سورية

اعتبر أن دير الزور «لن يحررها إلا الجيش السوري».. و«قسد» منهمكة ولا وجود لـ«الحر» … خدام: «مؤتمر الرياض2» لن ينجح والموقف السعودي يتحول

| الوطن

رأى الناطق الرسمي باسم «هيئة التنسيق الوطنية- حركة التغيير الديمقراطي» المعارضة منذر خدام أن «مؤتمر الرياض2» للمعارضة، «لن ينجح»، بسبب الخلافات بين منصات «الرياض» و«موسكو» والقاهرة»، واعتبر أن هناك تحولاً جديداً في موقف النظام السعودي إزاء الأزمة السورية سببه «نجاحات الجيش السوري على الأرض والخلافات مع قطر وتركيا».
واعتبر خدام، أن معطيات الميدان تؤكد أن دير الزور «لن يحررها إلا الجيش السوري»، من تنظيم داعش الإرهابي، لأن «قوات سورية الديمقراطية- قسد»، «منهمكة» في معركة الرقة وميليشيا «الجيش الحر»، «ليس لها وجود على الأرض».
وفي مقابلة مطولة مع «الوطن»، قال خدام: إن «مؤتمر الرياض2» الذي أعلنت «الهيئة العليا للمفاوضات» المنبثقة عن مؤتمر الرياض للمعارضة الذي عقد أواخر 2015: «لن ينجح»، مضيفاً «لقد رفضت منصتا موسكو والقاهرة الحضور إلى الرياض».
وأفادت مصادر في المعارضة بداية الأسبوع الجاري في تسريبات بأن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير طلب من «العليا للمفاوضات» توسيع المشاركة من خلال عقد مؤتمر موسع في وقت قريب، كما طالب بتغيير بيان الرياض الأول ووضع رؤية جديدة بما يتماشى مع قبول بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في المرحلة الانتقالية.
وتلقت منصتا «موسكو» و«القاهرة» دعوة رسمية من «العليا للمفاوضات» لحضور اجتماع 15 آب الجاري في الرياض، بهدف تشكيل وفد موحد للمعارضة.
وإن كان يمكن للاجتماع أن يتم عقده في مدينة غير الرياض قال خدام: «لا إعتقد ذلك على المستوى السياسي.. لكن على مستوى الخبراء فهذا حاصل»، مضيفاً: «لا تزال الخلافات كبيرة بخصوص سلة المرحلة الانتقالية».
واعتبر خدام، أن ما تم تسريبه من حديث الجبير لـ«العليا للمفاوضات»، ولم ينفه بيان للخارجية السعودية وإنما اكتفى بالقول أنه «غير دقيق»، هو «موقف سعودي جديد بخصوص الرئيس (بشار) الأسد»، ولفت إلى أن «ما نقل عن الجبير أكدته أوساط عديدة بعضها من داخل هيئة التفاوض ذاتها».
وأرجع خدام هذا التحول في موقف النظام السعودي إلى «أسباب عديدة، من أهمها نجاحات الجيش السوري على الأرض والخلافات مع قطر وتركيا.. عدا عن الدفع من مصر…».
وفيما يواصل الجيش وحلفاؤه الاقتراب من محافظة دير الزور شرق البلاد عبر محاور عدّة تحدثت تقارير صحفية عن أن «قوات سورية الديمقراطية- قسد» تحضر في مناطق تتيح لها الانخراط في مشهد دير الزور تالياً بعد إقفالها ملف الرقّة، في حين تحدثت مصادر الميليشيات المسلحة خلال الأيام الأخيرة عن نية الولايات المتحدة الأميركية نقل بعض الميليشيات المتواجدة في جنوب شرق البادية جوّاً إلى ريف الحسكة الجنوبي تمهيداً لزجّها في معركة دير الزور.
وقال خدام: «دير الزور لن يحررها سوى الجيش السوري»، مشدداً على أن «المسألة ليست متوقفة على الرغبة الأميركية بل على معطيات الميدان»، ومعتبرا أن إمكانيات الجيش السوري للوصول إلى دير الزور أقوى من إمكانيات الأطراف الأخرى، وليس هذا وحسب بل لأن الأطراف الأخرى ليس لها الرغبة في التورط في دير الزور وأعني الأكراد المنهكين أصلاً في الرقة»، ولافتاً إلى أنه أيضاً «لا وجود لجيش حر على الأرض وهناك قوات لـ(رئيس تيار الغد السوري أحمد) الجربا لكنها هي الأخرى غير قادرة على ذلك».
واتفق الرئيسان الأميركي دونالد ترامب والروسي فلادييمر بوتين في السابع من تموز الماضي على إنشاء «منطقة تخفيف تصعيد» في جنوب غرب سورية، كما أعلنت موسكو في 22 الشهر نفسه عن الاتفاق مع «المعارضة» على إقامة «منطقة تخفيف تصعيد» في غوطة دمشق الشرقية، وكذلك تم الخميس الماضي الإعلان من قبل موسكو عن الاتفاق مع «المعارضة» على إقامة «منطقة تخفيف تصعيد» في ريف حمص الشمالي.
وإن كانت إقامة مناطق تخفيف التصعيد وسيلة مناسبة على طريق حل الأزمة السورية المستمرة منذ أكثر من ست سنوات قال خدام: «ليس من طريق آخر لدفع المسلحين للانخراط في العملية السياسية غيرها». واعتبر أن هذه الوسيلة «مفيدة مرحليا لحين التفرغ من قتال داعش والنصرة وعندئذ لن يكون من سبيل أمامهم سوى التسوية السياسية».
وفي رده على سؤال إن كان إقامة تلك المناطق هي مقدمة لمشروع تقسيمي للبلاد اعتبر خدام أن «سورية غير قابلة للتقسيم ولا أحد من السوريين له مصلحة في ذلك».
ولوحظ أن فكرة اقامة «مناطق تخفيف التصعيد» تم الاتفاق عليها من قبل رعاة عملية أستانا (روسيا تركيا إيران) ولكن الاتفاقيات الثلاث أبرمت واحدة منها روسيا مع أميركا والثانية والثالثة مع «المعارضة» برعاية من مصر.
وقال خدام: «هذا اجتهاد روسي موفق يريد أن يشرك مصر في العملية السياسية… أما بالنسبة للتفاهم مع أميركا فذلك لطمأنة إسرائيل».
وأنهت مؤخراً وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي إيه» برنامجها لدعم الميليشيات المسلحة في سورية والذي بدأته منذ أربع سنوات.
واعتبر خدام أن هذا الأمر كان «متوقعاً» وهو يساعد على تشجيع المسلحين على العملية السياسية».
وحددت الجمعية التأسيسية لما يسمى بـ«اتحاد شمال سورية»، الأسبوع الماضي، أيلول المقبل موعداً لإجراء انتخابات ما اسمتها «الكومونات» أي المؤسسات البلدية التي تعتبر المستوى الأول من الإدارة المحلية العامة، على أن تليها انتخابات الإدارات المحلية والمجالس الريفية والحضرية والإقليمية مطالع تشرين الثاني، وأخيراً انتخابات مجالس المحافظات في أواسط كانون الثاني من عام 2018 الذين يدخلون في عداد «الاتحاد»، وفي المؤتمر الديمقراطي الشعبي لـ«الفيدرالية».
وتسيطر «وحدات حماية الشعب» الكردية التابعة لـ»حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي على مناطق عديدة في شمال البلاد ويدعمها التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة بذريعة مكافحة تنظيم داعش الإرهابي.
واعتبر خدام أن هذا الخطوة من قبل الإدارة الذاتية هي «إجراء محلي مؤقت من أجل إدارة المناطق التي يسيطرون عليها كما يقولون..».
وشدد نائب وزير الخارجية والمغتربين في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية «بي. بي. سي» ووكالة «رويترز» للأنباء نشرت مؤخراً على أن سورية «لن تسمح أبدا بانفصال أي جزء من أراضيها»، وحذر من سيتحركون في تلك الاتجاهات من أنهم «يعرفون الثمن الذي سيدفعونه»، وذلك في تعليقه على اعتزام ما يسمى «الإدارة الذاتية» الكردية في شمال البلاد تنظيم انتخابات الإدارات المحلية والمجالس الريفية والحضرية ومجالس المحافظات.
وقال المقداد: «الانتخابات ستكون مزحة وسورية لن تسمح أبدا بانفصال أي جزء من أراضيها».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن