سورية

شارع البلدة الرئيسي يغص بالأهالي.. وزغاريد الفرحة تعانق السماء … إطلاق رحلة العودة إلى السبينة.. والبويضة بعدها

| الوطن

تم أمس إطلاق مشروع رحلة العودة لأهالي بلدة السبينة في ريف دمشق الجنوبي، بعد إعادة ترميم البنى التحتية في البلدة وإيصال الخدمات لها، على أن يليها عودة أهالي بلدة البويضة، وذلك عقب معاناة من تهجير قسري إلى مناطق أخرى استمر أكثر من ثلاث سنوات بسبب اعتداءات التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة على البلدة.
وغص الشارع الرئيسي بالآلاف من المواطنين من رجال وشباب وكهول ونساء وأطفال، بالترافق مع زغاريد لم تنقطع أطلقتها النساء تعبيراً عن الفرحة بالعودة، وزمامير السيارات المارة وسط الطريق، وسط انتشار لقوى الجيش العربي السوري والدفاع الذاتي على مداخل الجادات الفرعية.
ووفق مصادر أهلية من البلدة تحدثت لـ«الوطن»، فإن يوم أمس كان بمثابة احتفال بإطلاق مشروع رحلة العودة، ولكي تتفقد الأهالي منازلها. من جهته وفي تصريح للصحفيين في مدخل البلدة أكد محافظ ريف دمشق علاء منير إبراهيم أن أهالي سبينة سيبدؤون بالعودة إلى منازلهم بشكل منظم بدءاً من أول أيام عيد الأضحى المبارك الذي يصادف يوم الجمعة القادم وفقاً للخطط المقررة من المحافظة.
بدوره لفت وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية علي حيدر في كلمة أمام الأهالي إلى بدء عودة الأهالي التي عبد طريقها دماء وتضحيات بواسل الجيش العربي السوري وجرحاه وأبطاله، موضحا أن الأهالي وزعوا ضمن قوائم مرتبة ومنظمة سيعود الجميع على أساسها ضمن خطة تؤمن كل احتياجاتهم عبر اتخاذ مختلف التدابير والإجراءات اللازمة لذلك.
وأوضحت المصادر الأهلية، أن عملية العودة ستتم على ثلاث مراحل، الأولى تتضمن عودة أهالي الشهداء والعسكريين، وفي الثانية الموظفون، وفي الثالثة المدنيون.
وفي تصريح لـ«الوطن»، أوضح مستشار وزارة الدولة لشؤون المصالحة الوطنية، أحمد منير، أن عودة أهالي السبينة إلى منازلهم جاءت في إطار قرارات وتوجيهات القيادة العليا في البلاد بإعادة الأهالي إلى منازلهم في المدن والمناطق والبلدات والقرى والأحياء التي استعاد الجيش العربي السوري السيطرة عليها في ريف دمشق وعموم أرجاء البلاد.
ولفت إلى أن هذه العودة تأتي بعد إعادة الأمن والاستقرار والخدمات إلى المنطقة كما حصل في عدد من مدن وبلدات محافظة ريف دمشق وحمص وحلب وغيرها.
وأشار منير إلى أن عودة الأهالي إلى بلدة السبينة تأتي مع مطلع العام الدراسي الجديد الذي يبدأ في بداية أيلول المقبل.
وفي أواخر العام 2013 طرد الجيش العربي السوري المجموعات الإرهابية والمسلحة من عدة مناطق من ريف دمشق الجنوبي بينها الحسينية والذيابية والسبينة وحجيرة والبويضة.
وتم في شباط الماضي إعادة أهالي بلدة الذيابية إلى منازلهم، بعد إعادة ترميم البنى التحتية في البلدة وإيصال الخدمات لها، بعد أن تم إعادة أهالي بلدة الحسينية.
ويأمل أهالي المناطق المجاورة للذيابية والذين هجرهم الإرهابيون والمسلحون من منازلهم وتم طرد الإرهابيين من مناطقهم بأن تتواصل عمليات عودة الأهالي إلى تلك المناطق.
وفي منتصف أيار الماضي أعلن حيدر خلال اجتماعه مع لجان المصالحات الأهلية لمناطق السبينة وحجيرة والبويضة أن «الركائز الأساسية» لمشروع عودة الأهالي إلى تلك المناطق «باتت ناضجة».
وأشار حيدر حينها، إلى وجود إحصاء لاحتمال عودة 30 ألف عائلة من سبينة و3 آلاف من البويضة وحوالي ألف في حجيرة ، لافتاً إلى أن قرار الدولة بعودة الأهالي لمناطقهم يطول المناطق التي باتت جاهزة.
وفي تصريح سابق لـ«الوطن»، أكد رئيس لجنة المصالحة في سبينة حسن محمد أن قوائم العائلات التي سجلت للعودة إلى البلدة سلمت للجهات المختصة من حكومية وأمنية وبلغت 9136 عائلة تضم 41211 مواطناً.
والبلدة ذات موقع مهم جنوب دمشق. وكانت تضم نحو 2500 منشأة صناعية تشكل رافداً للاقتصاد الوطني.
وفي تصريحه، أمس، ذكر منير أن مرحلة ما بعد عودة أهالي السبينة ستكون عودة أهالي البويضة. وبحسب مراقبين فإن عودة الأهالي إلى بلدة البويضة يساهم في دعم العاصمة بالمنتوجات الزراعية لأن البلدة تتضمن 10 آلاف هكتار أراض زراعية، الأمر الذي يمكن أن يخفف من سعر الخضراوات في العاصمة، كما أن هناك أعداداً كبيرة من الماشية تربى في البلدة الأمر الذي يسهم في دعم العاصمة بالحليب ومشتقاته.
ويؤكد مراقبون أهمية «عودة الأهالي ولو بتوفير الحدود الدنيا من الخدمات» إلى منازلهم، مشيرين إلى أن النازحين أرهقهم التشرد وغلاء الإيجارات وارتفاع الأسعار، بينما رأى خبراء عقاريون أن إعادة الأهالي إلى المناطق التي تم تحريرها سيخفف الضغط عن العاصمة دمشق وسيساهم بتخفيض إيجارات المنازل.
وتشير مصادر مراقبة إلى توجس كان يسود أوساط الجهات المختصة من إعادة الأهالي إلى بلدة السبينة خوفاً على حياتهم، نظراً لأن البلدة ملاصقة لمدينة الحجر الأسود من الجهة الشمالية والتي يسيطر عليها تنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية.
وقال منير في تصريحه: «لا تخوف بعد سيطرة الجيش وتأمينه للمنطقة»، موضحا أن هناك أيضا أكثر من 100 عنصر من «الدفاع الذاتي» من أهالي البلدة سينتشرون فيها إلى جانب الجيش.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن