شؤون محلية

أعمال ناصعة

هني الحمدان : 

يحقّ لنا نحن السوريين أن نفتخر بعمق عاداتنا الأصيلة التي تنمّ عن التعاون والإخاء، ومساعدة المحتاج، وهي سمات وخصائص نمتاز بها ونختصّ بها، ونحن بأحلك الظروف وأصعبها، تطفو علاقات التعاون والإيثار بين القادر على المساعدة وذاك المحتاج.
حالات عديدة عن أعمال وأفعال ترفع لها القبعات إجلالاً وافتخاراً، لمعانيها الكبيرة والسامية، تجلّت صورها أكثر خلال أيام شهر رمضان المبارك، عبر المساعدات والأعمال الخيرية، من أفراد وجمعيات لا همّ لهم سوى تقديم يد المساعدة للإخوة المحتاجين، وما أكثرهم في مجتمعنا! بعد أن أجبرتهم ظروف الحرب القذرة على فقدان مصادر رزقهم، أو تهجيرهم من بيوتهم.
من يطلع على نشاطات وأرقام الجمعيات الخيرية يلمس مدى التعاون بين السوريين أنفسهم، ويحسّ بعمق عاداتهم وتقاليدهم الإنسانية، عادات وطبائع رسّخت المشاركة الفعليّة بين الإخوة في الضراء، ومدّ يد العون لصاحب الحاجة وصيانة ماء وجهه من المذلّة والسؤال.
صحيح وعلى الرغم من كلّ الصعاب، إلا أن هناك في مجتمعنا أناساً مخلصين وجمعيات عملها الدؤوب هو التفاني في تسجيل البسمات على وجوه النساء والأطفال والشيوخ والفقراء، أعطوا وساهموا ولا يزالون يقدمون أعمالاً خيرية كبيرة كانت بلسماً على جراح الكثيرين.
من خلال هذا التآخي والتآزر الإنسانيّ، ومن خلال هذه الليرات يمكن معالجة مشكلات الفقر عند عديد الأسر المحتاجة، أو أولئك المهجّرين الملتاعين، تساعدهم على تأمين بعض حاجاتهم اليوميّة من طعام ودواء.
لجمعيات التعاون الخيريّة دور مهمّ، تجلّى بأبهى صوره الرائعة عبر تقديم مساعدات بملايين الليرات، وهذا دافع للتفكير أمام جمعياتنا للتوسّع بمشروعات خيريّة علّها ترفع من مستوى المحتاجين والمعوزين.
العمل الخيريّ يحمي الفرد والمجتمع من الآفات والجرائم والانحرافات، ويؤمّن كذلك للمجتمع الضروريّات التي تحفظ كرامته وتعينه على نوائب الدهر.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن