سورية

اعتبر أن دمشق والقدس توءمان لا ينفصلان … المطران عطا اللـه حنا لـ«الوطن»: الرئيس الأسد أكد بقاء سورية على موقفها بخصوص فلسطين

| مازن جبور

أـكد رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس في القدس المطران عطا اللـه حنا، أن دمشق والقدس توءمان لا ينفصلان، وأن مشروع تقسيم سورية «سيفشل»، معتبراً أن الوقوف مع سورية هو وقوف مع فلسطين، وكاشفاً عن أن الرئيس بشار الأسد أكد له أهمية الوجود المسيحي في المشرق، وبقاء سورية على موقفها بخصوص فلسطين.
وفي لقاء هاتفي أجرته معه «الوطن» بعد عودته إلى القدس، من زيارته غير المعلنة إلى سورية التي التقى خلالها بالرئيس بشار الأسد ومرجعيات دينية مسيحية وإسلامية، إضافة إلى زيارته لكل من منطقتي معلولا وصيدنايا، قال حنا: «عندما نكون في دمشق لا نكون بعيدين عن القدس لأن دمشق والقدس توءمان لا ينفصلان»، مشدداً على أن «عدونا واحد وألمنا واحد، ونزيفنا واحد، كذلك المتآمرون على القدس وفلسطين هم ذاتهم الذين يتآمرون على سورية، وخططوا لتفكيكها وإضعافها وشرذمتها، لكنهم فشلوا في ذلك فشلاً ذريعاً».
وأضاف: «إن المشروع الصهيوني في فلسطين سيفشل، كذلك المشروع الذي هدف إلى تقسيم سورية سيفشل أيضاً، لأن سورية قوية بقيادة رئيسها وجيشها، وحكمة ووحدة شعبها».
وشدد مطران القدس على أنه «يجب أن نكون موحدين للدفاع عن سورية وفلسطين، للدفاع عن هذا المشرق الجميل وكما سورية انتصرت على أعدائها ستنتصر فلسطين»، معتبراً أن «قضية الأقصى هي قضية المسيحيين والمسلمين»، ومشددا على أنه «عندما يعتدى على الأقصى، يعتدى على قيمنا وأصالتنا وجذورنا».
وكشف المطران حنا، أن الرئيس الأسد أكد له أهمية الوجود المسيحي في المشرق، وبقاء سورية على موقفها بخصوص فلسطين «رغم كل الجراح»، مضيفاً إن الرئيس الأسد «يشرف شخصياً على بناء الكنائس في معلولا».
وأوضح أنه «أكد للرئيس الأسد رفض اعتبار المسيحيين أقليات في المنطقة، ووجه التحية للرئيس الأسد على اهتمامه بالحضور المسيحي في الشرق»، مضيفاً إنه «لا يمكن الحديث عن المسيحيين بمعزل عن قضايا المنطقة في فلسطين وسورية وغيرهما».
وعن ردود الفعل حول زيارته إلى سورية، كشف المطران حنا عن «تعرضه لتحريض من الإسرائيليين وبعض الأطراف الفلسطينية بسبب لقائه الرئيس الأسد ودوره في قضية الأقصى»، وقال: إن «هذا قد يتسبب له بالاعتقال أو الإبعاد»، مضيفاً: «هذا لن يثنينا عن مواقفنا في قضايا فلسطين والعالم العربي».
ورداً على تلك الانتقادات والتحريضات الإسرائيلية، قال مطران القدس: إن «زيارته إلى سورية كانت زيارة كنسية وروحية وإنسانية وتضامنية»، وبين أنه أكد مجدداً خلال لقائه الرئيس الأسد أن «المتآمرين على سورية هم المتآمرون على فلسطين».
كما شدد المطران حنا على أن «أغلبية الفلسطينيين يؤيدون زيارته إلى سورية، ومعظمهم يدركون خطورة المؤامرة ضد دمشق»، كاشفاً عن «وجود معترضين على وجوده داخل المسجد الأقصى بسبب موقفه من سورية».
وأضاف: «لا يمكن الحديث عن فلسطين من دون الحديث عن المسلمين والمسيحيين معاً»، مشدداً على «وحدة الشعب الفلسطيني الذي يسعى لتحقيق حريته».
وعن الوضع في القدس المحتلة قال حنا: إن المقدسيين «يعاملون كأنهم غرباء عنها، وهناك سعي لتزوير تاريخ القدس».
وحول تقييمه للوضع في سورية بعد هذه الزيارة، قال مطران القدس: «سورية متجهة نحو الأفضل والمؤامرة في طريقها إلى الاندثار، المعنويات في سورية عالية، والأوضاع جيدة، وأنا فخور وسعيد جداً بهذه الزيارة، حيث من الواضح أن الانتصار يمكن تلمسه، خصوصاً أننا انتقلنا من دمشق إلى معلولا وصيدنايا، وكانت جيدة جداً»، وتابع: «إن شاء اللـه فسورية منتصرة بقيادة رئيسها وبسالة جيشها ووحدة شعبها».
ووجه رئيس أساقفة سبسطية في بطريركية القدس للروم الأرثوذكس، رسالة محبة وسلام وأخوة وتضامن مع سورية، معتبراً أنه من «الواجب أن نكون مع سورية وأن نتضامن معها»، مؤكداً أن «التضامن مع سورية هو تضامن مع فلسطين والوقوف مع سورية هو وقوف إلى جانب فلسطين، لأن عدونا واحد بغض النظر عن المسميات، فعدونا الذي يستهدف هنا ويستهدف هناك واحد».
كما تطرق إلى الانتصار على الإرهابيين في جرود عرسال، معتبراً أنها «خطوة في الاتجاه الصحيح»، وأن تدخّل حزب اللـه وروسيا وغيرهما من أصدقاء سورية ساهم في «دحر الإرهاب».
وخلال تواجد المطران عطا اللـه حنا في سورية، أقامت المؤسسة السورية العالمية لحماية اللغة الآرامية، التي يشغل فيها حنا موقع رئيس فرع القدس، في الثاني من الشهر الجاري، ندوة في فندق الشيراتون بدمشق ألقى خلالها المطران حنا محاضرة بعنوان «اللغة والهوية»، بحضور المستشارة الأدبية في رئاسة الجمهورية كوليت خوري ووزير التعليم العالي عاطف نداف، ورئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية في سورية السفير أنور عبد الهادي، وكانت برعاية وزير السياحة بشر اليازجي.
وخلال تواجده في دمشق لم يتم نشر أي مقابلة أو خبر عن المطران حنا وذلك حرصا من الدولة السورية على ضمان عودته سالما إلى القدس.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن