ثقافة وفن

ضريبة نسبتها 3 بالمئة من قيمة أجور الدوبلاج تستوفيها النقابة … نقيب الفنانين زهير رمضان لـ«الوطن»: الجهل بالقوانين والأنظمة وعدم الإحساس بالمسؤولية دفعهم نحو الخطأ

| سوسن صيداوي

انتشرت في الآونة الأخيرة حملة واسعة من الانتقادات عبر وسائل التواصل الاجتماعي بسبب فرض ضريبة أو رسم من نقابة الفنانين على العاملين في قطاع الدوبلاج (ممثلين-مشرف-مهندس صوت- فني مونتاج- مكساج) والتي نسبتها 3 بالمئة من قيمة أجورهم، الأمر الذي دفع بالعديد من الفنانين إلى اتهام النقابة بأنها تحمّلهم عبئاً مالياً جديداً غير مبرر، مع الكثير من الانتقادات والألفاظ المسيئة بحق رئيس نقابتهم الأستاذ زهير رمضان، ولكن تصريحه حول هذا الموضوع لم يفض النزاع، بل على العكس تمّ تفسير الكلام بحسب الأهواء وكانت ردّات الانفعال بعيدة عن معرفة أو فهم القوانين المعمول بها في النقابة، والمزيد حول تفاصيل هذا الموضوع يأتيكم من رئيس النقابة وبعض ردود الفنانين.
من البداية

كما ذكرنا أعلاه بعد أن قامت النقابة بفرض ضريبة على العاملين في قطاع الدوبلاج والمقدرة بـ3 بالمئة من قيمة أجورهم، الأمر الذي أثار استياء وسخط الكثير من الفنانين في موجة عالية من الشتائم والإساءة إلى النقابة والنقيب بشخصه. الأخير خرج عن صمته وصرّح وشرح أهمية هذه النسبة وكيف أنها ستعود بالفائدة على العاملين بالدوبلاج وخاصة أنهم أصبحوا تحت لواء النقابة، النقيب زهير رمضان قال: منذ اللحظة الأولى التي فكر فيها الفنانون بإقامة تجمع «صوتنا فن» كنت معهم، وقمت بضمه ووضعه تحت راية النقابة، بغرض حمايتهم من جشع البعض، ولأنني أرغب في قوننة هذه المهنة والتي هي حديثة الولادة في سورية. لكن الأمر المفاجئ بأن أحد الأشخاص وهو على قدر من المسؤولية والعلم، صرح عبر صفحات الفيس بوك، بأنه يستغرب بشيء اسمه مهنة الدوبلاج، فهي غير موجودة بالنظام الداخلي للنقابة، بل يعتبرها حرفة، وبالتالي على النقابة ألا تقتطع أي ضريبة بخصوصها. ورداً على كلامه قلت:هذا الكلام صحيح، لا يوجد شيء اسمه دوبلاج، لأن الأخير هو جزء بسيط من عمل الممثل، هو العنصر الأساسي بالقانون، وبالعودة إلى الدوبلاج، فيه الممثل يضع صوته محل صوت الممثل الأصلي، إضافة إلى إحساسه عبر اللغة العربية الفصحى أو اللهجة السورية، أي يعيد تمثيل الدور، إذا الدوبلاج هو تمثيل بحد ذاته، وعلى هذا الأساس قمنا بفرض الضريبة، فالأمر واضح في النظام المالي لنقابة الفنانين والذي يقول: أي ممثل عربي يمارس المهنة فيدفع 20 بالمئة من قيمة عقده إضافة إلى رسم إذن عمل داخل سورية، أما الممثل السوري غير المنتسب للنقابة فيدفع 10 بالمئة من قيمة عقده إضافة إلى رسم إذن العمل، الفنان النقابي المتمرن يدفع 7 بالمئة لصندوق النقابة، على حين الفنان النقابي الموظف يدفع 5 بالمئة والفنان النقابي غير الموظف يدفع 3 بالمئة، وعندما تحدثت عن الزملاء العاملين في الدوبلاج، شملت الجميع بنسبة الرسوم والتي هي 3 بالمئة للأعضاء وغير الأعضاء حرصاً على مصالحهم من جهة وكي نقوم بقوننة وجودهم من جهة أخرى، مع ضرورة الإشارة إلى أن النقابة مؤسسة مهتمة بمصالح أكثر من ثلاث مئة فنان يعمل بمجال قطاع الدوبلاج وأكثر من نصفهم أعضاء في نقابة الفنانين. بعدها قمت بالاجتماع مع شركات الإنتاج السورية وقمت بترتيب هذا الموضوع، وخاصة أن بعض شركات الإنتاج كانت تقوم بمنع أي ممثل سوري من العمل معها لأنه يسافر ويعمل مع شركات الإنتاج اللبنانية، وطبعا قلت لتلك الشركات بأن هذا الكلام ليس من حقهم على الإطلاق، لأن الفنان السوري يحق له أن يعمل في أي مكان في المعمورة ولكن بشرط ألا يسيء لبلده أو لمهنته، باعتبار الفنان السوري سفيراً سورياً إلى كل العالم، هذا وبالمقابل أنا أصر على منتج اسمه المنتج السوري، بمعنى عندما تقوم شركات لبنانية بتنفيذ الأعمال في الأراضي السورية، هذا الأمر دفعني إلى إصدار قرار بأن تتم الإشارة بأن عمليات التنفيذ تمت في الشركة السورية من خلال تتر المسلسل المدبلج».

تجميد صلاحيات النقيب
في ظل هذه الزوبعة من الأخذ والرد انتشرت دعوة من بعض الفنانين، كما صدر عن تجمع «صوتنا فن» قرار بتجميد صلاحيات نقيب الفنانين، الأمر الذي جعل النقيب يتمسك بكلامه الذي صرح به سابقاً، وهي نقطة الضعف في الجهل بالقوانين والأنظمة قائلاً: «هذا الموضوع أخذ أكبر من حجمه، وللأسف جهل الناس بالقوانين والأنظمة وعدم الإحساس بالمسؤولية، دفعهم بالاتجاه نحو الخطأ، كان كلامي واضحاً وصريحاً، وهو أننا لن نسمح بأن يكون الجهل دافعا إلى الإساءة للآخرين، وعلى هذا الأساس تكلمت لأنه من حقي كمواطن، وبالاستناد إلى القوانين، أن يعتذر من أساء إليّ عبر الوسيلة نفسها التي وجه خلالها الإساءة أو من حقي أن أقوم بمقاضاته. وبالنسبة إلى القرار الذي صدر عن تجمع «صوتنا فن» بتجميد صلاحيات نقيب الفنانين، هذا الكلام يدعو للسخرية، لأن قرار نقيب الفنانين يستند إلى قوانين وأنظمة، ولا يُلغى القانون إلا بقانون، وما يجمّد قرار نقيب الفنانين، في حال كان لديه مخالفة، يكون ذلك بمؤتمر عام لنقابة الفنانين، وبالطبع تجميد القرار يكون من جهة عليا، وليس من عدة أشخاص، فهذا أمر فيه الكثير من الغباء والقصور بمعرفة القوانين والجهل بها».

رد والرد عليه
من ردود بعض الفنانين المعروفين بحبهم لمهنتهم وبغيرتهم عليها، قام الفنان إياس أبو غزالة بصفته مؤسس تجمع «صوتنا فن» بالتصريح عبر صفحته الشخصية على الفيس بوك حول الموضوع قائلا»أنا أتفق معك يا سيادة النقيب على أنه لا يجوز بحال من الأحوال الإساءة أو التطاول على مقام النقابة وعلى شخصكم الكريم، ومن المعيب أن يحدث هذا الأمر، ولكن مالا أتفق معك فيه هو أن تمنع من يخالفك الرأي عن العمل أو أن تزجه في السجن». وجاء رد نقيب الفنانين على كلام الفنان أبو غزالة موضحاً أهمية المعرفة بالقوانين والأنظمة التي لا تسمح بإهانة الآخرين ولو كان الأمر عبر الصفحات الالكترونية، باعتبار أنه تم في سورية إقرار الجرائم الالكترونية وأصبح بالإمكان اللجوء للقضاء، متابعاً: «عندما صرحت بهذا عبر الوسائط الإعلامية وقلت سيكون مكان هؤلاء الأشخاص المسيئين هو السجن، اعتبروا أن نقيب الفنانين يتعامل مع الأشخاص بسلطوية، هذا ليس أسلوبي، ولكنني أريد أن يفهم هؤلاء الأشخاص بضرورة التصرف المحترم واللائق بهم أولا ثم بالآخرين».
هذا وبالنسبة لتأسيس تجمع «صوتنا فن» ورفع الأجور تحدث في تصريحه الفنان إياس نفسه قائلاً: «يا سيدي النقيب، النقابة لم تفرض على الشركات الأجور، بل نحن الذين عدلنا أجورنا بالتعاون مع الشركات السورية بتاريخ 1/4/2016. أي لا علاقة للنقابة من قريب ولا من بعيد بهذا الأمر، ولو كانت لدى النقابة الرغبة في رفع الأجور وهي قادرة على فعل ذلك وهذه مهمتها لكانت فعلت ذلك في الدراما». وفي الرد على كلام الفنان أكد نقيب الفنانين: «كنت اجتمعت بالفنانين وبتجمع (صوتنا فن) ثلاث مرات، وقمت بضمه إلى النقابة من دون استيفاء أي رسوم إحداث، حتى إنني قمت بإشهاره، وفي تاريخ 22/7/2017تم تخصيص هذا التجمع بمقر خاص في نقابة الفنانين في شارع بغداد. وبالنسبة للأجور، لدي في شركات الإنتاج مستويان، بمعنى غير النقابي الحد الأدنى لأجره 800 ليرة سورية على الدقيقة، وبالنسبة للنقابيين وهم الأغلبية أجرهم 1000 ليرة سورية على الدقيقة، على حين فئة قليلة جداً تأخذ مبلغ 1200 ليرة سورية على الدقيقة، بالطبع غير النقابيين احتجوا، على الرغم من أنني ضمنت لهم الحد الأدنى لأجرهم وهو 800 ليرة، في الوقت الذي كانت تعطيهم الشركات 400 ليرة على الدقيقة، وعندما فرضت عليهم ضريبة 3 بالمئة فإنها تُقتطع من هذا الأجر. ليس هذا فقط بل أرد على الذين يقولون إنهم يدفعون أموالا للنقابة ولا يستفيدون منها، بأنني قمت بإعفائهم من رسم العمل الذي قيمته 5000 ليرة سورية، هذا إضافة إلى إصدارنا بطاقة مخصصة لفناني الدوبلاج تخولهم السفر إلى بيروت، واختصرت عليهم حجز الفندق والمبلغ المالي المخصص لدخول الأراضي اللبنانية، كما تمكنهم البطاقة من الإقامة لمدة شهر، وهنا تجدر الإشارة إلى أن الرسوم السنوية للموسيقي والممثل الدرامي قدرها100 ألف ليرة سورية، على حين ممثل الدوبلاج رسومه السنوية 50 ألف ليرة سورية».

وفاء موصلي.. دعوة محبة
في آخر الحديث لابد من الحديث عن توجيه دعوات من نقيب الفنانين ومن بعض الفنانين للاجتماع وتبادل وجهات النظر وتوضيح الأمور، وبهذا الكلام ختم نقيب الفنانين زهير رمضان قائلاً: «كنت أتمنى على الجميع قبل أن يتهافتوا ويتشدقوا بالكلام، وخاصة عند عدم فهمهم لما قمت بالتصريح به، لو أنهم بادروا بالاجتماع معي وطلب تفاصيل عما صرحت به سابقا». كما ضمت الفنانة وفاء موصلي صوتها إلى صوت النقيب قائلة: «أنا جملة وتفصيلا ضد المهاترات عن طريق الانترنت، كما أطالب الزملاء الفنانين بالاجتماع مع نقيب الفنانين كي نتبادل وجهات النظر كي تتوضح الأمور، فأنا لست مع إبداء وجهات النظر عبر الصفحات الالكترونية، لأنها تزيد الطين بلة فخلالها كل شخص يفهم الأمور بطريقته ويديرها بالاتجاه الذي يناسبه، أتمنى أن يكون هناك اجتماع في القريب العاجل يضع النقاط على الحروف، ويفض كل سوء فهم بين الزملاء الفنانين مع النقابة، ويخفف من حدة ردود الأفعال، وفي النهاية نصل إلى نتيجة مرضية يتفق عليها الجميع، وحتى بخصوص النسبة التي أثارت الكثير من البلبلة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن