سورية

حذر من سيتحركون في تلك الاتجاهات من أنهم «يعرفون الثمن الذي سيدفعونه» … المقداد: سورية لن تسمح أبداً بانفصال أي جزء من أراضيها

| وكالات

شدد نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد على أن سورية «لن تسمح أبداً بانفصال أي جزء من أراضيها»، وحذر من سيتحركون في تلك الاتجاهات من أنهم «يعرفون الثمن الذي سيدفعونه»، وذلك في تعليقه على اعتزام ما يسمى «الإدارة الذاتية» الكردية في شمال البلاد تنظيم انتخابات الإدارات المحلية والمجالس الريفية والحضرية ومجالس المحافظات.
وقال المقداد في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية «بي. بي. سي» ووكالة «رويترز» للأنباء نشرتها الأخيرة: «الانتخابات ستكون مزحة وسورية لن تسمح أبداً بانفصال أي جزء من أراضيها».
وتسيطر «وحدات حماية الشعب» الكردية التابعة لـ«حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي على مناطق عديدة في شمال البلاد ويدعمها التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة بذريعة مكافحة تنظيم داعش الإرهابي.
وحددت الجمعية التأسيسية لما يسمى بـ«اتحاد شمال سورية»، الأسبوع الماضي، أيلول المقبل موعداً لإجراء انتخابات ما سمتها «الكومونات» أي المؤسسات البلدية التي تعتبر المستوى الأول من الإدارة المحلية العامة، على أن تليها انتخابات الإدارات المحلية والمجالس الريفية والحضرية والإقليمية مطالع تشرين الثاني، وأخيراً انتخابات مجالس المحافظات في أواسط كانون الثاني من عام 2018 الذين يدخلون في عداد «الاتحاد»، وفي المؤتمر الديمقراطي الشعبي لـ«الفيدرالية».
وقال المقداد: «نعتقد أن المواطنين السوريين في شمال سورية لن يعرضوا الوضع للخطر في البلاد أو يتحركوا باتجاه أي شكل من أشكال تقسيم سورية. من سيتحركون في تلك الاتجاهات يعرفون الثمن الذي سيدفعونه».
وعندما سئل هل ترغب الحكومة السورية في استعادة مناطق تسيطر عليها جماعات كردية حالياً رد بأنها ليست مسألة «ترغب» ولكن «ينبغي عليها» أن تقوم بها. وأضاف: «وحدة الأراضي السورية لن تكون أبداً محلاً للجدال».
وقال: إن مسؤولية المجتمع الدولي الحفاظ على وحدة سورية. وجدد دعوة دمشق المتكررة لدول خارجية بوقف تمويل التنظيمات المسلحة التي تقاتل ضد الجيش العربي السوري.
كما حث المقداد الولايات المتحدة على وقف أنشطتها داخل سورية، قائلاً إنه يرى أن أفعالها غير قانونية وتتسبب في سقوط «آلاف الأرواح».
من جهتها ذكرت وكالة «سانا» للأنباء أن المقداد أكد في المقابلة أن الحكومة السورية لن تضحي ولو بقيد أنملة فيما يتعلق بوحدة أراضي وشعب سورية وأنها لن تتخلى عن ذرة تراب واحدة من الـ185 ألف كيلو متر مربع من أرضها.
ونقلت الوكالة عنه قوله: إن «الانتصار الذي سيتحقق اليوم أو غداً أو بعده في السخنة سيفتح الباب من أجل الاستمرار باتجاه دير الزور المحاصرة دون غذاء أو ماء ودون أدوية ودون أي صرخة ممن يسمون أنفسهم «المجتمع الدولي»، مضيفاً: «نحن سنتقدم باتجاه دير الزور وباتجاه مناطق أخرى تحددها القيادات المعنية في هذا المجال لكن فيما يتعلق بشمال سورية نحن لا نريد الأذى ولا نريد الخراب لكن هناك وضعاً بائساً الآن في المناطق الشمالية في الرقة وشمال الرقة».
وأوضح، أن ما يسمى «التحالف الدولي» أثبت من خلال قصفه لقوات الجيش العربي السوري سواء في التنف أو في جبل الثردة أو إسقاط الطائرة السورية أنه يتعامل مع القوى الإرهابية، ومن ثم لا يمكن لمن يريد أن يحارب الإرهاب أن يضرب الجيش الذي يحاربه وهو الجيش العربي السوري وحلفاؤه.
وحول تزويد الولايات المتحدة للمجموعات الإرهابية في سورية بالأسلحة، قال المقداد: «نحن لا نريد استعداء أي بلد في هذا العالم وخاصة في هذه الظروف»، مشيراً إلى وجود برنامج سري من الولايات المتحدة لدعم المسلحين كان يتم من خلاله تقديم كل شيء للمجموعات الإرهابية المسلحة من مواد كيميائية وعبوات وقذائف وقنابل مضيفاً: «نحن سعداء أن هذا البرنامج قد انتهى كما علمنا وسمعنا في أجهزة الإعلام».
وتابع: إن «الدور البريطاني أيضاً كان معروفاً في تزويد الإرهابيين بالأسلحة واعتقد أن الكثير من المسؤولين البريطانيين يعبرون باعتزاز عن علاقتهم مع المسلحين في سورية لذلك المواد التي أشرنا إليها والتي أظهرناها في المقاطع التي عرضناها تظهر بما لا يدعو إلى الشك بأن الدول الغربية بشكل عام كانت متورطة في دعم المجموعات الإرهابية المسلحة بمواد كيميائية وغيرها لإلقاء اللوم بعد استخدامها من هذه التنظيمات الإرهابية على الحكومة السورية».
وأشار المقداد إلى أنه بعد العدوان الأميركي غير المبرر على مطار الشعيرات لا نستغرب أي عمل أحمق قد تقوم به الولايات المتحدة الأميركية أو بالتحالف مع آخرين وهذا «التحالف الدولي» الآن يقوم بقصف المشافي وقتل الأبرياء سواء كان في دير الزور أو في محافظة الرقة وهذه الجرائم طالما كانوا يتهمون بها أطرافاً حكومية في الماضي.
وأوضح، أن الحملة التي تشن على سورية حول استخدام المواد الكيميائية هي لتبرير أي عمل أخرق يمكن أن يقوموا به لأنهم لم يتمكنوا من خلال أدواتهم الإرهابية من تنفيذ ما كانوا يريدون مبيناً أن «إسرائيل» تقف خلف كل هذه المحاولات من أجل الاستمرار في إضعاف قوات الجيش العربي السوري وإبعاده عن المعركة الأساسية لاستعادة الحقوق التاريخية المشروعة سواء أراضي الجولان السوري المحتل أو الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأكد المقداد أن هناك تنسيقاً يومياً بين سورية وروسيا حول مختلف القضايا و«نحن نعرف بكل ما يجري سواء أعلنت بعض الإجراءات من موسكو أو من دمشق فهي في نهاية المطاف تتم على الأرض السورية» موضحاً أن أكثر من يحرص على وحدة أرض وشعب سورية وعلى استقلال وسيادة سورية هم الأصدقاء الروس.
ولفت إلى أن الأصدقاء الروس تدخلوا بالأزمة في سورية لأنهم يحترمون سيادة سورية ولأنهم ينسقون مع الحكومة السورية وبناء على طلب من الحكومة السورية، مضيفاً: إن «التنسيق يجري بين الجانبين السوري والروسي على أعلى المستويات وفي مختلف المجالات وعملية إذاعة بعض الإجراءات من هنا أو من هناك عملية فنية تخضع للكثير من الاعتبارات ونحن نقدر ذلك ونفهم ذلك».
وحول نية بعض الأطراف إجراء انتخابات مجالس محلية في بعض المناطق السورية قال المقداد: «إذا كانت الظروف الحالية قد تتيح للبعض بأن يجنح خياله إلى التفكير كثيراً فهو مخطئ ونحن نريد أن يعود هؤلاء إلى عقلهم» مضيفاً: «نحن طبعاً لا نعترف إلا بالمجالس المحلية التي تنشأ من حكومة الجمهورية العربية السورية.. هناك أوضاع خاصة وهناك مجالس قد تكون منذ زمن طويل لكن نحن لا نعترف بها إطلاقاً إلا فيما يتعلق ببعض الإجراءات التي يجب أن تتم لتسهيل حياة الناس وهذه المجالس لم تنشأ حتى الآن ونحن ندرس هذا الموضوع مع الجهات الروسية المعنية حتى نتوصل إلى فهم مشترك».
وأكد، أن سورية لن تعترف بشرعية أي مجالس لا تقوم الحكومة السورية بإنشائها والإشراف على عملها.
وأضاف: إن هناك مطالب لبعض مكونات المجتمع وهذه المطالب تناقش في أطر معينة داخل مؤسسات معينة في حكومة الجمهورية العربية السورية وفي إطار الحفاظ على وحدة أرض وشعب سورية «فليتوقف هؤلاء الحالمون عن أي أحلام شيطانية أخرى لأنهم بذلك سيؤدون إلى مزيد من القتل وإلى مزيد من الدماء التي تسعى حكومة الجمهورية العربية السورية إلى وقفها».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن