رياضة

فرق الدوري الممتاز تحت مجهر «الوطن» … الجزيرة.. مقدمات مؤلمة ونتائج مثلها.. والنادي هو الضحية

| الحسكة- دحام السلطان

تضافرت الأسباب واجتمعت كلها وخَلُصت إلى نتيجة واحدة، تكلل مضمونها وعنوانها بهبوط الفريق إلى الدرجة الأدنى! هذا ما يمكن قوله والأخذ به لينطبق قولاً وفعلاً على نادي الجزيرة الذي ودّع رجال كرته الدوري الممتاز قبل أن يضع أوزاره بعدة أسابيع! فالفريق حقيقة خاض أمرَّ دوري له على الإطلاق وسط عواصف عاتية ومدوية من اللغط والتخوين وتبادل للتهم بين الشارع الرياضي والإدارات الثلاث التي تعاقبت على النادي، والتي تغيّر في عهدها عدة أجهزة فنية، كلها انتهت ووقعت برأسها وكانت الضحية والحلقة الأضعف بالمعادلة الرياضية التي ينتمي إليها النادي في النهاية، على الرغم من أنه كان ناقص الصفوف ولا ينطبق عليه صفة الفريق المتكامل الذي من المفترض أن يخوض دوري الأقوياء، باعتباره أنه كان يفتقر إلى العناصر البديلة للأساسيين في المراكز، ومع ذلك فقد أمضى الدوري وسط ظروف استثنائية قاهرة لا تنتمي ولا تمت بصلة إلى الاسم الذي ينتمي إليه ذلك الدوري!

محط إعجاب ولكن!
الجزيرة بفريقه استحق رجاله أن يكونوا محطة إعجاب واهتمام جميع المراقبين والمهتمين عن جدارة واستحقاق، انطلاقاً من ميزان العدالة والإنصاف لكي يحصل على بعض من حقه، حيث كان بمستوى النظرة التي تحددها كفّتا ميزان الطموح، وبالتالي فإنه لم يكن مكسر عصا بيد الفرق الطامحة لتعزيز مواقعها وبقائها بين أقوياء الدوري الممتاز، بل كان فريقاً يستحق كامل الاحترام ووافر التقدير، ولكن ليس من ذنبه أن يقذف به قدر اتحادي ظالم، تخطيطه متشنّج وقراره متسرّع ومعاييره مزدوجة، قد جاء بنظام تنافسي بعيد كل البعد عن منطق الوضع الرياضي الراهن وما يُلحق به بشكل عام ليفرض على الجزيرة أن يخوض الدوري مضغوطاً بأكمله خارج أسواره وبعيداً عن عيون أنصاره لينافس معظم الفرق ولاسيما القوية والمستقرة منها على أرضها وداخل أحضان بيتها ليستخلص منها النقاط كاملة أو ليحصل على النقطة الواحدة كأقل تقدير! ومن هنا تبدأ المعاناة التي حكمت على الجزراويين سلفاً بأن يحجزوا لهم مقعداً وبشكل مبكر للهبوط الاضطراري دون قيد أو شرط، قبل الانتقال إلى الحسكة وحديث «الببغاوات» وعزف «الكروانات» التي مللنا منها ومن أسطوانتها المشروخة القائمة على تجيير المسؤوليات والنأي بالنفس والانفراد بالقرارات واللعب بمشاعر وأعصاب كل من يهمه أمر نادي الجزيرة! فقص شريط البداية بدأ مع الإدارة المخلوعة التي كان الخلاف عقيماً وسرطانياً مستفحلاً بين الرأس فيها من جهة وبين اللجنة التنفيذية من جهة أخرى، فترجم كل منهما ما بداخله فحوى الحقيقة الجدلية التي برهنت عن كذب «الرمانة» وصدق القلوب الملآنة! ومن كان الضحية في الآخر؟ كان نادي الجزيرة دون أدنى شك الذي تجرّع السم زعافاً ومركّزاً وخسر ثقته بنفسه التي برهنت عنها سوء النوايا الخبيثة التي حددت ملامحها لصوصية الدجّال الذي شطح بخياله الخصب وفتح حرباً على النادي على مختلف الجبهات، فلم يحصد من خياله الأجوف إلاّ الخيبة، وعلى صعيد كل الحبال التي لعب عليها!

الحبل على الغارب
استكمالاً لمنغصات الحسكة لابد من الإشارة إلى التنفيذية التي كان لها النصيب الأوفر من خراب نادي الجزيرة حين تركت الحبل على الغارب، وقبلت للنادي الذي يُمثّل واجهة رياضة المحافظة الكروية هذا الوضع الإداري البائس، وأن تدير ظهرها لممارسات غير مسؤولة ولا مدركة للواقع الذي وصلنا إليه ونحن عليه اليوم! فلا هي سمحت للنادي بمقاطعة الدوري أو الانسحاب منه، ولم تقبل أن تضع حداً للغلط للبتر في الوقت المناسب قبل أن تشمر عن ساعديها لوضع النقاط على الحروف والفواصل في نهايتها، وتقف بحزم أمام المعالجة الفورية واستنباط الحلول التي جاءت هزيلة، حين خلعت الإدارة ونأت بنفسها عندما جاءت بلجنة تسيير مؤقتة وزجتها بواقع مأزوم، لا تعلم تلك اللجنة أي شيء عنه، واستمرت المناوشات في عهدها وذرّت المفارقات الرماد في العيون ولم تسلم تلك اللجنة من اللغط ولا من التشكيك في عملها! على الرغم من التعديلات الفنية التي طرأت على الفريق ولاسيما جلب واستقدام عدد من اللاعبين وعلى رأسهم الحارس المخضرم أحمد العلي الذي رجّح كفة الفريق وأنهى موضوع حارس المرمى الذي كان الفريق يهدر النقاط بسببه! إلا أن هذه اللجنة لم تدم طويلاً فمثلما جاءت سريعاً ذهبت سريعاً! لترثها الإدارة الحالية التي بسم الحظ للفريق في عهدها من خلال النتائج التي جاءت في البداية مطمئنة نوعاً ما، ولكن سرعان ما تبدّلت وتلعثم أداء الفريق نتيجة لاختلاف النوايا بين أعضاء الإدارة نفسها، التي كانت منقسمة على ذاتها لتفاوت المستويات والعقول بينها! هذا كله برهنت عليه الإدارة نفسها التي كانت تنهش ببعضها أكثر من نهش الشارع الرياضي لها، وهذا دليل قاطع على قلة خبرة معظم أعضائها الذين لا يعرفون من الرياضة إلا غباء المهاترات والجدل الفارغ! ففشلت أشنع فشل، وفشل فريق النادي معها قبل أن يحين موعد ذلك الفشل بعدة أسابيع!

أرقام بالألوان
لم يملك الجزيرة الأوراق الرابحة ليكون قادراً على مجابهة كبار الدوري أو فرقه التي كانت في وضع أفضل منه على صعيد الاستقرار أو الماديات على الأقل، لكن يحسب لفريق الجزيرة أنه لعب كل مباريات الدوري بشرف ولم ينظر إلى المواقع أو هوية الفرق التي يواجهها، فحقق بعض النتائج المشرفة كفوزه على حطين 1/صفر وفرض التعادل على الاتحاد وعلى الوحدة وكلا التعادلين جاء بالدقيقة 94 من المباراة ما يدل على أن فريق الجزيرة كان يمتلك النفس الطويل والإصرار حتى النهاية، من النتائج الجيدة أيضاً تعادله مع المحافظة مرتين 2/2 ومع الشرطة 1/1.
كان من الممكن أن يبقى الجزيرة في الأضواء لو أنه امتلك مقومات البقاء، لكنه حاول وتكفيه شرف المحاولة.
رحلة الفريق في الإياب كانت الأفضل واحتل المركز 14 متقدماً على الشرطة والحرية، فنال (13) نقطة مقابل تسع نقاط حققها في الذهاب.
حقق الفوز أربع مرات على الحرية مرتين 1/صفر و6/4 وعلى الفتوة 2/1 وعلى حطين 1/0، وتعادل عشر مرات مع الاتحاد 1/1 ومع المجد مرتين صفر/صفر ومع جبلة والوثبة صفر/صفر ومع المحافظة مرتين 2/2 ومع الوحدة والنواعير والشرطة 1/1.
وخسر 16 مرة مع حطين والشرطة والوحدة والكرامة مرتين وتشرين مرتين ومع الفتوة والطليعة بنتيجة واحدة 1/2.
وخسر أمام الجيش مرتين صفر/1 وبالنتيجة ذاتها خسر أمام جبلة والوثبة وخسر أمام الاتحاد صفر/2 وأمام الطليعة صفر/4 وأمام النواعير 1/3 سجل 28 هدفاً ودخل مرماه 44 هدفاً وتناوب على تسجيل أهدافه كل من: ناطق يوسف ومحمد خشمان ولكل منهما ستة أهداف، وسجل ثلاثة أهداف كل من محمد عوض خليل وعمر عمر وياسر عويد وسجل محمد العنز هدفين وسجل هدفاً واحداً كل من: منصور صالح ضهيمر ومحمد فارس أرناؤوط ومصعب العلو وريفا عبد الرحمن ومدافع المحافظة عهد السلق بمرمى فريقه.
نال الفريق ثلاث ركلات جزاء سجلها جميعها ناطق يوسف بمرمى حطين والشرطة والمحافظة، واحتسبت عليه ثلاث ركلات، من حطين سجلها أحمد حاج محمد، ومن النواعير زاهر خليل، ومن تشرين محمد باش بيوك، وخرج لاعبان بالحمراء، الأولى لياسر عويد بلقاء المحافظة والثانية لمحمد العنز بلقاء لحرية وكلتيهما بمرحلة الإياب.
أخيراً الفريق ضم العديد من اللاعبين الموهوبين أمثال ريفا عبد الرحمن ومن المتميزين كمحمد العنز ومحمد عوض خليل وفارس أرناؤوط، ومن الخبرات كناطق اليوسف، وياسر عويد والحارس أحمد العلي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن