ثقافة وفن

اختتام مهرجان وهران بدورته العاشرة … أيمن زيدان أفضل ممثل عربي.. واحتفاء خاص بالمخرج باسل الخطيب

| وائل العدس

اختتمت فعاليات مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي بدورته العاشرة في الجزائر، التي استمرت من العاشر وحتى وقت متأخر من ليل أول من أمس، وهو واحد من المهرجانات القليلة الذي يملك هويته الخاصة في احتفائه بالسينما العربية فقط.
وقال مدير المهرجان إبراهيم صديقي في كلمة الختام: «أيها الحضور الكريم.. ما كان أبهاكم وأنتم في قاعات السينما وفي الندوات والورشات وفي المقاهي الوهرانية أيضاً تتابعون وتناقشون وتتنافسون في محبة خالصة ووفاق مطلق».
وأضاف: «شكراً على كل لحظة فرح أنتم صنعتموها وعذراً عن كل لحظة قلق نحن صنعناها».

زيدان الأفضل
لم يكن غريباً أن يتوج النجم السوري الكبير أيمن زيدان بجائزة أفضل ممثل عربي في هذا المهرجان، وخاصة أنه قدم عبر مسيرته الفنية الطويلة أجمل الأعمال وأخلدها.
وبكل تأكيد فإن تجربته الإنسانية والإبداعية الفريدة مصدر فخر لكل سوري وعربي.
«أبو حازم» حاز جائزته السينمائية الأولى عبر فيلم «الأب» الذي أنتجته المؤسسة العامة للسينما، وكتبه وضاح وباسل الخطيب، وأخرجه باسل الخطيب.
تجري أحداث الفيلم عام 2015 حيث يحاصر تنظيم «داعش» الإرهابي إحدى البلدات السورية، يحاول أهلها النجاة بحياتهم، ونشهد في الفيلم صراع أب يحاول إخراج عائلته من البلدة وإنقاذها من الموت.
هي قصة سوريّة تتناول صراع الإنسان للبقاء على قيد الحياة، عبر قصة «أب» (أيمن زيدان) يسعى لإنقاذ عائلته المحاصرة في بلدة سوريّة من الاعتداءات الإرهابية الوحشية، رغم عدم قدرته على حماية عائلته الصغيرة كاملة، لكنه استطاع النجاة بعائلته الكبيرة «البلدة، المجتمع، الأطفال الأيتام» من خلال فعل نبيل يقوم به في النهاية.
الفيلم من بطولة أيضاً كل من: علاء قاسم، ويحيى بيازي، وعامر علي، وحلا رجب، وروبين عيسى ورنا كرم، وجمال شقير، وجابر جوخدار، وعلي إبراهيم، وأسيمة أحمد، وخلود عيسى، وجانيار حسن، وسعيد عبد السلام، ووفاء العبد الله، ودينا خانكان، ووائل أبو غزالة، ونادين الشعار، وسومر إبراهيم، وفاتح سلمان، ووائل شريفي، ونور رافع، ورشا رستم، وغادة قاروط، ويامن حيدر، وسلمى سليمان، ومحمد زرزور، بالاشتراك مع أحمد رافع، ورامز عطاالله، والفنانة القديرة وفاء موصللي.
وللعلم فإن النجمة القديرة صباح الجزائري فازت قبل ثلاث سنوات في المهرجان نفسه بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم «الأم» لباسل الخطيب أيضاً.

احتفاء خاص
بدوره حصل المخرج السوري باسل الخطيب على احتفاء خاص من خلال فيلمه «ابن باديس» الذي كتبه رابح ظريف، وهو أول فيلم له خارج سورية.
ويتناول الشريط أبرز المحطات التي شهدتها حياة العلامة عبد الحميد ابن باديس ومقاومته للمستعمر الفرنسي للجزائر (1830-1962)، وكذلك المؤامرات التي حيكت له إلى جانب سرد محطات سفرياته إلى تونس من أجل طلب العلم.
ويبدأ الفلم بمشهد وفاة جده الشيخ المكي «ابن باديس»، ليسير في مسارات مختلفة شهدتها حياته، بدأت من الطفولة ومرحلة الدراسة ثم زواجه ثم قيامه بالحج وعودته إلى الجزائر، ثم سفره إلى تونس لطلب العلم وتأسيسه لجمعية «العلماء المسلمين الجزائريين» حتى وفاته في 16 نيسان 1940.
تحكي القصة سيرة ومسيرة هذا الإمام وتنتقل عبر خطوط درامية مؤسسة على وعي تاريخي، لكنّها متشابكة ومتقاطعة بحيث يستحضر فيها ظل «ابن باديس» واقع المجتمع الجزائري في تلك الفترة.
وركزت القصة عبر ساعتين على الجانب الإصلاحي والفكري لدى الشيخ «ابن باديس» من رفض الظلم والدعوة لتعليم المرأة والانفتاح على الحداثة وتقبل الرأي الآخر وغيرها، إلى أن ينتهي الفيلم بمشهد درامي لجنازته.
ويعد «ابن باديس» الفيلم السادس لباسل الخطيب خلال مسيرته الإخراجية الطويلة والغنية بعد «الرسالة الأخيرة» «مريم» و«الأم» و«سوريون» و«الأب»، على حين ينجز حالياً فيلمه السابع وهو «الاعتراف» كاسم أولي.
الجوائز كاملة
فاز الفيلم الجزائري «في انتظار السنونوات» بجائزة «الوهر الذهبي» لمسابقة الأفلام الروائية الطويلة، كما حصد الفيلم ذاته جائزة أفضل إخراج وحصل عليها كريم موساوي.
وفي المسابقة نفسها فاز بجائزة أفضل ممثل النجم السوري أيمن زيدان عن دوره في فيلم «الأب» إخراج باسل الخطيب، على حين ذهبت جائزة أفضل ممثلة مناصفة للبنانيتين دارين حمزة وألكسندرا قهوجي عن دورهما في فيلم «ورقة بيضاء» إخراج هنري بارجيس.
وفاز بجائزة أفضل سيناريو الفيلم الأردني «محبس» من تأليف صوفي بطرس ونادية عليوات.
وفاز فيلم «أوغسطينوس.. ابن دموعها» للمخرج المصري سمير سيف بجائزة «الجمهور» التي تقدم بناء على استطلاع آراء متابعي المهرجان. وهو فيلم جزائري تونسي مشترك.
وشارك في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة 11 فيلماً من الجزائر وتونس والمغرب ولبنان والأردن والعراق وسورية ومصر والإمارات.
وفي مسابقة الأفلام القصيرة التي ضمت 10 أفلام ذهبت جائزة «الوهر الذهبي» مناصفة للفيلمين الفلسطيني «خمسة أولاد وعجلة» إخراج سعيد زاغة والجزائري «وعدتك» إخراج محمد يارقي.
وفاز الفيلم السوداني «نيركوك» للمخرج محمد كوردوفاني بجائزة لجنة التحكيم.
أما في مسابقة الأفلام الوثائقية التي ضمت 10 أفلام أيضاً فتوج الفيلم الفلسطيني «اصطياد الأشباح» للمخرج رائد أنضوني بجائزة «الوهر الذهبي».
وكرم المهرجان في بداية الحفل الممثل المصري عزت العلايلي الذي تغيب عن الافتتاح بسبب وفاة زوجته قبل انطلاق المهرجان بأيام قليلة، وكرمت أيضاً المغنية والممثلة اللبنانية هيام يونس.
كما احتفى المهرجان في الختام بالفيلم الجزائري «ابن باديس» للمخرج باسل الخطيب، والفيلم المصري «مولانا» للمخرج مجدي أحمد علي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن