ثقافة وفن

تأبين «شاعر الخابور» … الراحل جاك صبري شماس في ثقافي الحسكة

| الحسكة- دحام السلطان

أقام فرع اتحاد الكتاب العرب بالتعاون مع مديرية الثقافة بالحسكة يوم أمس حفل تأبين شاعر الخابور «جاك صبري شماس» بمناسبة مرور أربعين يوماً على وفاته وذلك في قاعة محاضرات المركز الثقافي العربي بمدينة الحسكة، وبحضور رسمي وشعبي كبيرين وذوي الشاعر وأصدقائه ومحبيه.
وأكد محافظ الحسكة جايز الحمود الموسى: أن الشاعر شماس غادرنا جسداً وبقي فينا إبداعه الأدبي خالداً في ضمائر ووجدان كل إنسان غيور ومحب لوطنه وأمته.
وقال: إن أبناء المحافظة يحملون كل الحب والتقدير والاحترام لذكراه العطرة وإرثه الحافل الذي سيبقى نبراسا وضاءً في محافل ودروب العلم والثقافة والإبداع الشعري.
وبين أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي سليمان الناصر: أن أبناء المحافظة يعتزون ويفخرون بالشاعر الراحل، الذي ترك لهم ولأبناء سورية والوطن العربي إرثاً شعرياً كبيراً هو تجربة حياة ووجع إحساس مرهف لما تعانيه الأمة العربية من واقع حياتي يومي، مشيراً إلى خاتمة إبداعاته التي خطها في ديوانه «الأقصى الجريح» الذي يعاني اليوم إرهاب الصهاينة في ظل تخاذل الأنظمة العربية الرجعية عن نصرته ونصرة أهله، كما أفرد الشاعر عدداً من قصائده للمقاومة والشهيد، مضيفاً: إننا نعاهد الشاعر الراحل وجميع شهدائنا بأننا على دربهم سائرون، حتى نعيد الأمن والأمان إلى ربوع سورية بفضل بطولات جيشنا الباسل، ولكي تعود البسمة إلى وجوه الأطفال الذين طالما غنى لهم الشاعر.
وقال رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب منير خلف: إن قلب الشاعر لم ينبض إلا للحب والعيش المشترك والاعتزاز بالعروبة فشعره أمل وحلم أخضر بغد أفضل قضى حياته مدرساً وشاعراً ورحل جسداً وذكراه وشعره ماثلان في وجدان أبناء المحافظة وعقول محبيه وقرائه.
وبين محمد الفلاج مدير الثقافة: إننا نستذكر اليوم الشاعر الراحل جاك صبري شماس إحدى قامات الثقافة الكبيرة على مستوى محافظة الحسكة وسورية والوطن العربي، الذي كان شعره راقياً وقلبه نابضاً بالمحبة والخير والعطاء حتى آخر لحظات عمره، وترك لنا إرثاً شعرياً أغنى المكتبة العربية بقصائد وجدانية عكست وجع كل إنسان عربي، عندما حث بكلماته النخوة والشهامة في نفوسنا للدفاع عن تراب الوطن والذود عنه.
وذكر الباحث محمد صالح العلي في كلمة أصدقاء الشاعر، موضحاً أنه من الصعب اختزال إبداع شعري امتد دونما انقطاع على مدار أربعين عاماً في بضع كلمات رثاء، وإن قصائد الشاعر ظاهرها الألم والحزن وباطنها التفاؤل والأمل بغد أفضل لسورية وللأمة العربية، فبقيت هذه القصائد تتحدى النسيان لما فيها من العفوية والصدق الراسخ في عقول كل من قرأ واستمع له.
وفي كلمة مطرانية السريان الأرثوذكس قال الأب كبرائيل خاجو: إن محبي الشاعر يجتمعون اليوم في مقام الحزن على وداعه وفراقه والفخر والاعتزاز بما تركه من سمعة طيبة وإرث شعري كبير تجاوز 40 ديواناً غنى فيها للأطفال وللخابور وللوطن وللقضية الفلسطينية وللمقاومة، بكلمات مرهفة حساسة ليخلد اسمه في سماء سورية نجماً شعرياً وهب معظم حياته لقضايا وطنه وأمته.
وأكد نجل الشاعر الراحل صبري شماس في كلمة ذوي الفقيد: أن الحضور الكبير للتأبين دليل محبة ووفاء لشاعر أحب أبناء سورية وأمته ورهن معظم وقته للكتابة عن قضاياهم المصيرية ونزولاً عند رغبته قبيل وفاته، لذلك فإنه سيتم إهداء المكتبة الخاصة بالمركز الثقافي العربي بمدينة الحسكة مجموعة شعرية كاملة من إصداراته الشعرية.
وألقت الشاعرة فاطمة عطا اللـه قصيدتي «الشمس تنزف وبكاء» تناولت فيهما مناقب الفقيد وأخلاقه الراقية وحبه للإنسان والأرض والوطن والأمة ومكانته الشعرية الكبيرة على الساحتين السورية والعربية.
وقدم في بداية حفل التأبين فيلماً وثائقياً من إعداد الباحث والأديب أحمد الحسين رصد جملة الجوانب الإبداعية التي لخصت المسيرة الأدبية للفقيد الراحل، وقدمت رسالة شرحت المعاني والأبعاد التي كان ينتمي إليها جاك صبري شماس، كما أقيم في نهاية الحفل معرض للصور التوثيقية لحياة الشاعر الراحل إضافة إلى عرض لدواوينه ومجموعاته الشعرية وشهادات التقدير والتكريم التي نالها الراحل في سورية والدول العربية.
والشاعر جاك صبري شماس من مواليد مدينة الحسكة 1947 يحمل إجازة في اللغة العربية، وهو عضو اتحاد الكتاب العرب، عمل مدرساً في عدد من المدارس الثانوية في المحافظة وله أربعون ديواناً ومجموعة شعرية منها «جراح الخابور وهواجس في أعماق شاعر وعروس المدائن ومحمد الدرة وشيخ المجاهدين وشمس العروبة والإسلام وجراح الياسمين والأقصى الجريح» وقد تم تكريمه في عدد من المحافل الأدبية والشعرية في سورية والبلدان العربية غير مرة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن