بدأ الدرس أيها البرشا!
| خالد عرنوس
مازال عنوان «انتهى الدرس يا ريال» يرن في ذاكرتنا وقد عنونا به خبر فوز البرشا على الريال بنتيجة كبيرة قبل عدة أعوام، ويومها عاتبنا بعض عشاق الملكي على هذا الكلام على اعتبار أنه مشتق من اسم مسرحية لعب دور البطولة فيها الفنان الرائع محمد صبحي وتحمل اسم «انتهى الدرس يا غبي» وخاصة بعد فوز الملكي في أكثر من مناسبة على الكاتالوني ومنها في نيوكامب كما حدث في ذهاب كأس السوبر المحلية الأسبوع الماضي التي اكتملت حكايتها بفوز جديد إياباً وبمجموع أهداف بلغ 5/1 بعد عرضين جميلين من لاعبي المدرب زيدان.
لن نقول انتهى الدرس يا برشا ولكن سنقول بدأ الدرس يا فالفيردي فالوضع الذي ظهر عليه فريقه في مباراتي السوبر لا يسر حتى إن الكثيرين من محبي البلوغرانا رأوا فيه بداية غير مبشرة لعهد المدرب الجديد، وحسب المتفائلين منهم فإن فالفيردي لم يأت بعد أو إنه لم يبدأ موسمه حتى الآن.
في الذهاب استحوذ لاعبو البرشا كما هي العادة على الكرة لكن منافسيهم كانوا الأخطر على المرمى وبدوا الأقدر على الفوز وهو ما حصل، وفي الإياب لم يبحث عشاق الفريق عن اللقب معتبرين أنه انتهى في نيوكامب ولكنهم طلبوا فوزاً معنوياً، والأهم من ذلك رد مناسب على تألق لاعبي الميرينغي، إلا أن الذي حدث عكس ذلك فكان الكاتالوني شبحاً باهتاً وتائها لدريم تيم الذي شغل العالم خلال العقد المنصرم.
وربما قنع البرشاويون بالخسارة مجدداً ولاسيما أن الريال قدم عرضاً أخاذاً على الرغم من غياب رونالدو وبيل وإيسكو إلا أن المزعج لمحبي الكاتالوني كان استسلام لاعبيهم المرتبكين وعدم القيام بردة الفعل المنتظرة بل إن فريقهم خسر حتى ميزة الاستحواذ على الكرة في مرة نادرة منذ أيام غوارديولا ولا يمكن القبول بعذر رحيل نيمار فالفرق الكبرى لا تتأثر بلاعب مهما بلغ حجمه ولنا في غياب الدون البرتغالي درس طازج.
لقد خسر البرشا أمام فريق أجاد زيدان صناعته وإعداده وهو أمر أصبح من الماضي ويجب على فالفيردي استيعاب الدرس القاسي من أجل النهوض بفريقه إذا أراد المنافسة على الألقاب ومجاراة البلانكوس الذي لا يقهر كما يلوح بالأفق.
الفرق الكبيرة تمرض ولا تموت في عرف كرة القدم، والبرشا لن يموت بالتأكيد إلا أنه بحاجة إلى النهوض مبكراً من وعكة السوبر والمطلوب عمل كبير ومتكامل من الإدارة والمدرب واللاعبين وربما بعض الصفقات قبل فوات الأوان، فهل ينجح فالفيردي بإعادة البرشا إلى مكانته أم إن الوقت لن يسعفه وسيكون ضحية مبكرة لسوء الأداء قبل النتائج؟