سورية

رأى أنه من دون احترام إيران لا يمكن خلق بيئة أفضل بالشرق الأوسط … نعومكين: أمل كبير بحل الأزمة السورية

| وكالات

أكد مستشار مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية الأكاديمي الروسي فيتالي نعومكين أهمية القضاء على الإرهاب للتوصل إلى حل للأزمة في سورية.
في حوار مع وكالة «تسنيم» الإيرانية نشرته أمس، فضل نعومكين عدم الرد على سؤال حول رأيه بآفاق مباحثات جنيف، وقال «بالنظر إلى أنني شاركت في هذه المباحثات، فلن أبدي رأياً، ليس لدي الصلاحية لإبداء رأي حول الأمور التي أنجزها، ليس لدي الصلاحية لا من قبل دولتي ولا من قبل الأمم المتحدة». مع ذلك، فقد تحدث عن وجود «أمل كبير» في حل الأزمة السورية، لافتاً إلى «تحقيق تقدم كبير في وقف الأعمال القتالية وإيصال المساعدات الإنسانية، وتعزيز الحوار بين مختلف الأطراف في جنيف وأستانا والأردن وكذلك التعاون بين الأردن، أميركا وروسيا». واستطرد مبيناً أن كل ذلك «يصب في هدف واحد، وهو البدء بعملية سياسية ضرورية لمحاربة الإرهاب في سورية وإخراجه منها والقضاء بشكل كامل على تنظيم داعش ومساعدة الدولة السورية على محاربة الإرهابيين».
وعزا نعومكين، المشرف العلمي لمعهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية، عدم التوصل إلى حل للأزمة السورية حتى الآن، إلى أسباب أحدها «شبكات الإرهاب الدولية، التي تسللت إلى داخل سورية، وحولتها إلى منصة لانطلاق داعش. داعش كما نعلم أوجدت عاصمتين رئيسيتين لها في الموصل والرقة». واضاف: أن «وجود إرهابيين من 86 بلداً في تنظيم داعش والسعي لقلب النظام في دمشق، الذي لا نسميه نظاماً، ولكن نسميه دولة شرعية، هو السبب الرئيسي لعدم تحسن الأوضاع هناك». وأسف لأن تلك «المجموعات الإرهابية تتلقى الدعم من بعض دول المنطقة ومجموعات خاصة في الشرق الأوسط».
وأعرب عن قناعته بوجود «طريق لحل النزاع في سورية، لأنه ليس من مصلحة الدول الفاعلة في المنطقة استمرار تخريب وتدمير هذا البلد. كثير من الممتلكات، المدن والمناطق السكينة، الآثار القيمة والتاريخية، البنى التحتية، وكل شي خرب ودمر».
وأضاف: «بناء على ذلك، فإنني أظن أن الكل قد أنهك من استمرار هذه الحرب التي امتدت لست سنوات»، وتمنى أن تتم مضاعفة القدرات الجماعية في «مواجهة الإرهاب وان تستعد الأطراف للحوار، أظن أن التوصل لحل أمر ممكن».
وعما إذا كانت العقوبات التي فرضتها أميركا مؤخراً على روسيا ستؤثر على مجالات التعاون بين البلدين، وبالأخص في الأزمة السورية، قال نعوميكن: «لدينا الرغبة بالتعاون الجيد مع الولايات المتحدة في الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، واولها موضوع الأزمة السورية وثانيها موضوع محاربة الإرهاب». وأعرب عن اعتقاده بأن «التعاون سوف يستمر، لأن كلا من الروس والأميركيين لديهم مصالح مشتركة في هذين الموضوعين، لهذا السبب هناك بعض التعاون وروسيا صبورة جداً ولم توجه أي شخصية قيادية روسية إهانة إلى الولايات المتحدة ولم تتهم القيادات السياسية الأميركية بأي شيء؛ روسيا صبورة جداً، وهذا موقف براغماتي جداً من الجانب الروسي الذي يدافع عن كرامته واستقلاله ولكن في نفس الوقت يعترف بدور الولايات المتحدة الأميركية «كأقوى دولة في العالم»، وإننا نحتاج إلى هذا التعاون. وأكد أن روسيا ستكون مستعدة للتعاون مع الأميركيين «في أي مكان يكونون فيه مستعدين».
ووصف نعوميكن العلاقات الروسية التركية في المجال الاقتصادي بـ«جيدة جداً»، ومضى موضحاً: «لدينا تبادل تجاري كبير يقدر بـ40 مليار دولار، لدينا مشاريع مشتركة كمحطة الكهرباء الذرية التي من المقرر أن تبنيها روسيا، السياح الروس يذهبون إلى تركيا وهناك أواصر كثيرة مع تركيا»، وتابع: «في السياسة، نحن على وشك التغلب على خلافاتنا».
ولم يعلق بشكل مباشر على سؤال عما إذا كانت روسيا ستبيع منظومة صواريخ إس 400 المضادة للجو، لتركيا رغم المخاوف الغربية، وأجاب قائلاً: «نحن لدينا سياستنا ونتعاون مع تركيا، ونرحب بالأتراك في مجالات عديدة، ونسعى لتكوين أرضيات مشتركة أينما كان ومنها في سورية ومحاربة الإرهاب»، ولخص موقفه بالقول «بشكل عام أنا متفائل كثيراً حيال التعاون بين موسكو وأنقرة».
وأكد أهمية دور طهران في المنطقة، لافتاً إلى أنها تعد شريكاً مهماً لموسكو، مشدداً على أنه من دون احترام إيران ومصالحها القومية في المنطقة لا يمكن خلق بيئة أفضل في نظام العلاقات الدولية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن