عربي ودولي

بيونغ يانغ: واشنطن تلجأ إلى العقوبات والضغوط خوفاً من نمو قدراتنا النووية

أكدت كوريا الديمقراطية أن الولايات المتحدة وغيرها من الدول تلجأ إلى العقوبات والضغوط والاستفزازات، خوفاً من نمو قدرات بيونغ يانغ النووية كماً ونوعاً، في وقت أشاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتصدي دول أخرى لقضية البرنامج الصاروخي لكوريا الديمقراطية بعد أيام من فرض مجلس الأمن الدولي عقوبات جديدة على بيونغ يانغ، على حين حذرت اليابان من أن البرنامج الصاروخي يطرح «مستوى جديداً من التهديد»، معتبرة الخطر الكوري الديمقراطي «كبيراً وداهماً».
وأكدت حكومة كوريا الديمقراطية في بيان تلقت «الوطن» نسخة منه أن قرار العقوبات الصادر عن الأمم المتحدة هو «انتهاك صارخ لسيادتنا وتحد مباشر لجمهوريتنا، بكونه ناتجاً عن المخططات الأميركية الشنيعة والشرسة لفرض العقوبات والعزل».
كما استنكرت كوريا الديمقراطية ونددت بقرار العقوبات، ورفضته «بشكل قاطع باعتباره انتهاكاً صارخاً» لسيادتها.
وتابع البيان: إن حكومة بيونغ يانغ ستنتقل إلى «الأفعال الحاسمة» تجاه أميركا، وستعاقب على «الجرائم الشنيعة التي ترتكبها الولايات المتحدة بحق دولتنا وشعبنا».
في المقابل أعلنت وزارة الدفاع الأميركية في بيان أنها تتشاور مع كوريا الجنوبية لزيادة أحجام رؤوس صواريخها، من أجل تعزيز قدراتها الصاروخية لمواجهة تهديدات كوريا الديمقراطية.
وقال المتحدث باسم الوزارة جيف ديفيس، في مؤتمر صحفي عقد في مقر الوزارة بواشنطن: «إن الولايات المتحدة تضع حداً للقدرات التدميرية لصواريخ كوريا الجنوبية، إلا أنه يمكن تغيير ذلك».
وأضاف ديفيس: إن الولايات المتحدة تنظر «بشكل إيجابي» في زيادة أحجام الصواريخ الكورية الجنوبية، مؤكداً أن موقف واشنطن من تعزيز قدرات كوريا الجنوبية الدفاعية إيجابي.
في المقابل أشاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتصدي دول أخرى لقضية البرنامج الصاروخي لكوريا الديمقراطية بعد أيام من فرض مجلس الأمن الدولي عقوبات جديدة على بيونغ يانغ جراء تجربتين بصاروخين باليستيين عابرين للقارات في تموز.
وغرد ترامب على «تويتر» قائلاً: «بعد سنوات من الفشل تتوحد الدول أخيراً للتصدي للخطر الذي تمثله كوريا الشمالية. علينا التحلي بالصرامة والحزم!»
هذا ويسعى وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون الذي وصل إلى بانكوك أمس إلى اقناع تايلاند بالحد من علاقاتها التجارية مع كوريا الديمقراطية، وسط جهود أميركية لرص صفوف حلفاء الولايات المتحدة بوجه الطموحات النووية لبيونغ يانغ.
وتيلرسون هو أرفع دبلوماسي أميركي يزور المملكة منذ تولي الجيش التايلاندي السلطة عقب انقلاب عام 2014، ما تسبب بتوتر في العلاقات بين البلدين الصديقين وسمح للصين بالتقرب من بانكوك عبر صفقات تسليح ضخمة وعقود تطوير للبنى التحتية.
وتايلاند إحدى دول جنوب شرق آسيا التي تقيم علاقات دبلوماسية مع كوريا الديمقراطية، ولدى بيونغ يانغ سفارة على أراضيها، كما تقيم علاقات تجارية جيدة معها.
وتطالب الولايات المتحدة تايلاند بإيقاف عمل الشركات الكورية الديمقراطية التي تستخدم العاصمة التايلاندية كمركز تجاري لشركات صورية، بحسب مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون شرق آسيا سوزان ثورنتون.
وتقول ثورنتون: إن وزير الخارجية يسعى أيضاً إلى الضغط على المملكة لتشديد إجراءات منح الكوريين تأشيرات دخول إليها وتقليص بعثتها الدبلوماسية.
وبدا رئيس المجلس العسكري الحاكم في تايلاند مبتسماً خلال استقباله وزير الخارجية الأميركي في مقر رئاسة الحكومة.
وأعلن متحدث باسم الحكومة التايلاندية عقب اللقاء أن المملكة على استعداد «للتعاون ولتقديم الدعم» من أجل حل الأزمة في شبه الجزيرة الكورية، مضيفاً: إن تايلاند «تمتثل» للعقوبات المشددة التي فرضتها الأمم المتحدة على بيونغ يانغ.
في غضون ذلك أجرت القوات البحرية والجوية الصينية مناورات عسكرية بالذخيرة الحية استعرضت خلالها قدراتها في المياه المحيطة بشبه الجزيرة الكورية بحسب بيان لوزارة الدفاع.
وأعلنت وزارة الدفاع الصينية في بيان نشرته على موقعها الالكتروني أنها تجري مناورات «واسعة النطاق» بحرية وجوية في البحر الأصفر وخليج بوهاي قبالة السواحل الشرقية للبلاد يتخللها إطلاق عشرات الصواريخ.
وتشارك قوات بحرية وجوية تضم عشرات السفن وأكثر من عشر طائرات وغواصات، كما وعدد غير محدد من عناصر الدفاع البحري في المناورات التي أعلنت الوزارة أنها تهدف إلى اختبار الأسلحة وتحسين قدرات الجيش في تنفيذ هجمات ساحلية واعتراض أهداف جوية.
من جانبها حذرت وزارة الدفاع اليابانية من أن البرنامج الصاروخي لكوريا الديمقراطية يطرح «مستوى جديداً من التهديد»، بحسب تقرير سنوي نشر أمس وكرر المخاوف من الخطوات العسكرية المتزايدة للصين.
ويقول وزير الدفاع الياباني ايتسونوري اونوديرا في التقرير «تحديداً منذ السنة الماضية حين أجرت تجربتين نوويتين وأطلقت أكثر من 20 صاروخاً بالستياً، باتت (كوريا الديمقراطية) تطرح مستوى جديداً من التهديد».
وكرر أونديرا الذي أعيد تعيينه وزيراً للدفاع بعدما كان شغل المنصب بين 2012 و2014، في تقريره ما كان ورد في تقارير سابقة وصفت الخطر الكوري الديمقراطي بأنه «كبير وداهم».
وأورد التقرير المكتوب باليابانية «من الممكن تصور أنه، مع مرور الوقت، سيتصاعد خطر نشر صواريخ بالستية مجهزة برؤوس نووية تضع أمتنا في مرماهم».
وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن