سورية

أنباء عن موافقة منصتي «القاهرة» و«موسكو» على المشاركة في «الرياض 2» … مرعي: تغييب «معارضة الداخل» عن جنيف مقصود لأنها تمثل الشارع وليست تابعة

| الوطن

مع تركيز الأمم المتحدة على ضرورة تشكيل وفد واحد لمعارضات، «الرياض»، «موسكو» و«القاهرة» المدعومة من دول خارجية، وتعويلها على الاجتماعات المرتقبة لتلك المعارضات لتحقيق ذلك، تحضيرا للجولات القادمة من محادثات «جنيف» السورية، تشعر «معارضة الداخل» بـ«تغييب» مقصود لها عن مسرح محادثات جنيف، وتعتبر أن ذلك سببه «ضغط خليجي تركي وأميركي»، لأنها «تمثل رأي الشارع ومصلحة الشعب السوري وليست تابعة لجهات خارجية.
وفي مقابلة مع «الوطن»، قال أمين عام «هيئة العمل الوطني الديمقراطي» المعارضة التي تنشط في الداخل محمود مرعي: «يعقد لقاء الرياض2 بحضور المنصات الرياض وموسكو والقاهرة وهذه المنصات تمثل المعارضة الخارجية، ومرتبطة بدول وأجندات خارجية خليجية وإقليمية ودولية حتى سميت بأسماء دول، أما المعارضة الداخلية فهي مغيبة بضغط خليجي تركي وأميركي لأن هذه المعارضة تمثل رأي الشارع السوري ومصلحة الشعب السوري وهي ليست تابعة أو محسوبة على جهات خارجية».
وأدت ضغوط سعودية قادها وزير الخارجية عادل الجبير بنفسه على قادة «الهيئة العليا للمفاوضات» المنبثقة عن مؤتمر الرياض للمعارضة أواخر 2015 إلى رضوخها والدعوة إلى عقد النسخة الثانية من مؤتمر الرياض، حيث طلبت «العليا للمفاوضات» من السعودية قبل نحو أسبوعين، استضافة اجتماع موسع لها ونخبة من «القامات الوطنية السورية» ونشطاء ما سمته «الثورة»، من أجل توسيع قاعدة التمثيل والقرار على قاعدة بيان الرياض، داعية منصتي «القاهرة» و«موسكو» إلى المؤتمر منتصف الشهر الجاري، حيث رفضت المنصتان الدعوة، ما أدى إلى تأجيل «الرياض2».
لكن تقارير صحفية تحدثت مؤخراً عن أن منصتي «موسكو» و«القاهرة» وافقتا على «حضور اجتماع مع الهيئة العليا للمفاوضات في العاصمة السعودية الرياض، لبحث إمكانية ضمهما إلى «وفد المعارضة» الذي سيخوض «محادثات جنيف» القادمة».
كما تحدثت تقارير عن أن معارضات «الرياض» و«موسكو» و«القاهرة» تتجه إلى تشكيل وفد مفاوض واحد، وذلك في اجتماع تعقده في الرياض اليوم الأحد تمهيداً لعقد «مؤتمر الرياض 2» في تشرين الأول.
وقالت تلك التقارير: «بعدما كانت منصة القاهرة قد أعلنت نيتها المشاركة في الاجتماع، أرسلت منصة موسكو موافقتها المبدئية إلى «الهيئة العليا»، حسبما كشف رئيسها قدري جميل، موضحاً أن الذهاب إلى الرياض يرتبط بشروط معينة أرفقت مع الرسالة، رافضاً الإفصاح عنها قبل تلقي الإجابة عنها.
وتبع ذلك مؤتمر صحفي الخميس الماضي للمبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، تحدث فيه حول مسار التسوية السياسية في سورية، واضعاً جدولاً زمنياً جديداً لمحادثات إنهاء الأزمة، قائلاً: «إن اجتماعاً سيعقد في تشرين الأول بين منصات المعارضة الثلاث، الرياض والقاهرة وموسكو لتقويم الحقائق على الأرض». وأفاد بأنه قبل الاجتماع، سيتم عقد مشاورات دبلوماسية في جنيف مع فصائل المعارضة والحكومة السورية في منتصف أيلول المقبل، معرباً عن الأمل بأن تؤدي هذه المشاورات التمهيدية إلى «محادثات حقيقية جادة نتمنى أن تتم في تشرين الأول».
وتابع: «في ما يتعلق بالحكومة (السورية) نعول كثيراً على روسيا وعلى إيران وعلى أي طرف له نفوذ كبير على الحكومة السورية كي تكون مستعدة عند دعوتها إلى جنيف لبدء تفاوض حقيقي ومباشر مع أي منبر للمعارضة يحضر «المفاوضات».
وقال دي ميستورا: إنه يرغب في توحد «الهيئة العليا للمفاوضات» مع منصتي موسكو والقاهرة. وأوضح أنه تجرى حالياً محادثات بين «فصائل المعارضة»، ولكن ربما يتم عقد اجتماع رئيسي خلال الأسابيع المقبلة تعيد فيه الأطراف رسمياً تنظيم وفودها قبل المحادثات المباشرة مع دمشق. وزاد أن المعارضة «تحتاج إلى مزيد من الوقت للخروج بمقاربة أكثر شمولية، وربما حتى أكثر براغماتية»، موضحاً أن هناك «فرصة كبيرة للمعارضة لاستيعاب الحقائق على الأرض وإدراك ضرورة أن تتحد».
ويلاحظ من تصريحات دي ميستورا تركيزه على منصات «الرياض»، «موسكو» و«القاهرة»، دون أي ذكر لمعارضة الداخل والتي شاركت في عدة جولات سابقة من محادثات جنيف.
وقال مرعي في المقابلة رداً على سؤال حول مساعي «معارضة الداخل» لتلافي هذا التغييب: «على المعارضة الداخلية أن تجتمع بدمشق، وتتخذ موقفاً موحداً من هذه الأحداث وتبلغ الأمم المتحدة والدول الصديقة بموقفها والاحتجاج على تغييبها»، مشدداً على أن هذا التغييب «يخالف القرار الأممي 2254 والذي ينص على تمثيل أوسع طيف من المعارضات السورية» في محادثات التسوية في جنيف.
وأضاف: «للأسف السيد دي ميستورا يخالف القرار الأممي ويخضع لضغوط الدول الخليجية وأميركا». وتابع: «رغم أن المعارضة الداخلية حضرت عدة جولات في جنيف لكن في الجولات الأخيرة تم إقصاؤها بسبب الضغوطات السعودية والأميركية».
واعتبر أمين عام «هيئة العمل الوطني الديمقراطي» أن الأنباء عن قبول منصتي القاهرة وموسكو حضور «الرياض 2» «غير مفاجئة لأن منصة موسكو وخاصة (رئيسها) قدري جميل يسعى للتنسيق مع الرياض من عدة جولات والشروط (التي وضعها للاجتماع) هي للإعلام ليست أكثر من ذلك».
وإن كانت هناك مساع تبذلها روسيا لتلافي تغييب «معارضة الداخل» عن محادثات التسوية السورية، قال مرعي: «علاقة المعارضة الداخلية مع موسكو جيدة، ونحن ننسق معها، ونتواصل بشكل دائم، ولدى موسكو رغبة بتمثيل أوسع طيف من المعارضات السورية وخاصة الداخلية في جنيف وقد صرح بذلك أكثر من مرة السيد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف».
وإن كان لدى معارضة الداخل برامج أو مشاريع لمواجهة تغييبها عن جنيف قال مرعي: «المعارضة الداخلية سوف تقوم بالاتصال مع الأمم المتحدة والمبعوث الأممي السيد دي ميستورا والدول الصديقة روسيا والصين وإيران ومصر لتوضيح موقفها والاحتجاج على تغيبها من قبل دول مثل السعودية وأميركا».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن