رياضة

سلة الكرامة على حافة الهاوية والقيادة الرياضية تراقب فقط

| مهند الحسني

منذ أن اعتذرت الإدارة السابقة عن إتمام مهامها في مجلس إدارة نادي الكرامة بعد أن أدت رسالتها تجاه النادي حسب تقديرها، ووصلت بها عبر فريق عمل جماعي متكامل متفاهم، يجمع بين الخبرة والشباب، وبين المعرفة الإدارية والقدرات الفنية، ونحن نلمس منذ ذلك الحين في نادي الكرامة حرباً مبطنة على بعض الكوادر التي تمكنت من تطوير لعبة كرة السلة بالنادي، وحققت إشراقات لا يمكن أن تنسى في تاريخ اللعبة، ودأبنا على تكذيب أنفسنا بأن الأمر محض الصدفة، وبأن ما نحس به ليس إلا افتراضات نتجت عن طبيعة حجم العمل في نادي الكرامة، وتشعب المهام فيه، وبحكم عدم تدخلنا في تفاصيل كرة القدم بالنادي جيرنا كل هذه الاحتمالات لعدم إلمامنا بكواليس كرة القدم التي باتت تغنج بكل ما لذ وطاب من ميزانية النادي على حساب باقي الألعاب، إلى أن جاء الدور على لعبة كرة السلة التي شكلت ثمرة يانعة من عمل متراكم ومتواصل على مدار أربع أو خمس سنوات دأب خلالها مجلس الإدارة السابق على رؤية كرة سلة بالعين نفسها التي يرى فيها كرة القدم رغم البون الشاسع بين إنجازات اللعبتين منذ ثلاث سنوات، واستمرت الرعاية والعناية بهذه اللعبة حتى حققت الإنجاز الذي كان الحديث عنه قبل عامين يشبه الإعجاز، بعدما حقق الفريق مركز الوصافة قبل موسمين، وكان نداً قوياً لجميع الفرق، لتنقلب الأمور رأساً على عقب، وليظهر الحاسدون وأصحاب الأفق الضيق على حقيقتهم، وبوجههم الحقيقي عندما تخلوا هذا الموسم عن تفاصيل اللعبة ودعمها التي أعادت رياضة النادي إلى منصات التتويج، وهي في أوج عطائها، وهي بأمس الحاجة للدعم.

حقائق
ويتأكد الجميع بأن الشعارات الطنانة والطبول التي قرعوا عليها من باب المواربة والمماحكة مع الحقيقة انكشفت وسقطت أوراق التوت عن عوراتهم عندما وضعت الوعود على المحك، فثبت أنها مزيفة، وبأن من أطلقها لم يطلقها إلا لأن عنده قناعة بأن وصول الفريق لدائرة الأربعة الكبار مستحيل، فلا مانع من بيع السمك في البحر ما دام لا ضريبة على الكلام، وأكبر دليل على صحة هذا الكلام اللامبالاة التي تنتهجها الإدارة الحالية مع اللعبة، ومحاولة إبعاد بعض الكوادر بحجة أن إقصاءهم يصب في مصلحة النادي، وليت الأمور توقفت عند هذا الحد، فحالة الاستقرار الإداري والفني التي كانت السبب الرئيسي في تحقيق اللعبة للإنجازات قد أصبحت في مهب الريح، لأن وقت تصفية الحسابات وإثارة الضغائن قد أتى، وإن كانت الضغينة ستدمر أحلام الفريق وطموحاته، وإن أدت هذه الضغائن إلى إبعاد أشخاص أفنوا عمرهم ووقتهم وجهدهم في إيصال الفريق إلى ما هو عليه الآن، يبدو أن نادي الكرامة ليس بعيداً كما كنا نتوقع عن واقعنا الرياضي الحالي، فهو مملوء بأعداء النجاح، وحاله حال كل المرافق التي تعشش فيها طيور الظلام.

قبل فوات الأوان
ما يحصل لسلة الكرامة ليس أمراً يخصها وحسب، وإنما هو حادثة يجب على القيادة الرياضية التواضع قليلاً من أجل الإسراع في معالجة المشكلات قبل أن تتفاقم، وتصل مرحلة يصعب فيها إيجاد الحلول، أنقذوا سلة الكرامة قبل أن يأتي يوم نترحم فيه على إنجازاتها ونتائجها، واللبيب من الإشارة يفهم.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن