قضايا وآراء

ما بعد السخنة.. العين على دير الزور

| ميسون يوسف 

تدور مجريات الميدان السوري وفقا لإيقاع وخطط وضعتها سورية، وتنفذها مع حلفائها بشكل دقيق وثابت وبهدف تحقيق أمرين معاً: التوسع في بسط سيطرة الدولة واستعادة ما خرج من يدها من جهة، وإجهاض خطط العدوان وسد الأبواب أمام أحلامه في سورية من جهة أخرى.
وفي هذا السياق جاء تحرير وتطهير مدينة السخنة ومنطقتها على يد الجيش العربي السوري وحلفاؤه، في عمل عسكري ميداني ممنهج تكلل بالنجاح بعد أسابيع قليلة تلت تطهير منطقة حقول النفط في أرك شرقي تدمر، وبعد النجاح في تحرير الرصافة جنوبي الرقة، وأعقب مباشرة امتلاك السيطرة التامة على منطقة شاسعة من ضفة الفرات الجنوبية في ريف الرقة، حيث سيطرت القوات السورية على طول 30 كلم من الضفة وحررت العشرات من البلدات والمزارع والمساحات الزراعية المروية هناك، وجاءت تلك العمليات لترفد عملية استعادة حقول النفط في أرك في خدمتها للاقتصاد الوطني وتخفيفا من الأعباء التي أثقله بها العدوان.
أما تحرير السخنة فجاء حلقة مهمة في سلسلة عمليات القوى التي تتصدى للعدوان على سورية، وتبدو أهميتها من أكثر من جانب، فهي أولا وقبل أي شيء، تحصن الإنجاز السابق المتصل بتحرير حقول النفط شرقي تدمر وباتت هذه الحقول بمأمن عن أي اعتداء من أي اتجاه أتى.
ثانياً، إن السيطرة المحكمة على السخنة يتكامل عسكريا وميدانيا مع ما سبقه من أعمال ويقطع الطريق على تمدد أي قوى تبتغي التوسع جنوبا انطلاقا من الرقة، وهذا من شأنه إجهاض الآمال الأميركية بإنشاء منطقة الفصل الإستراتيجي بين سورية والعراق، كما أنه يخدم الجيش في معركة البادية التي يخوضها بنجاح.
ثالثاً، يعزز الاندفاعة السورية باتجاه دير الزور لفك الحصار عنها، لأن السخنة الواقعة على مسافة 150 كلم من المدينة تلك، ستتخذ قاعدة انطلاق ومرتكزاً أساسياً لمتابعة السير قدما لفك الحصار عنها والمضي باتجاه الحدود العراقية عند البوكمال.
وأخيراً، إن تحرير السخنة وبهذه السلاسة التي ظهرت في الميدان، يؤكد مرة أخرى أن الجيش العربي السوري ومنذ اعتماده لإستراتيجية التحرير والتطهير الشامل، ماض في التنفيذ من دون تراجع أو توقف، وأنه يناور في الميدان وفقا لمصالحه العسكرية، ويراكم الإنجازات تتابعا، ومع كل إنجاز جديد يقترب أكثر من نهاية هذه الحرب العدوانية التي شنت على البلاد، وسيكون لتحرير السخنة موقع بارز في لائحة الإنجازات العسكرية الإستراتيجية التي حققها الجيش العربي السوري وحلفاؤه في هذه الحرب التي لن تنتهي إلا بانتصار سورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن