رياضة

بعد الخروج من الدور الثاني لنهائيات آسيا … سلتنا نتائج مقبولة وأداء يبشر بالخير

| الوطن

بعد انتهاء مشاركة منتخبنا الوطني بكرة السلة في نهائياًت آسيا كان لابد من وقفة محايدة وموضوعية لتقييم أداء المنتخب أفراداً ومجموعة، فالنتيجة التي حصل عليها المنتخب مقبولة، وإن كان أمامه فرصة تاريخية للحصول على مركز أفضل، والتأهل للدور نصف النهائي في ظل ضعف بعض المنتخبات التي واجهها، والتي يمر أغلبيتها في مرحلة التجديد والبناء، ولو امتلك المنتخب كل مقومات التحضير المثالي، الذي يوازي حجم وقوة البطولة، وظروف إعداد أفضل مما قدم إليه، وفترة أطول للوصول بلاعبين إلى مراحل متقدمة من الانسجام الفني، وخصوصاً في ظل وجود عملاقين تحت السلة( إيفان والحموي) في هذه البطولة، لكان حاله أفضل بكثير.

إيجابية الأداء
يسجل للمنتخب أداؤه الجماعي، وروح التعاون بين اللاعبين، وتعدد الخيارات أمام المدرب من حيث اللاعبين، ومن حيث طريقة اللعب، كما أن غياب الطواويس عن المنتخب خلق حالة من الألفة ظهرت واضحة أثناء وبعد المباراة، وهي بصمة فارقة لهذا المنتخب، فاللاعبون كانوا مدركين لمهامهم، ولما هو مطلوب منهم، ويعرفون تمام المعرفة حقوقهم وواجباتهم، كل هذه المقدمات أدت إلى نتائج مقبولة قياساً على فترة التحضير، والأداء كان جيداً رغم الخسارات، ولن ندخل هنا في باب المقارنات بين ما قدم للمنتخب، بالمقارنة على ما قدم لباقي المنتخبات المشاركة، لكوننا نؤمن بأن المقارنات تظهر المفارقات، وهنا ظلم كبير بالنسبة لمنتخبنا الذي كان أقل المنتخبات تحضيراً ومعسكرات خارجية ومباريات ودية، حتى مدرب منتخبنا هو أقل مدرب من حيث الأجر الذي يتقاضاه، وينطبق الحال على اللاعب المجنس إيفان الذي انضم للمنتخب بشروط متواضعة مادياً قياساً على باقي اللاعبين المجنسين الذين لعبوا لباقي المنتخبات المشاركة، وأكبر مثال منتخب لبنان الذي تحضر بطريقة لا يمكن أن نحلم بها، وصرف عليه الألاف المؤلفة من الدولارات، ولعب بين صفوفه لاعبون مجنسون من طراز خمس نجوم، ولعب على أرضه وبين جمهوره ومع ذلك لم يتمكن من التأهل للدور نصف النهائي، نحن مع الملاحظات التي سجلها المتابعون على أداء منتخبنا، وهي محقة في جوانب عديدة منها، لكن المنطق يفرض علينا أن نتعامل معها بحكمة، وبما فيه خير هذا المنتخب في المراحل القادمة.
الشكر واجب
قبل أن نخوض في الأسباب والنتائج فإن التحية واجبة لكل من عمل في هذا المنتخب ولو بكلمة، والتأهل للدور الثاني وأياً كانت مقومات هذا التأهل هو المطلوب وهو جيد، لاعبونا لم يقصروا، وقدّموا ما بوسعهم أن يقدموه في هذه البطولة، وبالتالي فإن التحية واجبة لهم، فشكراً لمن اجتهد وبذل العرق ليكون منتخبنا بين اثني عشر منتخباً بالقارة الصفراء.

نظرة فنية
لا يختلف أحد بأن منتخبنا قد أضاع فوزاً كان في متناول يديه في المباراة الافتتاحية، حيث ضاع بداية المباراة أمام الأردن ليصل الفارق إلى أربع عشرة نقطة، لكنه عاد بالربع الثالث، ونجح في تقليص الفارق عن طريق طارق الجابي الذي بدأ المباراة احتياطياً، وفي الربع الرابع اقترب فريقنا من الفوز، ولكن ضعف التغطية الدفاعية على القوس أعطى الأردنيين عدة نقاط في أوقات خرجة لتنتهي المباراة بفوز الأردن بفارق نقطتين.
في المباراة الثانية مع إيران حاول فريقنا مجاراة الفريق الإيراني في البداية، ولكن فارق اللياقة واللعب الجماعي وقوة البدلاء والخبرة، أعطت فوزاً سهلاً للمنتخب الإيراني بفارق أربع وعشرين نقطة.
في المباراة الثالثة مع الفريق الهندي ورغم البداية الضعيفة لمنتخبنا، غير أن تألق اللاعب المجنس إيفان من تحت السلة، والهجمات السريعة لطارق الجابي، وتمريرات وليم الحاسمة، عوضت الفرق الكبير نسبياً في نصف المباراة الأول، وأدى تحول فريقنا إلى دفاع المنطقة، ودخول العملاق عبد الوهاب إلى قلب النتيجة لمصلحتنا، وهو الفوز الأول بفارق تسع نقاط، والتأهل إلى ملحق ربع النهائي، بعد أن حل منتخبنا بالمركز الثالث بالمجموعة متقدماً على الهند التي حلت رابعاً دون أي انتصار.

ضياع الحلم
في الدور الثاني قابلنا المنتخب الصيني ثاني المجموعة الثانية في ملحق ربع النهائي، وخلافاً للمباريات السابقة تقدم منتخبنا منذ بداية المباراة مع تألق إيفان وميشيل وجميل صدير، ولكنه توقف عن التسجيل في الربع الثالث وسط ارتباك غير مبرر في أدائه، حيث تمكن الصينيون من تسجيل ثماني عشرة نقطة متتالية أدت إلى تقدم الفريق الصيني بفارق خمس نقاط، وقبل النهاية بأربع دقائق يعود فريقنا ويستعيد توازنه قليلاً، ويحكم دفاعه، ويقلص الفارق إلى نقطيين مع ضياع اﻷمل اﻷخير بإضاعة رميتين حرتين في الثواني الأخيرة، لنخرج من البطولة لكن أداء منتخبنا كان رائعاً رغم الخسارة.
ومن أسباب خروج فريقنا أيضاً بشكل عام، ضعف الدفاع والأخطاء الشخصية الكثيرة على اللاعبين مع ضعف بالريباوند الهجومي وقلة البدلاء، ومن الحالات الإيجابية تحسن أداء الفريق، والروح القتالية العالية، وتطور أداء عدد من اللاعبين طارق الجابي ووليم حداد وعمر شيخ علي.

لا بد
أكدنا بأن العمل الرياضي ليس نتاج لحظة، والتخطيط في كرة السلة سيبقى قيد الدراسة، والتجارب من حولنا أثبتت وأثمرت، وما زلنا نختلف عليها وفيها، وحتى الآن لم نتخذ القرار ببناء كرة سلة صحيحة، ومازلنا نراهن على حالات قد تصيب حيناً لكنها تفشل معظم الأحيان، لذلك لابد من الإسراع في إيجاد المناخات الملائمة والمناسبة لإعداد المنتخب تحضيراً لتصفيات كأس العالم التي يفصلنا عنها شهران فقط.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن