قضايا وآراء

نتنياهو في سوتشي من جديد

| نعيم إبراهيم 

يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم في سوتشي، رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو الذي يزور روسيا للمرة الخامسة خلال الـ16 شهراً الأخيرة، ومن المؤكد أن يكون الملف السوري على رأس أولويات المحادثات بين الجانبين، فماذا يحمل نتنياهو في حقيبته إزاء تطورات هذا الملف، وكيف سيكون الموقف الصهيوني بعد خطاب الرئيس بشار الأسد في مؤتمر وزارة الخارجية والمغتربين قبل أيام في دمشق؟
لعل ما ذكرته بعض وسائل الإعلام الصهيوني في تحليلها لخطاب الرئيس الأسد وتأكيدها أن الخطاب «يمثل بداية مرحلة جديدة صعبة على إسرائيل»، يدلل على طبيعة استحقاقات المرحلة المقبلة من الصراع العربي الصهيوني، حيث الرؤية والمواقف الثابتة لسورية لم تتبدل أو تتراجع لجهة إدامة الصراع الوجودي ودعم المقاومة العربية الحقيقية، رغم الحرب الظالمة التي يشنها الأعداء منذ أكثر من ست سنوات ضد الدولة السورية، وهذا يجزم أن العدو الصهيوني وحلفاءه فشلوا فشلاً ذريعاً في محاولاتهم تقسيم وتدمير سورية على الصعد كافة، وأن كل ما فعلوه ليس إلا حرثا في الماء.
كان آخر لقاء جمع نتنياهو ببوتين في شهر شباط الماضي، على حين أعربت جهات سياسية وعسكرية صهيونية عن تخوفات حول اتفاق وقف التصعيد الذي أعلنت عنه روسيا في محافظة درعا، والتي تمتد على الحدود مع الأردن ومحافظة القنيطرة التي احتل العدو الصهيوني معظمها عام 1967.
لقد شن الاحتلال الصهيوني عشرات الاعتداءات ضد الأراضي السورية وقصف أهدافا، قيل إنها تابعة لحزب اللـه وصواريخ يحاول تهريبها إلى لبنان، بينما أكدت التطورات والحقائق أن هذه الاعتداءات تأتي من أجل مساعدة تنظيم داعش وجبهة النصرة وكل الفصائل الإرهابية، ووقف الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري وحلفاءه كل يوم في كل الجبهات على الجغرافية السورية.
هذه الانتصارات تجبر نتنياهو من جديد إلى الذهاب زحفا إلى موسكو من أجل التوسل إلى الرئيس بوتين لأنه يخشى من انتصار محور المقاومة على الإرهابيين ورعاتهم وداعميهم، وهذا من وجهة نظر نتنياهو يمثل فشلا لخطته وبرنامجه على مدار ستة أعوام خلت، بتمويل من المال العربي وتحديداً الخليجي.
نعود للتأكيد أن خطاب الرئيس الأسد تضمّن الكثير من معالم خريطة طريق نحو المُستقبل، نحو «سورية الجديدة»، كما يراها تحديدًا، سورية الوطنية والقومية العربية المقاومة بأساليب وتكتيكات جديدة في كل الميادين العسكرية والسياسية والاقتصادية والثقافية والتنموية والمجتمعية التي تخدم إستراتيجية الصراع والبقاء، واعترف العدو الصهيوني على لسان محلليه بأن هذا الخطاب هو خِطاب ما قبل إعلان النصر الذي أصبح قريباً، وقال أحدهم على إحدى القنوات التلفزيونية الصهيونية الرئيسية: «إن العجلة لم تنقلب على الأسد، بل إن الأسد هو الذي يَنقلب عائداً إلينا».
لقد وصلت الرسائل السورية إلى العدو قبل الصديق، ولهذا يزحف نتنياهو من جديد اليوم إلى روسيا متوهما أن «أبو علي بوتين» يمكن أن يفرط بسورية ومصالح روسيا فيها وعموم المنطقة وهي مصالح تكاملية في كثير من جوانبها ضمن المعادلتين الإقليمية والدولية حيث سورية محور العالم، كانت وستبقى، وأن الأرض السورية والعربية المحتلة لابد عائدة إلى أهلها بالمقاومة والصمود، لأن ما أخذ بالقوة لا يسترد بغيرها، ولذلك سيعود نتنياهو من سوتشي مرة أخرى خائباً وصاغرا.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن