عربي ودولي

واشنطن تبدأ تفعيل خطتها للسيطرة على مناطق شمال الفرات في دير الزور

| الوطن – وكالات

بدأت الولايات المتحدة خطتها للسيطرة على المناطق الواقعة شمال نهر الفرات في محافظة دير الزور. وروجت المصادر الأميركية أن ذلك جاء وفق اتفاق مع الروس لتقاسم المهام، تعمل بموجبه القوات الأميركية على السيطرة على هذه المناطق بينما تتقدم قوات الجيش العربي السوري مدعومة من الطائرات الروسية إلى المناطق جنوب الفرات من ثلاثة محاور، السخنة، ريف الرقة الجنوبي، ريف دير الزور الجنوبي، من أجل فك الحصار عن مدينة دير الزور.
وكانت روسيا قد أكدت بعد تحرير الجيش العربي السوري لمدينة السخنة من براثن تنظيم داعش أن الهدف التالي سيكون مدينة دير الزور. وتبدو خطة الجيش وحلفائه للتقدم نحو دير الزور من ثلاثة محاور شبيهة بالخطط العسكرية الكبرى لاحتلال العاصمة الألمانية برلين التي وضعها الجيش الأحمر إبان الحرب العالمية الثانية في القرن العشرين.
ورصدت مصادر محلية قيام القوات الأميركية خلال الأيام الماضية بعمليتي إنزال جوي في ريف دير الزور تضمنت إحداها انتشال متعاملين من داعش مع القوات الأميركية في مؤشر شديد الوضوح على قرب انطلاق عملية عسكرية أميركية في المنطقة.
وأوضحت المصادر، أن العملية الأخيرة جرت فجر الخميس، في منطقة البو ليل الواقعة إلى الشرق من مدينة دير الزور بنحو 25 كيلومتراً، إذ حطت مروحيات على علو منخفض في منطقة البادية، وانتشلت عدداً من الأشخاص الذين من المرجح أنهم من منتسبي تنظيم «داعش» الذين يتعاملون مع القوات الأميركية. وسبق هذه العملية بيوم واحد عملية مشابهة في حي اللايذ في بلدة بقرص في الريف الشرقي لدير الزور، حيث حطت طائرات لـ«التحالف الدولي» فوق أحد المنازل الذي يتخذ منه التنظيم مقراً وسجناً لمعارضيه ومستودعاً للسلاح، وبعد مواجهات متقطعة تمكنت من سحب عائلتين، إحداهما من أصول شيشانية والأخرى مصرية.
وخلال مؤتمر صحفي من مدينة الشدادي الواقعة تحت سيطرة «قوات سورية الديمقراطية قسد»، قال رئيس المجلس العسكري بدير الزور أحمد أبو خولة الذي يحارب تحت لواء «قسد»: إن معركة تحرير دير الزور ربما تبدأ «خلال أسابيع عدة» بالتزامن مع معركة مدينة الرقة، متوقعاً انطلاقتها «قريباً جداً جداً» مضيفاً: «نحن دخلنا في أراضي دير الزور فحررنا قرى عدة بينها قرى كبيرة».
ورفض التعاون مع أي ميليشيا لا تعترف بقيادة «قسد»، وذلك بينما بينت مصادر إعلامية أن الهدف الأميركي من الحملة في دير الزور، يتمثل في السيطرة على ريف الحسكة الجنوبي وريف دير الزور الشمالي، وصولاً إلى سرير نهر الفرات الشمالي، والشريط الحدودي من تل صفوك وصولاً إلى أطراف ريف البوكمال الشمالي.
إلا أن التحالف الدولي الذي يوفر الدعم الكامل لـ«قسد»، التي تقودها «وحدات حماية الشعب» الكردية، فلم يبد اهتماماً واضحاً بدير الزور. وعلق الكولونيل ريان ديلون الناطق باسم التحالف على تصريحات أبو خولة قائلاً: إن «التركيز ما زال على الرقة».
وذكر أبو خولة أن هناك أربعة آلاف مقاتل، معظمهم من العرب ومن دير الزور، في المجلس العسكري لدير الزور الذي يرأسه.
والمعروف أن قوات الجيش العربي السوري مدعومة بحلفائها اخترقت مؤخراً الحدود الإدارية لمحافظة دير الزور الواقعة بأغلبها تحت سيطرة داعش، بينما يسيطر الجيش على 40 في المئة من مدنية دير الزور، حيث يفرض مسلحو داعش حصاراً خانقاً على السكان والجنود هناك الذين يتلقون الامدادات من الجو.
ولم يعرف بعد ما إذا كان الإعلان عن معركة دير الزور من قبل المجلس العسكري قد جاء قطعاً للطريق على الجيش العربي السوري الذي يتقدم نحو المدنية من ثلاثة محاور، أو إذا كان بالتنسيق ما بين الأميركيين والروس، خصوصاً أنه جاء في أعقاب اتفاق الزعيمين الروسي والأميركي على تهدئة التوتر في سورية.
وبدا من تصريحات «قسد» أن معركة دير الزور تتم بالتنسيق بين الروس والأميركيين.
من جهة أخرى، تعرضت قوات النخبة التابعة لأحمد الجربا زعيم تيار الغد المعارض، لضربة مع إعلان أكثر من 1500 مقاتل عن 7 مجموعات مسلحة تابعة لأبناء قبيلتي البكارة والشعيطات انضمامهم إلى مجلس دير الزور العسكري، واضعين أنفسهم بذلك تحت مظلة «قسد».
إضعاف ميليشيا «النخبة» يأتي مترافقاً مع الإعلان عن اقتراب معركة دير الزور، ما يوحي بوجود خلافات ما بين ميلشيا «النخبة» و«قسد».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن