سورية

انشقاق في «غرفة عمليات» المسلحين.. وإعادة فتح الطريق من تلبيسة إلى مركز المحافظة قريباً … ميليشيات «تخفيف التصعيد» تواصل خرق الهدنة بريف حمص

| الوطن – وكالات

جددت أمس الميليشيات المسلحة المنتشرة بمنطقة الحولة في ريف حمص الشمالي الغربي خرقها لاتفاق «منطقة تخفيف التصعيد» عبر استهدافها لبلدة القبو وقريتي مريمين وقرمص بعدد من القذائف الصاروخية أسفرت عن وقوع شهداء وإصابات في صفوف المدنيين.
في الأثناء، جرى انشقاق في «غرفة عمليات ريف حمص الشمالي» حيث أعلن كل من «جيش التوحيد» و«جيش العزة» رفضهما لبيان الغرفة الذي ينقض اتفاق تخفيف التصعيد، وسط أنباء عن تحديد يوم 29 آب موعداً لفتح الطريق الدولي حمص دمشق من الجهة الجنوبية لمدينة تلبيسة.
وذكر مصدر مطلع في محافظة حمص لـ«الوطن»، أن الميليشيات المسلحة المتواجدة في قرى كفرلاها وتلدو والطيبة الغربية خرقت اتفاق تخفيف التصعيد وأقدمت على استهداف مناطق القبو ومريمين وقرمص بريف حمص الشمالي الغربي بعدد من القذائف الصاروخية وقذائف الهاون أدت لاستشهاد مواطن وإصابة 10 آخرين بجروح بعضهم بحالة حرجة إضافة للتسبب بأضرار مادية جسيمة ببعض ممتلكات المواطنين الخاصة والبنى التحتية.
ولفت المصدر إلى أن وحدات الجيش المتواجدة بالمنطقة ردت على مصادر إطلاق القذائف على الفور وأوقعت بين صفوف الإرهابيين خسائر بالأرواح والعتاد والآليات، مشيراً إلى أن الطيران الحربي وبموازاة ذلك نفذ عدة غارات جوية استهدف خلالها مواقع التنظيمات المسلحة في تلك المناطق.
في الأثناء ذكرت مصادر إعلامية معارضة، أنه «تم تحديد يوم 29 آب القادم موعدا لفتح الطريق الدولي حمص دمشق» من الجهة الجنوبية لمدينة تلبيسة والواقعة في ريف حمص الشمالي، و«دخول قوات مراقبة من الشرطة الروسية»، وذلك عقب مفاوضات جرت يوم الخميس الماضي بين مندوبين عن ميليشيا «جيش التوحيد» أحد ميليشيات «الجيش الحر» والمدعوم سعودياً مع الجانب الروسي.
وبحسب المصدر تفرد «جيش التوحيد» سابقاً بتوقيع اتفاق القاهرة ضمن مناطق تخفيف التصعيد عبر ممثلين له في الخارج، وقام لاحقاً برفض بدء مفاوضات جديدة مع الجانب الروسي عبر تشكيل لجنة تفاوض جديدة من داخل المنطقة وتضم مندوبين عن كافة ميليشيات ريف حمص الشمالي بالإضافة لـ«الفعاليات المدنية».
لكن مصادر إعلامية معارضة أخرى، ذكرت أن ما يسمى «مجلس شورى غرفة عمليات ريف حمص الشمالي» قرر أمس فصل «جيش التوحيد» من «الغرفة» بسبب «تجاوزه الخطوط الحمراء»، وذلك في بيان أصدرته «الغرفة»، أكدت فيه «أن جيش التوحيد تجاوز الخطوط الحمراء المتفق عليها بين فصائل الغرفة».
يأتي ذلك بعد يوم واحد من إعلان «جيش التوحيد» رفضه لبيان «الغرفة» الأخير، بشأن اتفاق «تخفيف التصعيد» في الريف الشمالي لحمص، وتأكيده في بيانٍ صادرٍ عنه أمس، أنه «ماضٍ وبخطا ثابتة وواضحة فيما يخص اتفاقية تخفيف التصعيد».
من جانبها قالت ميليشيا «جيش العزة»، في بيانٍ لها، وفق ما نقلت مواقع إلكترونية معارضة، إن «بيان غرفة ريف حمص خرج دون الرجوع إلينا أو استشارتنا في هذا الموضوع، أو حتى دعوتنا إلى الاجتماع الذي كان مقرراً بهذا الخصوص». وأضاف البيان: «أيّ قرار يصدر عن الغرفة دون أن نُدعى إليه أو نستشار فيه لسنا معنيين بشأنه».
وتضم «غرفة عمليات ريف حمص الشمالي» 7 ميليشيات مسلحة، وهي: «حركة أحرار الشام، وهيئة تحرير الشام، وفيلق الشام، ولواء 313، وفيلق حمص، وجيش العزة، وجيش التوحيد».
وبينما واصل الجيش السوري قصفه بصواريخ أرض أرض نوع فيل على مواقع جبهة النصرة الإرهابية بمحور عين ترما ومحور جوبر بريف دمشق الشرقي، وفق ما ذكرت مصادر أهلية لـ«الوطن»، لم ترد أي معلومات عن أي خروقات لاتفاق تخفيف التصعيد في المناطق التي يشملها الاتفاق في الغوطة الشرقية لدمشق.
إلى ذلك، شكك رئيس المكتب السياسي في ميليشيا «جيش الإسلام»، محمد علوش، بما أعلنه قائد «هيئة تحرير الشام»، التي تعد جبهة النصرة الإرهابية أبرز مكوناتها، هاشم الشيخ، حول استعدادها لحل نفسها.
ووفق ما ذكرت مواقع الكترونية معارضة فقد قال علوش: «للأسف أن يكون هذا متأخراً جداً بعد تاريخ حافل بالغدر والتسبيح والنهب وابتلاع الفصائل وآخرها كان أحرار الشام».
وفيما يخص هدنة الجنوب، شارك ممثلون عن الحكومة وجهاء من منطقة تخفيف التصعيد في محادثات حول سير عملية المصالحة في محافظة درعا، بمبادرة من المركز الروسي لتنسيق المصالحة بين أطراف الأزمة السورية الواقع في قاعدة حميميم.
وقال المتحدث باسم المركز، فيكتور شولاك، في تصريحات صحفية أدلى بها عقب المحادثات، وفق ما نقل موقع قناة «روسيا اليوم»: «كلا الجانبين أبدى ضبط النفس، ما أتاح مناقشة جميع المسائل من الناحية العملية والتوصل إلى موقف مشترك مفاده أن من الضروري حل جميع القضايا بشكل فوري بمساعدة الإدارة المحلية والموارد التي تقدمها قيادة الجمهورية العربية السورية، والمساهمة التي تمنحها روسيا وبعض المنظمات الدولية».
وأضاف شولاك مشدداً: «يمكننا أن نتحدث الآن عن استقرار الوضع في منطقة تخفيف التوتر، والتعامل المناسب مع جميع المشاكل من قبل السكان».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن