ثقافة وفن

من يحاول «استغبائي» فربما يتسبب لي بجلطة … روعة ياسين لـ«الوطن»: أبتعد عن «تلطيش الحكي» وشائعات الزواج لا تزعجني

| وائل العدس

شاركت في خمسة أعمال خلال الموسم المنصرم، هي «وردة شامية» و«بقعة ضوء 13» و«سنة أولى زواج» و«قناديل العشاق» و«أحمد بن حنبل».
ترى أن الدراما السورية عالجت العديد من المواضيع التي تمس الشارع السوري وهمومه، لكنها بحاجة أيضاً للمزيد لتزويد الشارع وتثقيفه وتثقيفنا، لتلامس جميع الأوجاع والنقاط المهمة والحساسة، ولكي نستطيع من خلالها التقرب من بعضنا بعضاً بتقريب وجهات النظر.
الممثلة السورية النجمة روعة ياسين حلت ضيفة على «الوطن» من خلال الحوار التالي:
كيف تقيمين إطلالاتك خلال الموسم الدرامي الأخير؟
يتملكني دوماً طموح كبير ولا أرضى عن عملي وحضوره مهما بلغ ذروته، لكني أرى أن حضوري كان جيداً، وخاصة أنني انتقيت أفضل العروض المقدمة.
وقد اخترت الأفضل نوعاً على حساب الكم، ولكن عندي أمل أن القادم أجمل وأحلى وأهم.

رغم مشاركتك في خمسة أعمال إلا أننا لم نرك في دور البطولة المطلقة؟
الأجدر أن يجيب عن هذا السؤال الشللية والمحسوبيات، ومع أني قد أثبت نفسي في البطولات الجماعية إلا أن الممثل يحتاج لدور بطولة مطلقة يثبته كفنان فإما أن يوصله إلى القمة أو أن يرجعه إلى المرتبة الأدنى.

عندما يختارك المخرجون لأي نمط يتجهون عادةً؟
لعبت دور البنت القوية مثل شخصيتي في مسلسل «حاجز الصمت» فأصبحت نظرة المخرجين تتجه لهذا الدور ففضلت التوقف عن أدائه لأني قادرة على لعب جميع الأدوار رغم أن هذه الشخصية ممتعة وأصعب بكثير من لعب شخصية البنت المسكينة التي تبكي باستمرار، وبالعموم أفضل أداء جميع الأدوار وعدم حصري بنمط واحد.

عادت الأعمال التاريخية هذا العام، وسجلتِ حضوراً في «أحمد بن حنبل»، هل تعتقدين أن ملامح وجهك تساعد على هذه المشاركات؟
أشعر بسعادة كبيرة عندما يهتم صناع الأعمال التاريخية بوجود الممثل السوري ضمن فريق العمل، وهناك إجماع على أن الممثل السوري أفضل من تكلم باللغة الفصحى.
أحببت شخصيتي في «أحمد بن حنبل» وأشعر بالمتعة عندما أتكلم الفصحى إلى جانب الأجواء التاريخية واللباس اللذين ينشران إحساساً بالثقل والفخامة، وهذا الموضوع يفرض وقاراً معيناً، وأنا أستمتع بكل التفاصيل التي ذكرتها.

هل تجيدين ركوب الخيل؟
بالتأكيد لا، أجده صعباً، والصعوبة تكمن لديّ بحمل السيف لأن وزنه ثقيل جداً، وقد تدربت على ذلك كثيراً، لكن رغم ذالك أشعر بالخوف من أن أتسبب بأذية الشخص الثاني الذي أتبارز معه.

هل تخافين من ردة فعلك؟
نعم لهذا السبب أشعر بالخوف، والأمر لا يقتصر على حمل السيف فهناك مشاعر تتضمن بعض العنف كشد الشعر وضرب الكف وغيرهما.

هل تذكرين أول مرة شاركت بمثل هذه المشاهد؟
نعم في مسلسل «ياسمين عتيق» كنا نصور مشهد مشاجرة بيني وبين إمارات رزق، وعندما انتهينا منه وجدنا يدينا مجروحتين، ومهما كنا حريصين فستتسبب هذه المشاهد بالأذية.

هل خضت نوعاً من المشاجرة في مسلسل «وردة وشامية»؟
نعم، في آخر مشهد لي مع الزميلة شكران مرتجى، كان عليها أن تضع المنديل على وجهي وتقتلني خنقاً، وقد خافت عليّ للأمانة، وهذه المشاهد صعبة لأن الممثل يشعر بالخوف وعليه توخي الحذر.

ما سر تعلقك بالأعمال التاريخية؟
أحب هذا النوع في حال تضمن العمل جرأة بالطرح وأن تعمل مع أشخاص يدركون ما يفعلون، فالممثل وحده غير قادر على إنجاز منتج مهم، ولابد من توافر نص جميل وشركة منتجة جيدة ومخرج يهتم بجميع الممثلين ولا يفضل ممثلاً على آخر، جميع هذه العناصر تكمل بعضها بعضاً وعلى جميع العاملين فيه أن يكونوا مسؤولين عنه وليس شخصاً واحداً.

أتقصدين بأن بعض المخرجين يهتمون بممثل على حساب الآخرين؟
طبعاً هناك مخرجون يركزون على شخص أو اثنين أو ثلاثة كحد أقصى يلعبون أدواراً أساسية، ويهتمون بأدائهم وخروجهم بأفضل صورة، وبالطبع يهتمون بخروج العمل بنتيجة مرضية وجيدة بكل الأحوال.
بعض الممثلين يلعبون مشهداً واحداً ويكون من أروع المشاهد في العمل ويلمع عبر هذا الدور، وبعض الممثلين يلعبون أدواراً أساسية ومساحة الشخصية كبيرة جداً لكنهم لا يضيفون أي جديد على المسلسل ويظهرون بطريقة ثانوية جداً.

ما أهمية اقتران الدراسة الأكاديمية مع الموهبة؟
الاختصاص الأكاديمي يضيف الكثير للممثل ولكن قبول الجمهور للممثل هو المقياس الأول والأخير لبروز الممثل، فأنا لست خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية، بل أحمل إجازة في الفلسفة وهناك الكثير من الفنانين غير الخريجين قدموا فناً لم يتوصل خريجو المعهد إلى تجسيد جزء منه.
وبكل الأحوال اشتغلت على نفسي كثيراً، وأعتقد أن مشاركتي في المسابقة الخاصة بملكة جمال البادية هي الحافز الأول، لأثبت لنفسي أنني قادرة على السفر والتجربة وحدي من دون الاتكال على أحد أو على أهلي، وبعد نيلي اللقب جاءت عروض تمثيلية من مخرجين ولم أكن قد فكرت مسبقاً في هذه المسألة.

وهل أسقطت دراسة الفلسفة على شخصياتك الدرامية؟
بالطبع، فالفلسفة علم يمكن الاستفادة منه في أي مضمار وبالأخص في التمثيل حيث يساعدني في تحليل الشخصية التي أؤديها وعلى هذا الأساس أضيف لمساتي عليها بعيداً عما هو مكتوب في النص. أما في حياتي الخاصة فدراسة الفلسفة علمتني أن أضع المبررات للأشخاص وهذا ما يجعلني مسالمة دائماً وبعيدة عن الصدام.

ما رأيك في تناول الدراما لقضايا المرأة؟
المرأة لم تحصل على حقها الوافي في الدراما المحلية والعربية حتى الآن، حيث إن معظم أدوار البطولة تكون من نصيب الرجل، وتأتي معظم الأدوار النسائية هامشية في الأعمال الفنية.

ما الدور الحلم الذي مازلت تنتظرينه؟
أتمنى أن أجسد شخصية تاريخية أو عربية مهمة يكون لها تأثير وحضور تاريخي أو فني أو ثقافي معين أو شخصية تكون صعبة لم ألعبها مطلقاً، غير أن هذه الأدوار كلها تتشابه وأصبحت مملة.

ماذا عن الأدوار الجريئة؟
لن أؤدي الأدوار الجريئة في سبيل الحصول على الشهرة، ولستُ مضطرة لأن أؤدي دوراً جريئاً كي أحصل على الشهرة، فالأدوار الجريئة لا يستطيع أي فنان أن يؤديها لأنها تحتاج إلى قناعة المشاهد.

هل تسعين إلى البطولة المطلقة؟
البطولة المطلقة لا تعني لي شيئاً، ولا تلهث وراء هذا النوع من البطولات، لأنه يحرق موهبة الممثل الحقيقيَّة، وأنا سعيدة بوضعي الحالي وثقة الجمهور بموهبتي، وأحمد الله أن الدراما السوريَّة تعتمد على البطولات الجماعية.

كيف تقيمين الدراما السورية بشكل عام؟
*جميل وجيد أننا مازلنا ننجز أعمالاً في ظل هذه الظروف الصعبة التي نعيشها منذ سبع سنوات، ولو تعرض أي بلد آخر لهذه الحرب لانتهت دراماه مهما كانت قوية.

لكن هناك مشكلات كثيرة؟
يعاني الوسط الفني الكثير من المشاكل، ومنها ندرة الأعمال وتدني مستواها والاستهتار بالفنانين، وأصبح الوسط الفني مكوناً من خليط كبير دون المستوى المطلوب، عدا انخفاض الأجر المادي، إضافة إلى عدم صناعة نجوم جدد على الساحة الفنية، وتكرار أسماء محددة في الأعمال الدرامية كافة.

كيف تصفين علاقاتك ضمن الوسط الفني؟
علاقاتي واضحة، أحب الجميع وأتواصل معهم باستمرار وأسعى أن تبقى المحبة موجودة، لكن إذا زاد الالتصاق عن حده فمن الممكن أن يتسبب بمشاكل أو إزعاج لأحد الطرفين، فالأفضل دوماً ترك مسافة صغيرة كي نحافظ على الأريحية بالتعامل.
ما المقومات التي أوصلت بعض الفنانات غير الموهوبات إلى الصدارة؟
ربما لأنهن جميلات ويتمتعن بحضور لافت، أو يحظين بنصوص مهمة أو ضخ إعلامي جيد تجعل الناس يعتقدون أنهن نجمات، فأغلب الناس لا يمتلكون الحرفة كي يعرفوا إن كان الممثل أدى دوره بالشكل الصحيح، على حين أبناء المهنة قادرون على التميز.

لكن الجمهور قادر على التمييز؟
صحيح الجمهور قادر على تمييز الفنان الموهوب، في الوقت نفسه الضخ الكبير يولد حالة من الانسجام، وأتمنى أن تكون هذه المرحلة عابرة وتنتهي بسرعة، لأن قيمة الفن السوري كبيرة جداً والممثل السوري له قيمته بكل الدرامات الأخرى ومعروف بحرفيته العالية رغم الأدوات البسيطة التي يمتلكها.

من اختار لك اسمك الفني؟
الفنان الكبير ياسر العظمة، وكان اسمي في السابق روعة مخللاتي ولكنه اختار اسم والدي كلقب لاسمي فأصبح روعة ياسين.

متى تفكرين بالاعتزال؟
لن أعتزل إلا عند إحساسي بعدم الانسجام مع الوسط الفني، ولا أفكر بالموضوع حالياً لأني قادرة على العطاء، ومؤمنة بموهبتي ولديّ الكثير لأقدمه.

بعيداً عن الدراما، تبتعدين عن توجيه رسائل مبطنة عبر وسائل التواصل الاجتماعي؟
صحيح لأني أحب معالجة مشكلاتي مع المعنيين مباشرة وأبتعد عن «تلطيش الحكي»، وأرى أن هذه الطريقة أفضل من إثارة المشاكل والبلبلة، وفي معظم الأحيان يتم فهم الأمور بطريقة بعيدة عن الحقيقة.

لكن هذه الأمور مفيدة أحياناً لإثارة البلبلة في الإعلام؟
أنا شخصياً لا أفضل اتباع هذا الأسلوب، لكن ممكن أن ألجأ إليه عندما تتفاقم الأمور مع أحد، لكن في حال ما زلت قادرة على معالجة المشكلة مع أصحابها يكون الموضوع أسلم لي.
التشهير بالكلام سهل جداً وبكل بساطة أستطيع اليوم أن أكتب منشوراً وأثير مشكلة ما، وخلال دقائق يملأ صداها كل سورية، لكن هذا الأسلوب غير صحي وربما يشعر الشخص بالذنب بعد المشكلة ويتقدم بالاعتذار أو تنحل القصة بشكل ودي أفضل من أن تكبر وتنتشر على السوشل ميديا.

ما أكثر مصطلح يثير غضبك عبر السوشل ميديا؟
كلمة «مقصودة» تثير غضبي بشكل كبير.

كيف تتعاملين مع الشائعات؟
الشائعات تصدر من أشخاص بلا ضمير ولا أفهم ما غايتهم، وقد لاحقتني شائعات الزواج لكنها لا تزعجني وأراها عابرة لأن الحقيقة تظهر سريعاً
أعتبر الشائعات إحدى سلبيات مهنتنا فأي شخص يظهر على الشاشة سواء كان مشهوراً أم لا سيتعرض للشائعات، وأراها طبيعية ما دامت خالية من التجريح ولا تتعدى حدود الزواج والطلاق.

ما الذي تغير بحياتك خلال السنوات الأخيرة؟
جميع الطقوس تغيرت ولم تعد كالسابق، العلاقات الأسرية والحميمية والمحبة.

ما أكثر الأمور التي تثير غضبك وعصبيتك؟
الكذب والغباء، والشخص الذي يحاول «استغبائي» ربما يتسبب لي بجلطة.

كيف تتصرفين حينها؟
لا أعصب، وإنما تتغير ملامح وجهي، وعموماً أمتلك طاقة تحمل لكن عند انتهائها لا أستطيع أن أضغط على نفسي «وبصير أرجف».

هل تتقبلين الكذبة البيضاء؟
ليس لها طعمة لكنها تمر، لكن لا أتمكن من تقبلها في حال تسببت بأذى للشخص ذاته أو لأحد أفراد عائلته.

الشخص العصبي يتمتع بحساسية مفرطة.. هل هذا صحيح؟
صحيح لكنني عملت على التقليل من حساسيتي ورأيت أن القصة تتعلق بالمورثات، والدي رحمه اللـه كان عصبياً جداً وهذا طبع بالنهاية، وأنا أحسد كل شخص هادئ وأعصابه باردة.

ماذا يشكل المال لك؟
لا أجيد التعامل مع الأموال ولا أشعر بالراحة إلا بعد أن أصرف كل نقودي على مبدأ «اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب»، والحمد لله ظابطة معي».
أكره الشخص البخيل وأعتبره إنساناً مريضاً ولا يستمتع بحياته، وخاصة من يبخل على نفسه وعلى لقمة عيشه، الحياة قصيرة لمَ لا نستمتع بها ونمتع من حولنا؟

هل تدخرين الأموال؟
بوضعنا الحالي وبأجورنا الحالية مقدار الصرف أكبر بكثير من مقدار الدخل «وكيف عم تظبط معنا ما بعرف.. ههه».

هل تستخدمين الورقة والقلم وتسجلين ما تقومين بصرفه؟
أبداً ولا مرة في عمري اتبعت هذه الطريقة ولا أتقن العدّ، لكنني لا أصرف بشكل عشوائي وأعلم تماماً أين أضع أموالي وأستمتع بذلك.

هل تهتمين لكلام الآخرين؟
لا أهتم في حال كنت على صواب وأعلم ما أفعل.

وماذا عن جمالك؟
جمالي طبيعي ولم أقم بأي عملية تجميل، وأعمالي القديمة شاهدة على ذلك.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن