سورية

«منصة موسكو» رفضت مطلب تنحي الرئيس الأسد.. و«معارضة الرياض» لم تقبل بالإبقاء على دستور 2012 … اجتماع الرياض يتوج بالفشل

| الوطن

فشل اجتماع الرياض الذي جمع منصات «الرياض» و«موسكو» و«القاهرة» المعارضة واختتم أمس في التوصل إلى اتفاق على تشكيل وفد واحد لتلك «المعارضات» يشارك في جولات محادثات جنيف السورية السورية المقبلة، وذلك بعد رفض «منصة موسكو»، «الإقرار بأي نصٍّ يشير إلى مطلب الشعب السوري برحيل (الرئيس) بشار الأسد»، وكذلك رفض «منصة الرياض» مطالب «منصة موسكو» بالإبقاء على دستور 2012 مع بعض التعديلات.
واختتم أمس اجتماع الرياض الذي استمر يومين وجرى خلاله مناقشة مسألة الاتفاق على برنامج سياسي مشترك، وتشكيل وفد واحد للمنصات الثلاث، وشارك فيه وفد يمثل وفد «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة إلى جنيف برئاسة نصر الحريري، وممثلين عن «منصة القاهرة» بينهم، جمال سليمان، ووفد عن «منصة موسكو»، برئاسة قدري جميل.
ولم يصدر بيان رسمي بخصوص سير الاجتماعات، إلا أن منصتي «القاهرة» و«الرياض» اتهمتا «منصة موسكو» بتعطيل التوافق.
وفي رسالة تلقتها «الوطن»، من جميل أمس قال: «انتهى قبل قليل اجتماع الرياض بين وفد الهيئــة العليا للمفاوضات ومجموعتي القاهرة وموسكو»، مشيراً إلى أن الاجتماع ناقش «الاتفاق على برنامج سياسي مشترك».
وقال: «لقد رفض ممثلو مجموعة موسكو الإقرار بأي نصٍّ يشير إلى مطلب الشعب السوري برحيل (الرئيس) بشار الأسد، وألا يكون له أي دور في السلطة الانتقالية، إضافة إلى مطالب مجموعة موسكو بالإبقاء على دستور 2012 مع بعض التعديلات، وهو الأمر الذي لا يمكن للهيئة العليا أن توافق عليه».
كما أصدر «وفد قيادة منصة موسكو» بياناً جاء فيه: جرى التركيز في المناقشات على نقاط الخلاف في محاولة لحلها بغرض التقدم نحو تشكيل وفد واحد، وكان من الإيجابي توضيح تخوم الاختلافات بين المنصات الثلاث والتي يعود قسم أساسي منها إلى إصرار «منصة الرياض» على طرح شروط مسبقة بما يتعلق برحيل الرئيس السوري (بشار الأسد) وبفكرة الإعلان الدستوري، وهي شروط من شأنها منع الوصول إلى المفاوضات المباشرة ومنع الحل السياسي والانتقال السياسي تالياً، وذلك رغم أن لقاء جرى مع وكيل وزير الخارجية السعودي السيد عادل مرداد الذي أكد ضرورة أخذ المتغيرات بعين الاعتبار».
وأشار البيان إلى أنه «ساد اللقاء جو من الجدية والصراحة وتم الاتفاق على استمرار التواصل واستمرار البحث عن آليات تسمح بتشكيل الوفد، وهو الأمر الذي ترى منصة موسكو أنه بات قريباً جداً رغم ما يطفو على السطح من تشدد البعض».
بدوره، وصف رئيس «منصة القاهرة»، فراس الخالدي، الاجتماعات بـ«الإيجابية»، مضيفاً: إن نقاط التوافق بين الأطراف المجتمعة كانت أكثر من نقاط الاختلاف، بحسب مواقع معارضة نقلت عن عضو المنصة ذاتها عبد السلام النجيب: أن ممثلي الوفود «متفقون على الهدف ومختلفون بالتقنية، حول مصير (الرئيس) الأسد والإعلان الدستوري».
من جانبه اعتبر مستشار «الهيئة العليا»، يحيى العريضي، وفق المواقع، أن نتيجة الاجتماعات طبيعيةـ «لأن الاختلاف في النقاش هو على الثوابت».
وأشار العريضي إلى أن «قدري جميل لم يكن يريد الذهاب إلى الرياض ولكنه جرب حظه»، مؤكداً «بقينا نحن متمترسين عند الشعب السوري، وهو عند طلب موسكو».
وكان عضو «الهيئة السياسية» في «الائتلاف» المعارض أحد مكونات «العليا للمفاوضات» المدعو عقاب يحيى، قال في تصريحات صحفية أول من أمس: إن الاجتماع منفصل عن «مؤتمر الرياض2».
وأدت ضغوط سعودية قادها وزير الخارجية عادل الجبير على «العليا للمفاوضات» إلى رضوخها والدعوة إلى عقد النسخة الثانية من مؤتمر الرياض الذي استضافته العاصمة السعودية أواخر العام 2015 الماضي.
واللافت أن قادة «العليا للمفاوضات» رفضوا في مؤتمرهم الأول الإذعان لمطالب قادة في صفوف منصتي «القاهرة» و«موسكو» بخصوص تخفيف سقوف مطالبهم في ذلك الزمن عندما كانت السعودية واثقة بنفسها إلى درجة التهديد بإسقاط النظام حتى بعد إطلاق موسكو لعمليتها العسكرية في سورية قبل المؤتمر بشهرين.
وعلى الرغم من أن مسالة المطالبة بتنحي الرئيس الأسد طويت من قاموس الدول الداعمة للمعارضات الخارجية، إلا أن العريضي لا يزال يعيش أوهامه وأحلام هيئته، وقال في حديث نقلته مواقع معارضة الاثنين: إن «الهيئة» تعمل وفق مبادئ وأساسيات محددة، ورؤية سياسية ثابتة، لا يستطيع أي طرف التنازل عنها، وأضاف: «الانتقال السياسي من دون (الرئيس) الأسد تضعه «الهيئة» كأولوية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن