سورية

شرق دمشق هادئ.. وتحركات إسرائيلية لزعزعة اتفاق الجنوب

| سامر ضاحي

مع تواصل الاستقرار في منطقتي «تخفيف التصعيد» في جنوب غرب البلاد ووسطها، عم الهدوء على جبهات شرق العاصمة لأول مرة منذ انطلاق عمليات الجيش العربي السوري المكثفة هناك، على حين كانت «إسرائيل» تقوم بتحركات ميدانية تهدف إلى زعزعة اتفاق الجنوب.
وفي اتصال أجرته «الوطن» مع مصدر ميداني في شرق العاصمة، أكد الأخير أن الأوضاع هادئة ولا جديد على جبهات عين ترما أو حي جوبر الواقع شرق دمشق.
وشدد المصدر على أن الهدوء بدأ ليل أول من أمس واستمر حتى ساعة إعداد هذا التقرير، لافتاً إلى أن هناك سماع رشقات من بنادق بين الفينة والأخرى لا تؤثر على خرق هذا الهدوء.
وأوضح: «نحن صامدون ومتيقظون لصد أي هجوم مباغت تقوم به جبهة النصرة الإرهابية»، مؤكداً أن الجيش رد بقوة فقط عندما استهدف مسلحو جوبر الأبنية المقابلة لشركة سيرونيكس بعدة قذائف ليعود بعدها الهدوء إلى ما كان عليه.
سبق ذلك ليل الأحد ظهور لرئيس المكتب السياسي لميليشيا «جيش الإسلام» محمد علوش على قناة معارضة كشف خلاله أهم بنود الاتفاق مع روسيا في القاهرة والذي أعلن عنه في 22 الجاري مقراً بأنه يأتي «في إطار الحل السياسي وليس بديلاً عن الحل السياسي» وهي النقطة التي طالما أكدت عليها الحكومة السورية.
ولخص علوش بنود الاتفاق بـ«فك الحصار عن الغوطة الشرقية، والبدء بإدخال المساعدات الإنسانية عبر الأمم المتحدة، ورفض تهجير أي مدني أو مقاتل من الغوطة، واحتفاظ الميليشيات بأسلحتها وعدم تسليمها للجيش السوري إضافة إلى عودة اللاجئين المهجرين من الغوطة إلى منازلهم، ووضع آلية للإفراج عن جميع المعتقلين، «عبر بدء التفاوض مع الجانب الروسي حول هذه النقطة» وكذلك إعادة إعمار المنازل والأحياء المدمرة».
تبع ذلك أمس إعلان ما يسمى «المجلس الإسلامي السوري» عن اتفاق بين «جيش الإسلام» و«فيلق الرحمن»، من دون أن يورد الطرفان السابقان أي تأكيد أو نفي، وأعرب «المجلس» في حسابه على فيسبوك عن أمله في الوصول إلى «الاندماج الكامل».
وفي منطقة تخفيف التصعيد شمال حمص حاول رئيس ما يسمى غرفة «عمليات الدار الكبيرة» النقيب الفار طه عطية إعادة لم شمل الغرفة بتأكيده إنها ما زالت تعمل «وأنهم يتواصلون مع الميليشيات التي انفصلت عنها لإعادتهم» بعد إعلان 6 ميليشيات منها حل الغرفة، وتعيين ممثل عنها في «اجتماع القاهرة» من دون موافقة بقية الفصائل بحسب مواقع معارضة.
بدورها أكدت أمس النشرة الإعلامية لمركز المصالحة الروسي بين الأطراف المتحاربة في سورية حول مراعاة نظام وقف الأعمال القتالية، أن «الموقف العملياتي في مناطق تخفيف التصعيد يعتبر مستقراً»، رغم أنها أوردت أنه و«خلال 24 ساعة ماضية رصد الجانب الروسي للجنة الروسية التركية المشتركة الراصدة على خروقات نظام وقف الأعمال القتالي 5 خروقات، مشيرة إلى إسقاط 21 طناً من المواد الغذائية في مدينة دير الزور عن طريقة المظلات عبر شركة «أباكان أير» الجوية الروسية»، وبالتعاون مع الأمم المتحدة.
جنوباً كشف مصدر مقرب من المعارضة لـ«الوطن» عن تحركات إسرائيلية مشبوهة جنوباً في إطار سعي حكومة الاحتلال لزعزعة الاتفاق الذي لا يوائم مصالحها.
وتناقلت تقارير صحفية معلومات عن فشل زيارة وفد جهاز «الموساد» إلى واشنطن والذي تم خلالها بحث اتفاق تخفيف التصعيد في جنوب سورية، في إشارة إلى رفض أميركا للمطالب الإسرائيلية.
وقال المصدر: هناك تحركات ميدانية، مشيراً إلى أن المعلومات تفيد بأن «إسرائيل» تقوم بدعم ميليشيات في القنيطرة بعتاد عسكري وتوجهها لقصف مناطق تحت سيطرة الجيش السوري ليقوم الأخير بالرد، فتتخذ إسرائيل ذلك ذريعة كالعادة «سقوط قذائف» للتحرك وفرض أمر واقع في القنيطرة». واعتبر المصدر أن الجهات التي تدعمها إسرائيل لا تزال «منبوذة من المعارضة وأقرب إلى جماعة زعران بالمعنى الحقيقي» كون الميليشيات في القنيطرة ودرعا تعلم أن أي خرق لاتفاق تخفيف التصعيد قد يجر عليها عملية عسكرية ضخمة للجيش السوري وحلفائه وهو ما لا ترغب به حالياً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن