الأخبار البارزةشؤون محلية

رسم الترفيق يتسبب بتحليق أسعار الحلويات!

| السويداء – عبير صيموعة

لعل ما يستوقفك في أسواق السويداء الازدحام والاكتظاظ الكبير بالمواطنين إضافة إلى عربات الخضر التي عرضت كل ما لذ وطاب، فضلاً عن البسطات التي افترشت شوارعها وأرصفتها المتخمة بالمواد الاستهلاكية الغذائية وغير الغذائية، الأمر الذي كان هاجساً ودافعاً لـ«الوطن» للنزول إلى تلك الأسواق والالتقاء بالمواطنين لمعرفة آرائهم حول تجهيزات العيد لتأتي الإجابة بالمطلق، وهي أن ذلك الاكتظاظ لا يتوازى أبداً مع عمليات شراء حقيقية بسبب عجز الأغلبية العظمى منهم عن شراء أبسط المستلزمات وخاصة الحلويات جراء الارتفاع المخيف للأسعار مكتفين بالسكاكر والبسكويت السادة مع (الراحة) نظراً لغلاء الشوكولا التي وصل سعر الكيلو الواحد منها لبعض الأنواع إلى 12 ألفاً، أما الحلويات الشرقية فتجاوز سعر الكيلو منها 4 آلاف وصولاً إلى 6 آلاف، ويعود وجع المواطن بالمجمل إلى ارتفاع الأسعار وانخفاض القدرة الشرائية توازياً مع انخفاض الدخل، فضلاً عن تزامن قدوم العيد مع قدوم العام الدراسي الذي فرض وضع ميزانية مخصصة لأصحاب الدخل المعدوم.
أم عمار أكدت عجزها عن شراء أي نوع من الحلويات العربية لأن حسبتها للعيد جاءت فاشلة بالمطلق مع ما ادخرته وخاصة مع التحليق الجنوني لأسعارها، فضلاً عن أسعار الثياب وخاصة ثياب الأطفال سواء في المحلات الكبرى أم على العربات، موضحة أنها صرفت النظر عن شراء ثياب العيد وخاصة أن المدارس على الأبواب وتجهيزاتها تقصم الظهر وتفرغ الجيوب.
أم مرسل وهي معلمة أكدت خروج الكثير من طقوس عيد الأضحى لهذا العام عن برنامج العائلة سواء من ثياب أم حلويات، موضحة أنها عقدت اجتماعاً عائلياً لمناقشة وضع العائلة المادي وكان الإجماع تأمين مستلزمات المدرسة أهم من كل حاجيات العيد.
بينما أبو محمد وهو موظف متقاعد فقد أشار إلى أن ثلاث ضربات على الرأس توجع، مشيراً إلى تزامن مجيء عيد الأضحى مع العام الدراسي إضافة إلى موسم المونة، فكان وبحسب قوله لابد من تقديم وتفضيل الأهم على المهم وخاصة أن أسعار جميع المواد زادت زيادة واضحة خلال الأيام القليلة الماضية سواء من خضر أم لحوم أو معلبات من دون أي مبرر.
كما أشار بعض التجار ممن التقتهم «الوطن» إلى أن كمية المشتريات لا توازي أعداد المواطنين الداخلين والخارجين من المحلات، لافتين إلى أن وضع حاجز جديد للترفيق على طريق دمشق السويداء أدى إلى فرض مبالغ إضافية على البضائع الواصلة جراء تحميل تلك المبالغ من قبل سيارات النقل على جميع البضائع، علماً أنها بالأصل أسعار مرتفعة مقارنة مع أسواق دمشق، فيما أشارت غرفة تجارة وصناعة السويداء إلى تلك الترفيقات ومعاناة سيارات النقل معها إلا أنه لم يجرِ تسطير شكوى رسمية واحدة للغرفة بهذا الخصوص.
وأكدت مديرية التجارة وحماية المستهلك في السويداء أن بعض المواد ضمن السيطرة وضمن الأسعار المحددة على حين أن كثيراً من المواد الغذائية محررة مع تأكيدها على مراقبة الأسواق من لجنة الرقابة، مع إشارتهم إلى أن الحديث حالياً في الأسواق يتركز حول رسوم الترفيق الجديدة وما رتّبته من زيادة على الأسعار وخاصة للمواد الغذائية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن