الصفحة الأخيرة

معلولا طيّ النسيان

مدينةٌ قدسية المعالم بأديرتها وكنائسها وممراتها الصخرية وكأنها لوحة فنية على جدار الزمن.. تبدو كمتحف حي مفتوح يقدم صورة حية عن طريقة حياة وسكن الإنسان القديم.. عندما تجوب في شوراعها وأبنيتها المتهدمة اليوم تتبادر إلى ذهنك الكثير من الأسئلة في محاولة فهم وتفسير كل ما مرّ نظرك عليه.

ويبقى السؤال الأقوى عالقاً في الأذهان أين هي معلولا اليوم في ظل التعتيم الإعلامي عليها وغياب أخبارها عن التداول؟! تعود مدينة معلولا إلى 30 ألف سنة مضت وتعد من أقدم المدن وأعرقها ومن المحزن جداً أن تمضي في شوارعها  بمحلات مقفرة وبيوت مهدمة خالية من سكانها على الرغم من أنهم جزء أساسي من تاريخها، فأي شخص من قاطنيها بإمكانه أن يحدثك عن معالمها التاريخية بتفاصيل ومعلومات دقيقة وكأنه خبير في الشؤون التاريخية والأثرية ولكن التردي الملحوظ في الواقع الخدمي والغياب الواضح لعمل الدوائر الحكومية في ظل التعتيم الإعلامي على المنطقة غير معلوم السبب، دفع أهلها إلى هجرتها والتشرد بعيد عنها.

منذ تحرير المدينة في نيسان 2014 ورغم الوعود الكثيرة لإعادة إعمارها وترميم أماكنها الدينية والطرق المؤدية لها واستلام منظمة UNDP  الدولية لمشروع إعادة الإعمار، لم نلحظ أي تغيير يُذكر على الأرض وبقي الواقع شاهداً على الدمار والخراب الذي ألحقه الإرهاب بهذه المدينة الجريحة التي لم تلتئم جراحها بعد.. ما يدفعنا للتساؤل ما هو السبب الحقيقي الكامن وراء التأخير في مشروع إعادة الإعمار؟!.

كلما اقتربتَ من الإجابة عما يدور في خاطرك، تدفقت إلى ذهنك أسئلة أخرى وكلها بحاجة إلى إجابات واضحة من الجهات المعنية وإلى إتخاذ إجراءات ملموسة فهل سنشهد عودة معلولا عاصمة الوجود الأثري إلى الحياة؟! أم ستبقى الكنائس والأبنية وحيدة هناك على تخوم الجبال؟!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن