سورية

أحد مكونات «التغيير والتحرير» يندد بقبول الجبهة المشاركة باجتماع الرياض … جاموس: «النظام» حريص على مستوى الحد الوطني أكثر من هذه المعارضات

| الوطن

ندد «تيار طريق التغيير السلمي» وهو أحد مكونات «الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير» المعارضة بموافقة الأخيرة على المشاركة في اجتماع الرياض الذي سيضم منصتي «الرياض» و«موسكو» للمعارضة، واعتبر أن هذه المشاركة «خاطئة»، لأنه «لا يجوز أن نفكر بأي عملية تنسيق مع معارضات هي بالأساس تصطف في الصف الأميركي والفاشي»، مشدداً على أن «النظام» حريص على مستوى الحد الوطني أكثر من هذه المعارضات.
وفي مقابلة مع «الوطن»، قال رئيس «رئيس تيار طريق التغيير السلمي» فاتح جاموس: «نحن في تيار طريق التغيير السلمي لا نزال طرفاً مشاركاً في التحالف في جبهة التغيير والتحرير المعارضة وهناك ضرورة بالتأكيد أن نوضح موقفنا».
وأضاف: «نحن نعتقد أن هذه المشاركة خاطئة، ونخطئها بالتأكيد، ونعتبرها تفصيلاً يصب في إطار منظومة المعارضات الخارجية والسبب أننا في التيار والجبهة، نعتبر أنفسنا بالأساس من خلال منظومتنا، أننا نخب نعبر عن طموحات كتلة اجتماعية واسعة في سورية، كتلة معارضة للنظام ومعارضة للفاشية الأصولية، ومن ثم لا يمكن أبداً أن نفكر ولا يجوز أن نفكر بأية عملية تنسيق مع معارضات هي بالأساس تصطف في الصف الأميركي والفاشي وهي لسان حال الفاشية».
وشدد جاموس: «نحن بالنسبة لنا يجب أن نكون على طاولة أي مفاوضات طرفاً مستقلاً تماماً لدينا برنامج وأهداف وأولويات محددة تجاه الفاشية، كما لدينا برنامج محدد تجاه النظام». وأضاف: «ومن ثم وإذا كان لا بد أن نقوم بأي عملية تنسيق يجب أن تقوم على أساس فهمنا أن المهمة المركزية هي مواجهة الإرهاب والفاشية، وفي هذه الحالة النظام أقرب لنا بكثير قطعاً من كل مجموعات المعارضات الفاشية».
وتابع: «وإذا فكرنا بهذا الأمر فهو جزء من منظومة الجبهة في إطار قيام جبهة شعبية واسعة من أجل مواجهة الفاشية وبالتأكيد على أساس تحالف ديمقراطي على حساب تراجع نهج النظام في الدكتاتورية وفي احتكار السلطة».
وأرجأت منصات «الرياض» و«موسكو» و«القاهرة» اجتماعها في الرياض أمس الى اليوم، لتأخر وصول وفد «منصة موسكو»، بعد أن أعلنت «منصة موسكو» في بيان لها وعلى لسان رئيسها قدري جميل رئيس «الجبهة الشعبية للتغير والتحرير» تلبية دعوة منصة الرياض للمشاركة في الاجتماع.
واعتبر جاموس، أن «المكان هو موضوع شكلي، ولكن جوهر الأمر لنا هو المحتوى تماماً».
وأوضح أن قيادة الجبهة لم تستشر«تيار طريق التغيير السلمي» بالأمر قبل إعلان موافقتها على المشاركة بالاجتماع، وقال: «أي أحد داخل إطار الجبهة في مثل هذا الموضوع لا يمثلنا أبداً والموقف هو مقاطعة الاشتراك في لقاء الرياض».
وسوغ جميل في تصريحات صحفية قبول دعوة «منصة الرياض»، بأن تأخير اجتماعات المعارضة لتشكيل الوفد الواحد، يعني تأخير استئناف المفاوضات المباشرة بين المعارضة والوفد الحكومي، وبالتالي استمرار نزيف الدم السوري، واستمرار الكارثة الإنسانية، والمخاطر المحتملة على وحدة البلاد، لكنه ذكر أن الجبهة لن تتخطى الثوابت التي تشكلت على أساسها، وستبذل جهدها لتشكيل وفد واحد، للإسراع بالحل السياسي التوافقي على أساس القرار الدولي 2254 دون اجتهادات وتفسيرات من أحد، باعتباره المرجعية الوحيدة لحل الأزمة السورية.
واعتبر جاموس أن كل «الأشياء التي ساقها قدري جزء من منظومة الاصطفاف مع المعارضة الخارجية»، لافتاً إلى أن «القرار 2245 حابى السعودية، وحابى «الهيئة العليا للمفاوضات» ونحن لسنا مضطرين لهذا التحابي».
وأوضح أن «القرار 2254 لا يفرض علينا عملية وفد واحد موحد أبداً، أو غير موحد، ولا يفرض علينا الحد الأدنى من التنسيق». وأضاف: «أي حد أدنى من التنسيق مع هذه المعارضات الخارجية هو تفصيل واقعي يؤكد الاتفاق في إطار المنظومة، أما الحوار فهو شيء مختلف كلياً عن التنسيق ووفد واحد ووفد موحد».
وقال: «حتى لو قال (المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان) دي ميستورا هذا الأمر إن كل الأطراف في جنيف تريده، أي أن يكون هناك فقط طرفان على الطاولة. أي الجميع يريد إسقاط الكتلة الاجتماعية الواسعة الطرف الثالث في الانقسام الوطني وتحول إلى طرفين ومعارضة في طرف واحد والسلطة في طرف آخر»، مشدداً على أن «هذا خضوع لمنطق المعارضة الخارجية ومنطق الصف الذي يحميها وهو واشنطن».
وأضاف: «نحن في الجبهة علينا أن نكون على أي طاولة. ليس إشكالاً أن يكون المكان في السعودية. الإشكال هو في طرح فكرة التنسيق أو الوفد الواحد أو الموحد، المشكلة هي في طرح فكرة التنسيق مع المعارضات الخارجية».
وتابع: «إن كان أحد يبحث عن معارضات وطنية نعتقد أن آخر أطراف يمكن أن نفكر بها هي المعارضات التي تمد يدها للأطراف الخارجية وخاصة واشنطن، كل من يطرح فكرة المعارضة الوطنية وغير وطنية فعليه أن ينفض يده من كل هذه المعارضات وأن يفكر بكل بساطة بمد يده للنظام فمهما كان النظام ديكتاتورياً فنحن نعتقد أنه حريص على مستوى الحد الوطني أكثر من هذه المعارضات بكثير».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن