سورية

سفارة بكين تقيم احتفالاً بدمشق بمناسبة الذكرى التسعين لتأسيس الجيش الصيني بحضور كبار الشخصيات السورية … المقداد: «التحالف الدولي» يقتل الشعوب.. تشي: نريد أن تنتهي الحرب كينشاك: يجب استكمال العمليات العسكرية لفتح الطريق للتهدئة

| مازن جبور – تصوير طارق السعدوني

وصف نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد، الجيش الصيني بأنه جيش عقائدي ملتزم يحترم حرية واستقلال الشعوب الأخرى، ولا يعتدي على الآخرين، على حين أن المهمة الأساسية لـ«التحالف الدولي» الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية هي «قتل الشعوب وتهديد الأمن والسلم في العالم»، في حين أكد السفير الروسي لدى سورية ألكسندر كينشاك ضرورة استكمال العمليات العسكرية في سورية في هذه المرحلة «لكي نفتح الطريق لتهدئة الأمور، وتعميم الأمان والاستقرار».
وأقامت السفارة الصينية بدمشق أمس حفل استقبال مميز بمناسبة الذكرى التسعين لتأسيس جيش التحرير الشعبي الصيني، في فندق «داما روز»، وذلك تحت رعاية الملحق العسكري والبحري والجوي الصيني بدمشق، العميد وو جيو نهوي.
وحضر الحفل كل من نائب القائد العام للجيش والقوات المسلحة، وزير الدفاع، العماد فهد جاسم الفريج، ورئيس الأركان العامة للجيش العربي السوري، العماد علي أيوب، وعضو القيادة القطرية مهدي دخل الله ونائب وزير الخارجية والمغتربين، وسفير سورية في الصين عماد مصطفى، وعدد من ضباط القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة، بالإضافة إلى حشد من الشخصيات السورية، وعدد من سفراء الدول العربية والأجنبية وأعضاء في البعثات الدبلوماسية العاملة في سورية.
وفي تصريح خاص لـ«الوطن» على هامش الحفل، قال المقداد: «الجيش الصيني من الجيوش المعتبرة في العالم لعدة أسباب، أولا، لأنه جيش وطني لا يحمي فقط أرض الصين وإنما مسؤول عن حماية الأمن والسلم الدوليين في مواجهة القوى التي تريد الهيمنة والسيطرة على العالم». وأضاف: «نحن نعتز بالصين كبلد صديق لسورية، والعلاقات بين الجيش العربي السوري والجيش الوطني الصيني علاقات قائمة على الدعم المتبادل والموقف المشترك، ونحن نقدر للجيش الصيني ما يقوم به من حماية لأرض الصين، وكقوة ردع لكل من يفكر في العالم أن يعتدي على الآخرين».
وأشار نائب وزير الخارجية والمغتربين إلى أن «الفرق واضح بين عقيدة الجيش الصيني وما تقوم به الجيوش الأخرى». وقال في هذا الخصوص: «انظر إلى التحالف الدولي على سبيل المثال بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، مهمته الأساسية قتل الشعوب وتهديد الأمن والسلم في العالم والاعتداء على المدنيين في سورية، وهذا ما يستوجب حله فوراً لأنه يتناقض مع الأهداف الحقيقية لمجلس الأمن، كما أنه يتعارض مع الأمن والسلم الدوليين»، معتبراً أن «هذه فرصة لنا لنؤكد أن الجيش الوطني الصيني جيش عقائدي ملتزم يحترم حرية واستقلال الشعوب الأخرى، ولا يعتدي على الآخرين»، ومؤكداً، أن «هذا ما يعزز ثقتنا بالعلاقة التي يجب أن تبنى بين الجيشين السوري والصيني من جهة، والعلاقات الطيبة التي تربط الجمهورية العربية السورية مع الصين».
بدوره قال السفير الصيني في دمشق تشي تشيانجين لـ«الوطن» في تصريح مماثل لـ«الوطن»: «أنا مسرور بحضور كل الأصدقاء السوريين لحضور ذكرى تأسيس الجيش الصيني، ونحن سعداء بعيد الأسطول البحري الروسي واليوم عيد الجيش الصيني وغداً عيد الجيش السوري، نحن نتقاسم الأفراح مع الأصدقاء السوريين، ونعتقد أن هناك تعاوناً جيداً وتبادلات بين الجيشين والحكومتين السورية والصينية، ونتمنى مواصلتها واستمرارها ونريد أن تنتهي الحرب في أسرع وقت، وسوف نقدم كل المساعدات الممكنة للحكومة والشعب السوري».
من جهته، اعتبر السفير الروسي في دمشق ألكسندر كينشاك، في تصريح لـ«الوطن»، أن «التزامن بين أعياد الجيوش السوري والروسي والصيني، وإن كان شكلياً، له مضمون سياسي، فنحن جميعاً، الجيش العربي السوري والقوات الجوية الروسية تشارك مباشرة في المعركة ضد الإرهاب في سورية». وأضاف، «نحن والجمهورية العربية السورية نقاتل ضد عدو مشترك، وأهدافنا الإستراتيجية السياسية والعسكرية مشتركة، وهناك تنسيق كامل بين السادة القادة العسكريين السوريين والروس، وغرفة العمليات مشتركة». واستطرد قائلاً: «نحن نقاتل بصف واحد، وننسق الأهداف العسكرية بجهود مشتركة، فالتزامن ما بين الاحتفالات العسكرية السورية والروسية وبين الاحتفالات العسكرية الصينية التي نحتفل بها اليوم، دليل، وان كان دليلاً رمزياً، فنحن جبهة واحدة ونقاتل في خندق واحد، ويجب أن نعتمد على التاريخ المجيد الذي يربطنا، ونعمل في مستقبل عظيم لبلداننا، وخلال هذه المرحلة يجب علينا أن نستكمل المهمات العسكرية لكي نفتح الطريق لتهدئة الأمور، وتعميم الأمان والاستقرار، ونفتح صفحة جديدة في تاريخنا».
من جانبه، وفي تصريح للصحفيين على هامش الاحتفال، قال السفير السوري لدى الصين عماد مصطفى: «الصين بطبيعتها السياسية والدبلوماسية لم تستخدم حق النقض «الفيتو» إلا ثلاث مرات من أجلها هي، واستخدمتها 5 مرات بالنسبة إلى سورية، وهذا حدث استثنائي بالنسبة للصين، وهو يشهد على عمق اهتمام الصين بالوقوف مع سورية في الأزمة الحالية، وتجنيبها محاولة التعدي السياسي والدبلوماسي من القوى الكبرى»، مضيفاً: «الجيش الصيني أجرى استعراضاً عسكرياً الأحد لا مثيل له أثار دهشة العالم وأثار بالدرجة الأولى قلق الولايات المتحدة الأميركية».
بدوره عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي، مهدي دخل الله، قال في تصريح لـ«الوطن»: «بما أن الإرهاب ظاهرة عالمية وهي ظاهرة مؤلفة من مجموعة من المرتزقة من دول كثيرة بما فيها الصين والشيشان وتونس والسعودية ودول عديدة، بالتأكيد هناك تضامن من الدول المحبة للسلام والمعادية للإرهاب، ومن بينها الصين وسورية، خاصة أن سورية أخذت هذه المرة باسم العالم كله، بأن تكون رأس حربة الدفاع عن الاستقلال والسيادة ومحاربة الإرهاب باسم العالم كله».
وأضاف: «لذلك أعتقد أننا نحن السوريين لنا أن نفخر بأننا كنا العامل الأساسي في مواجهة الإرهاب، وعلى أرضنا سوف يقضى على الإرهاب، الذي هو خطر على جميع العالم، وهذا الأمر اعترفت به قرارات الأمم المتحدة بأنه هو الخطر الأول على العالم من القرار 2370 إلى القرار 2253، وبشكل خاص القرار 2254».
واعتبر دخل اللـه، أننا «نعيش الآن معركة فاصلة بين الإرهاب وداعميه من جهة، والدول والشعوب المحبة للسلام التي تطمح إلى تطبيق القانون الدولي، وسورية في رأس هذه القائمة، والصين أيضاً، داعمة كبيرة لسورية في هذا المجال».
وأضاف: «دورها لم يصل إلى حد الدور الروسي، لأن الصين تؤكد الآن شيئاً فشيئاً أنها قوة عظمى سياسياً وعسكرياً بعد أن كانت قوة اقتصادية»، واعتبر أن «ما حدث في مناسبة الذكرى التسعين لتأسيس الجيش الصيني، رسالة للعالم عبر ما رأيناه من عرض عسكري ضخم في بكين، هي رسالة للولايات المتحدة، أن عصر الهيمنة انتهى وعصر القطب الواحد انتهى، وأننا أمام عصر جديد لن يكون فيه الحلف الذي يدافع عن القانون الدولي وعن السلام في العالم ضعيفاً، وإنما يقف بقوة، وجزء كبير من الفضل لهذا العالم الجديد الذي نبشر به، هو للسوريين، لصمود الشعب السوري وتصديه، خاصة ونحن نحتفل بعيد الجيش العربي السوري، وهو واحد من أفضل الجيوش في العالم، وهذا ما أثبته، فرغم أن سورية بلد صغير لكن جيشها من أهم الجيوش في العالم في حياكة هذا النظام العالمي الجديد».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن