في بداية نيسان الماضي وذلك بالتواطؤ مع «النصرة» التي كانت متواجدة في المخيم.
وتم في 30 أيار الماضي الكشف عن مرتكبي جرائم الاغتيالات في المخيم والجهة التي تقف وراءهم، وأن الهدف منها عدم حل أزمة المخيم المستمرة منذ أكثر من عامين ونصف العام.
وبحسب نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» فقد جرت في ذلك اليوم محاولة اغتيال للشيخ أبو عبدو الهندي أحد شيوخ ببيلا وتم اعتقال مقاتلين اثنين من جبهة النصرة كانا قد تنكرا بزي نسوة المنطقة.
وأوضحت المصادر أنه وخلال التحقيق معهما اعترفا أن المكلف تنسيق الاغتيالات هو أبو علي الصعيدي أحد قادة جبهة النصرة وهو المفتي الشرعي فيها».
اللافت هو اعتراف أحد من تم إلقاء القبض عليهما واسمه «أبو بشير خاوندي»، أنه وبالتعاون مع آخرين من «النصرة» هم من اغتالوا: أبو العبد شمدين، ومسؤول حركة فتح في اليرموك أبو العبد طيروية والناشط الإغاثي محمد عريشة والقيادي في حركة حماس يحيى حوراني وعضو المجلس المدني للمخيم نمر حسين وعضو تجمّع أبناء اليرموك بهاء صقر في مخيم اليرموك ومحيطه، بحسب المصادر.
وذكرت المصادر أنه «يتضح أن جميع من اغتالتهم جبهة النصرة كانوا من المؤيدين للمصالحة في مخيم اليرموك». وختمت المصادر بالقول «أرادت النصرة إفشال عودة الأهالي وحل أزمة المخيم بأي وسيلة وبعدما جربت كل شيء سهلت الدخول لداعش ليتقاسما النفوذ في المخيم بعد احتلاله لعامين ونصف العام وتشريد أهله ونهبه وتخريبه».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن