ثقافة وفن

لا وجود للوساطة والمحسوبيات في حياتي … رهام عزيز لـ«الوطن»: كنت مهددة بالشلل وقررت اعتزال الفن

| وائل العدس

خلال 11 عاماً في الدراما والسينما، شاركت الممثلة السورية رهام عزيز بسبعة أفلام سينمائية، آخرها فيلم «ماورد»، إضافة إلى ما يقارب 15 مسلسلاً آخرها الموسم الدرامي الماضي «طوق البنات4» و«حكم الهوى».
أحبت التمثيل منذ صغرها، وأتيحت لها فرصة دخول الوسط الفني عندما التقت المخرج محمد عبد العزيز «زوجها السابق» وصورت معه فيلماً روائياً طويلاً، وفي الوقت نفسه رآها المخرج عبد الغني بلاط وعرض عليها المشاركة في مسلسل «أشياء تشبه الحب».
«الوطن» استضافت رهام عزيز عبر الحوار التالي:

السينما حلم كل النجوم، لكنك وحدك وخلال عمرك الفني القصير شاركت في سبعة أفلام، فما السر؟
أولاً حلمي السينما منذ كنت صغيرة، كبرت وأنا أحضر أفلاماً سينمائية من مختلف بلاد العالم، وسحرت بالفن السابع طوال حياتي إلى أن أتيحت لي فرصة دخول السينما ببطولة فيلم للمخرج محمد عبد العزيز عام 2006 وكانت بداية موفقة حيث حصد فيلم «نصف ميللغرام نيكوتين» العديد من الجوائز.
كنت محظوظة جداً وأقولها دوماً بأني تلميذة المخرج السينمائي محمد عبد العزيز فنياً، وهو الذي قام بتدريبي على التمثيل وكان صارماً في عمله، ولا أنكر فضله بذلك بما أني خريجة فنون جميلة (ديكور) ولست خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية.

يلمح البعض إلى أن كثرة المشاركات السينمائية تعود ربما إلى الوساطة أو المحسوبيات؟
بالنسبة للكلام الذي يقال عن الوساطة لا يهمني، فالشجرة المثمرة ترمى دوماً بالحجارة، وقد بذلتُ قصارى جهدي خلال عشر سنوات وصعدت السلم درجة درجة ببطء وحذر شديدين كي أحقق حلمي وأصبح نجمة سينمائية.
ولكني إلى الآن اعتبر أني ما زلت أحبو في عالم السينما، ومازال أمامي الكثير لأتعلمه ولا يزال طموحي كبيراً وليس له حدود، ولا وجود للوساطة والمحسوبيات في حياتي.

افتتح منذ أيام فيلم «ماورد».. ما الذي ميز دورك فيه عن أدوارك السينمائية السابقة؟
بالنسبة لفيلم «ماورد» هو تجربة مختلفة عن كل مشاركاتي السينمائية السابقة، وهو محاولة جديدة قمت بها علها تصل إلى المشاهد وتعجبه، فأنا دائماً أنقد نفسي وأتقبل النقد البنّاء وأحاول تطوير أدائي والعمل على موهبتي وثقافتي وبحثي المستمر في مجال السينما تحديداً، فهي عشقي ولكنها كانت رؤية مختلفة للمخرج أحمد إبراهيم أحمد الذي أشكره على اختياري لهذا الدور، ولأنه وضع ثقته بي، كما أنه نص مميز جداً وفريد للكاتب سامر إسماعيل لا يشبه أياً من الأفلام التي صنعت مؤخراً.

كيف تصفين عملك مع المخرج وخاصة أنه خاض تجربته السينمائية الأولى؟
الأستاذ أحمد إبراهيم أحمد شخص مبدع ولديه رؤية مختلفة، وكان يعمل على أدق التفاصيل أثناء تصوير الفيلم وبحرفية عالية جداً، هو مخرج مميز ووضع بصمة لن تنسى في السينما السورية منذ أول فيلم روائي طويل له.
أشكره على ثقته بي ومنحي هذه الفرصة المهمة التي أراها تصنع فرقاً في مسيرتي الفنية وأنا فخورة جداً بها.

كيف قرأت ردات فعل الناس بعد العرض الأول؟
قبل عرض الفيلم كنت متوترة وقلقة، وهذا طبيعي وخصوصاً أنني أديت ثلاثة مشاهد جريئة بالفيلم لأول مرة، لكنها كانت ضرورية وتخدم الفيلم وليست مبتذلة، ولكن بعد خروج الناس من العرض الأول سررت كثيراً بردات الفعل.
الحمد لله أحب الجميع الفيلم وأشادوا بأدائي خصوصاً من قامات بالسينما العالمية كالنجم العالمي غسان مسعود الذي مدح أدائي، بعد انتهاء العرض، وذلك جعلني أطير من الفرح.
أيضاً وزير الثقافة الأستاذ محمد الأحمد أشاد بأدائي أيضاً بعد العرض وقال لي «كنتِ نجمة سينمائية» ما جعلني فخورة جداً بما قدمت ومرتاحة وسعيدة.

وقعت مؤخراً عقداً للمشاركة في مسلسل «وحدن» مع المخرج نجدة أنزور فما تفاصيل شخصيتك؟
أقدم دوراً مميزاً لأنه الدور الوحيد الفانتازي بالعمل، ويتحدث عن أسطورة (فلاش باك) قصة لامرأة ثلاثينية جميلة جداً أحبت ثلاث مرات وتزوجت ثلاث مرات، ولكن عليها لعنة فمن يحبها ويتزوجها يمت وإن تركها يفقد جزءاً من قلبه، ولا يستطيع نسيانها أو أن يعشق امرأة بعدها، وقد لامسني الدور كثيراً، ولن أتحدث أكثر بل سأترك عنصر التشويق لحين عرض المسلسل.

في وقت برزت فيه سينمائياً، لم تبصمي حتى الآن درامياً، هل تؤيدين هذا الكلام؟
برزت سينمائياً لأن هدفي هو السينما وطموحي الوصول للعالمية، وهذا يتحقق فقط بالشرط السينمائي وليس الدرامي، وأنا مستعدة للاعتذار عن بطولة ثلاثة مسلسلات مقابل بطولة فيلم سينمائي، فهاجسي وحلمي وهدفي كان دوماً السينما، ولذلك بذلت قصارى جهدي للعمل عليها، ورغم ذلك فأنا موجودة درامياً والسنة شاركت بعدة أعمال درامية.

تعود أصولك إلى الأردن.. فكيف تعلمت اللهجة السورية بهذه السرعة؟
أصولي فلسطينية وأحمل الجنسية الأردنية من والدي رحمه الله، لكن والدتي سورية من دمشق (عائلة سكر)، ودمشق مسقط رأسي وكبرت وترعرعت فيها، وحصلت على الجنسية السورية من زوجي السابق، ثم إن كثيراً من نجومنا من أصول فلسطينية كعبد المنعم عمايري وشكران مرتجى ونسرين طافش وغيرهم كثيرون.
حزت لقب ملكة جمال الأردن لعام 2015.. حدثينا عن اللقب وبرأيك ما الذي ميزك لتناليه؟
أحببت أن أثبت أن المرأة الجميلة ليست بالضرورة سطحية وساذجة وغير مثقفة، وأن الجمال وحده لا يكفي إن كان الهدف الوصول للنجومية، فشاركت بالمسابقة وحصلت على لقب ملكة جمال الأردن 2015، وأظن أنني نلته بجدارة بما أن جمالي طبيعي ولم أقم بأي عمليات تجميل، كما أني أخاف من حقن «البوتوكس» و«الفيلر» في وجهي، وأحب أن أحافظ على ملامحي الطبيعية.

برأيك ما أهم مقومات الجمال عند الفتاة الشرقية؟
أهم مقومات الجمال عند الفتاة الشرقية أن تكون مثقفة وذكية وقوية وقادرة على لفت الأنظار من دون أن تتعرى في ملابسها ومظهرها، وأن تكون أنيقة وراقية.

غبت لفترة معينة، ما سبب غيابك وما سر عودتك المفاجئة؟
بصراحة وسأقولها لأول مرة، ذهبت إلى الأردن زيارة عائلية على أساس أن تكون أسبوعاً ومن ثم أعود لدمشق، وهناك حصل لي حادث سيارة فظيع أدى إلى دخولي بغيبوبة لفترة، وعندما استيقظت كنت محطمة جسدياً ما اضطرني لإجراء عمل جراحي، وبعدها خضعت لعلاج فيزيائي طويل حتى استعدت عافيتي واستطعت السير على قدمي مجدداً بعد أن كنت مهددة بالشلل.
وطبعاً دخلت في حالة اكتئاب عميق جراء ما حدث لي وقررت اعتزال الفن، لكن اللـه وقف إلى جانبي وأعادني أفضل مما كنت، وبدأت تأتيني العروض منذ تعافيت، فعملت مسلسلات بدوية بالأردن، وبعدها فيلم قصير كانت بطولتي مع النجم خالد القيش لكنه نفذ بالأردن وحصل على جائزة في مهرجان القاهرة، ومن ثم دعوني للتكريم هنا في دمشق وعدت لمدينة الياسمين مسقط رأسي وبدأت بالعمل من جديد بجد واجتهاد أكثر من قبل، وأنا أقول دائماً «أنا التي تخليت عن حلمي ولم يتخل حلمي عني».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن