سورية

«نيويورك تايمز»: مواجهة المتطرفين وإنهاء الحروب الطائفية مسؤولية دول المنطقة

وكالات

عشية قمة كامب ديفيد، أكدت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أن مكافحة الإرهاب وإنهاء الحروب الطائفية تقع على عاتق دول المنطقة وبالأخص السعودية وإيران وليس الولايات المتحدة، داعيةً تلك الدول إلى تنحية خلافاتها جانباً وقتال المتطرفين جنباً إلى جنب.
وفي افتتاحية عددها الصادر أمس، أشارت الصحيفة إلى توسع تنظيم داعش خارج سورية والعراق، ما دفع العديد من الدول الـ60 أعضاء التحالف الدولي لمكافحة التنظيم الإرهابي، إلى الضغط على الإدارة الأميركية من أجل نقل المعركة لتستهدف الجماعات الإرهابية التي أقسمت بالولاء لداعش.
وأشارت إلى أن تلك المطالبات تنطوي من الناحية النظرية، على امتداد عمليات قوات التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة، إلى ليبيا، حيث أرسل داعش مجموعة من المقاتلين لتأسيس فرع له من المسلحين المتطرفين في البلاد، وكذلك سيناء، حيث بايعت جماعة «أنصار بيت المقدس» زعيم تنظيم داعش الإرهابي أبا بكر البغدادي.
ويقدر مسؤولون في الاستخبارات الأميركية، وفقاً للصحيفة، عدد المقاتلين المتطرفين التابعين لداعش داخل سورية والعراق بنحو 31 ألف مقاتل، إضافة إلى ما لا يقل عن 200 من المتطرفين في الأردن ولبنان والسعودية وبلدان أخرى تعهدوا بالولاء للتنظيم الإرهابي.
ورأت «نيويورك تايمز» أنه من الضروري مناقشة أي توسع في الحملة على داعش أو غيره من الجماعات الإرهابية، بدقة وعلناً، من واشنطن وشركائها في التحالف، مشيرةً إلى أنه أمر «خطر وغير حكيم» افتراض أن التعهد بالولاء للتنظيم من الجماعات الأخرى، يعني تقاسم الموارد أو خضوع هذه الجماعات لسيطرة التنظيم، وأكدت أنه «سيكون خطأً فادحاً أن يجري التعامل مع جميع الجماعات المنشقة على أنها نوع واحد من التهديد».
واعتبرت الصحيفة الأميركية أن المشكلة لا تنحصر في داعش أو غيره من الجماعات الإرهابية، مشيرةً إلى وجود تهديدات أخرى تعصف باستقرار الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ووسط آسيا، مثل «الصراعات الطائفية المستعصية» و«فشل» بعض الدول مثل ليبيا واليمن بسبب الانهيار شبه الكامل للسلطة الحكومية والنظام المدني، وأكدت أن هذه الأوضاع تجعل «السبيل لإيجاد إستراتيجية متماسكة وفعالة للتعامل مع التحديات، أصعب كثيراً».
وخلصت للقول إنه على حين تلعب الولايات المتحدة دوراً قيادياً، فإن المسؤولية الرئيسية في مواجهة الجماعات المتطرفة وإنهاء الحروب الطائفية تقع على عاتق دول المنطقة، بما في ذلك السعودية وإيران، مشددةً على أن ذلك «يتطلب منهم تنحية عداواتهم جانباً والتعاون معاً بل وقتال الإرهابيين جنباً إلى جنب».
وصحفية «نيويورك تايمز» هي أكثر وسائل الإعلام الأميركية قرباً من إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما. واللافت أن افتتاحيتها جاءت عشية التحضيرات لانعقاد القمة الأميركية الخليجية في كامب ديفيد.
وكان أوباما قد قال في مقابلة نشرتها الصحيفة الشهر الماضي: إنه سيجري «حواراً صعباً» مع حلفاء الولايات المتحدة العرب في الخليج. وأشار إلى أنه يريد أن يناقش مع الحلفاء في الخليج كيفية بناء قدرات دفاعية أكثر كفاءة، ويريد طمأنتهم على دعم الولايات المتحدة لهم في مواجهة أي هجوم من الخارج، وأضاف: «هذا ربما يخفف بعضاً من مخاوفهم ويسمح لهم بإجراء حوار مثمر أكثر مع الإيرانيين».
وشدد على أن أكبر خطر يتهدد دول الخليج ليس التعرض لهجوم من إيران إنما السخط داخل بلادهم، سخط الشبان الغاضبين العاطلين والإحساس بعدم وجود مخرج سياسي لمظالمهم، وتساءل: «كيف يمكننا تعزيز الحياة السياسية في هذه البلاد حتى يشعر الشبان السنة أن لديهم شيئاً آخر يختارونه غير (داعش)»؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن