رياضة

البوشي سيقود الاتحاد وحالة غليان غير مسبوقة

| حلب – فارس نجيب آغا

جاءت نهاية دوري المحترفين وسط برق وعواصف صعقت نادي الاتحاد بجميع أركانه، ولعل كل من تابع لقاء الختام أمام المجد وحالة القصف التي نالها الفريق من الجماهير عبر فصل لم تشهده ملاعب حلب على مدى تاريخها من خلال شتم جماعي على مدار شوطي المباراة وبحضور رئيس نادي الاتحاد الذي تابع كل التفاصيل عبر ظاهرة جديدة على ملاعبنا ما كنا نتمنى حصولها نهائياً من خلال هتك أعراض اللاعبين من دون تدخل أي من قياديي نادي الاتحاد ومحافظة حلب، وبناء على ما حدث تبعثرت أوراق الفريق وفَرط عقده حيث بات جمعهم أمراً بالغ الصعوبة من خلال رمي كل المخلفات عليهم وعدم وضوح الصورة لدى مجلس الإدارة الذي ظهر عاجزاً عن توصيف المشهد واحتوائه من دون إيجاد حل لما حدث من فوضى غير معهودة وتبدو غريبة على نادي الاتحاد وهي لا تدخل في خانة المصادفة أو شحنة غضب تم إفراغها لأنها تعدت كل الخطوط الحمراء.
للأسف القضية تشعبت بعد نهاية لقاء المجد وطالت الإعلام الذي دخل معركة ليست بتوقيت مناسب مع لاعبي الفريق وأدى لنشر الغسيل على صفحات موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك، حيث حشد كل طرف ما لديه من جماهير وبدأ القصف وهو ما كنا نؤكد على عدم صحته في هذا التوقيت لكن المشكلة لم يعد هناك كبير في نادي الاتحاد ولم نشاهد إنساناً عاقلاً سعى لتهدأ النفوس، بل قام البعض بصب الزيت على النار وتأجيج الخلاف أكثر، ومسؤولو حلب لا حس ولا خبر وكأنهم يعيشون خارج البلاد.
الهزائم المتلاحقة وحالة الغليان كان لا بد من ترميمهما بسرعة عل الجماهير تنشغل بما هو قادم من خلال الحوار مع المدرب مهند البوشي الذي تم الاستغناء عنه قبل بداية الموسم الحالي وهو الذي نال المركز الثالث مع لاعبين شبان، وها هو اليوم يتم الاستنجاد به وبمساعده أنس صاري من أجل العودة إلى قرار يؤكد مدى حالة الإرباك والارتجالية التي حدثت وكانت نتائجها كارثية على النادي لتصل الأمور حداً تخطى فيه البعض كل الأعراف ليصبح النادي مرتعاً لتصفية الحسابات في ظل غياب تام لمجلس الإدارة الذي حيد نفسه وبقي منطوياً على ذاته.
البوشي بات الآن الخيار الحالي مع الصاري الذي كانت له بصمة بيضاء الموسم الماضي من خلال إحراز المركز الثالث مع فريق نصفه من الشبان اليافعين بعيداً عن المحترفين بعد أن دفع عليهم عشرات الملايين وخرجوا بخفي حنين، الأمور وصلت درجة متقدمة مع البوشي، وتبقى الخطوة الأخيرة التي طالب بها المدرب التوقيع مع كادره لموسم كامل وعدم محاسبته على نتيجة ما ستخرجه به مواجهة الاتحاد مع المحافظة في ربع نهائي كأس الجمهورية لأنه غير مسؤول عن ذلك، ومنحه الوقت الكافي لانتقاء اللاعبين وتحضيرهم للموسم الكروي الجديد، فيما لم تهدأ النفوس وسط حالة ترقب ربما تحمل الكثير من الإشكالات في حال عدم طيها وإن لم تصل الرسالة لقيادة حلب حتى الآن رغم كل ما حصل، فنتمنى على القيادة في دمشق التدخل وتحريك أصحاب الشأن بحلب وحثهم على أخذ المبادرة ولمّ الشمل الاتحادي الذي بات في وضع لا يحسد عليه مع غياب تام للفريق خلال الأيام الماضية عن المران في مشهد يعكس واقع الحال المؤسف.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن