سورية

الدواعش أحرقوا مقارهم.. وحكومة لبنان أثبتت عدم اكتراثها بمصير جنودها … الحدود السورية اللبنانية خالية من الإرهاب

| الوطن- وكالات

شمس اليوم تشرق على سورية معلنة انتهاء الوجود الإرهابي من كامل الحدود السورية اللبنانية باستثناء جيب صغير ما زال فيه العدو الصهيوني يقض مضاجع الأحرار في البلدين بريف دمشق الجنوبي الغربي، عند الجهة المقابلة لمزارع شبعا.
ولم تمض 48 ساعة على توصل حزب اللـه اللبناني إلى اتفاق مع تنظيم داعش الإرهابي يقضي بإجلاء التنظيم من الحدود السورية اللبنانية، إلى الميادين في محافظة دير الزور حتى كان الاتفاق ينفذ على وجه السرعة معلناً نصراً جديداً للجيش العربي السوري الذي أعلن مصدر عسكري فيه ومنذ اللحظات الأولى للاتفاق عن موافقته عليه «حقناً لدماء قواتنا والقوات الرديفة والمدنيين».
وقال المصدر: «بعد النجاحات التي حققتها قواتنا المسلحة بالتعاون مع المقاومة الوطنية اللبنانية في جرود القلمون الغربي وإحكام الطوق على من تبقى من تنظيم داعش الإرهابي وحقناً لدماء قواتنا والقوات الرديفة والمدنيين تمت الموافقة على الاتفاق الذي نظم بين حزب اللـه وتنظيم داعش الإرهابي والذي يقضي بخروج من تبقى من أفراد داعش باتجاه المنطقة الشرقية للجمهورية العربية السورية».
واعتبر مراقبون، أن خلو الحدود من الإرهابيين من شأنه أن يدفع إلى مزيد من التعاون بين حكومتي البلدين مسترشدين بما أعلنه مدير الأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم أول من أمس بأن الاتفاق تم بالتنسيق بين حزب اللـه والحكومة السورية والأمن العام.
ورأى مراقبون أن خلو كلام إبراهيم من أي إشارة لدور الحكومة اللبنانية، هو تجاهل من حكومة سعد الحريري لأرواح عناصر الجيش اللبناني بعكس الإصرار الميداني الذي أبداه حزب اللـه للكشف عن مصير جنود الجيش اللبناني التسعة.
ويوم أمس دخلت 11 سيارة إسعاف للهلال الأحمر العربي السوري من معبر الشيخ علي الروميات إلى المربع الذي فيه مسلحو داعش في جرود القلمون الغربي حسبما أعلن «الإعلام الحربي المركزي»، تبعها بدء خروج جرحى داعش من الجرود عبر معبر الشيخ علي الروميات، حيث خرج 25 منهم إلى خارج المعبر بسيارات الهلال الأحمر.
وتبع ذلك دخول الحافلات إلى مناطق سيطرة التنظيم لتقل عناصره إلى مصيرهم المحتوم في دير الزور.
وسبق هذه الترتيبات تسلم الجيش اللبناني جثامين 8 من جنوده التسعة الذين اختطفهم داعش عام 2014، وسط إشارة مواقع لبنانية إلى أن الجندي التاسع المفقود كان سبب عملية الخطف وانتمى للتنظيم قبل أن ينتقل برفقة خاله إلى الرقة.
وبدا لافتاً أول من أمس انتقادات اللبنانيين التي وجهت لصمت حكومتهم إزاء العملية لا بل وإعلان بعض مسؤوليها أن لا اتفاق مع داعش بخصوص العسكريين الأمر الذي أغضب أهالي العسكريين قبل غيرهم. واعتبر نشطاء لبنانيون أن حكومة الحريري لا تهتم بالجيش اللبناني وبطولاته التي سطرها على الحدود.
في المقابل وعلى الجانب السوري كان محللون يردون على الانتقادات التي وجهت للاتفاق ورأوا أن إبعاد المعارك عن العاصمة يبدو اليوم أولوية وأن نقل الدواعش إلى دير الزور يمكن من سهولة استهدافهم أكثر مما هو الأمر عليه في الجرود وبالتالي حقن دماء مدنية وعسكرية أكثر.
جاء الاتفاق بعد 12 يوماً من القصف والعمليات العسكرية والغارات في منطقة جرود القلمون، ومع انتهائه المتوقع ليل أمس بنقل الدواعش إلى دير الزور، فإن قوات الجيش العربي السوري تكون قد استعادت السيطرة على كامل الحدود السورية اللبنانية، باستثناء مساحة من الحدود، مقابلة لمنطقة شبعا، المحاذية لريف دمشق الجنوبي الغربي.
وكما جرت العادة في كل إجلاء للتنظيمات الإرهابية تقوم الأخيرة بحرق كل ما قد يشير إلى داعميها ومموليها، إذ أفادت مصادر إعلامية بقيام عناصر داعش بحرق آلياتهم ومقراتهم في جرود قارة قبل انتقالهم إلى دير الزور.
ويعتبر الاتفاق الأول من نوعه من حيث أنه إعلان عن وقف إطلاق نار بين حزب اللـه وتنظيم داعش ووافق عليه الجيش العربي السوري.
وتحدثت مواقع لبنانية أن الاتفاق يتضمن أيضاً تسلّم حزب اللـه جثمانين وأسيراً من مقاتليه في معارك تدمر.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن