ثقافة وفن

اتفاقية ترميم حلب القديمة مشروع تأسيسي للتدريب على تقنيات الترميم والصيانة .. وزير الثقافة… الاتفاقية لتأسيس مشروع لتبقى السمة الأثرية غالبة على المنطقة القديمة

| سوسن صيداوي – «ت: طارق السعدوني»

سورية تنبض بالحياة وهي بجوهرها تسعى وبكل طاقاتها لتتجاوز كل ما ألمّ بها من هول ومآسٍ أصابتها شعباً وعمراناً، وعلى الخصوص تراثاً وآثاراً، عبر محاولات مدروسة لطمس الهوية السورية وتشتيتها، ولأن مخططات كهذه لن تمر مرور الكرام على ما في سورية من ناهضين بها وطناً، ورافضين الرضوخ لها، فسورية ستبقى نابضة بالحياة، ولهذا تم توقيع اتفاقية لترميم حلب في وزارة الثقافة. الاتفاقية مشروع شراكة بين وزارة الثقافة ومحافظة حلب والأمانة السورية للتنمية مع مؤسسة الآغا خان الدولية للخدمات الثقافية، وتتضمن الاتفاقية التأسيس لمشروع تدريب على تقنيات ترميم وصيانة الحجر في مدينة حلب القديمة. والجدير بالذكر أن الشراكة تهدف من خلال هذا المشروع إلى بناء القدرات فنياً ومهنياً من خلال دورات تدريبية على ترميم واستخدام وقص الحجر في مدينة حلب القديمة، إضافة إلى التدريب على تقنيات العمارة التقليدية في حلب القديمة وكيفية استخدام المواد التقليدية في أعمال الترميم والصيانة والبناء (قص- نحت- زريقة) وخصوصاً عمارة الأقواس الحجرية والجدران وغير ذلك، كما ستخصص دورات تدريبية لبناء القدرات على استخدام برامج خاصة في هذا الإطار لتحقيق الاستفادة المثلى من الخبرات المحلية في مجال ترميم وصيانة المباني التاريخية في مدينة حلب القديمة.

إعادة الألق

حول الاتفاقية والغاية منها تحدث وزير الثقافة محمد الأحمد: «سورية انتصرت بفضل قائدها وجيشها وأبنائها المخلصين، ونحن اليوم نشهد إعادة للإعمار، وستقوم الحكومة باستخدام برامج حديثة في غاية التطور، ولهذه الغاية أسس السيد رئيس مجلس الوزراء المهندس عماد خميس اللجنة الوطنية العليا لترميم مدينة حلب بعد تحريرها، وضمت اللجنة وزير الثقافة ووزير الأشغال العامة والإسكان ووزير السياحة ومحافظ حلب والأمانة السورية للتنمية والمجتمع المحلي ومديرية الآثار والمتاحف، والغاية منها تقديم كل ما يمكن لإعادة الألق لهذه المدينة العريقة بعد تحريرها، وما تعرضت له من أضرار بالغة، وخاصة في الأجزاء القديمة منها، وتمخض عن هذه اللجنة توقيع شراكة بالتعاون مع الأمانة السورية للتنمية ومؤسسة الآغا خان الدولية للخدمات الثقافية ومحافظة حلب، للتأسيس لمشروع تدريب يتعلق بمهارات التعاطي مع الحجر المتضرر في حلب القديمة لتبقى السمة الأثرية غالبة على المنطقة القديمة. وتجدر الإشارة إلى أن الاتفاقية تضم ورش تدريب لتأهيل كوادر محلية بخبرات عالمية ستأتي عن طريق مؤسسة الآغا خان، ولتسهم أيضاً في إعادة إعمار وترميم المدن الأخرى».

الآغا خان في حلب
لشركة الآغا خان حضور في أعمال الترميم في حلب منذ عام 2000 وبشكل أدق حول هذا الموضوع والاتفاقية تحدث الدكتور علي إسماعيل المدير التنفيذي لمؤسسة الآغا خان للخدمات الثقافية «سورية» قائلاً: «هذه الأعمال لم تأت من فراغ، فنحن عملنا سابقاً بين أعوام٢٠٠٠ وعام 2001 على أعمال الترميم في قلعة حلب ومحيطها. ونعود اليوم من حيث بدأنا إلى القلعة لإطلاق عمليات الترميم، وهذا سيكون باكورة أعمالنا، ولن يكون الأخير، وسنطلق أعمالاً مكملة في مدينة حلب».

مراكز تدريب تقني
من جهتها أشارت السيدة هوري أباهوني، عضو المكتب التنفيذي لمحافظة حلب لقطاع الآثار والسياحة والتأمينات الاجتماعية والبيئة والمصالح العقارية، إلى أن هذا المشروع هو مراكز تدريب تقنية لتأهيل وترميم المواقع الأثرية، قائلة: «اليوم تم توقيع اتفاقية شراكة بين محافظة حلب وبين الأمانة السورية للتنمية والمديرية العامة للآثار والمتاحف والآغا خان، لتأهيل وترميم المواقع التراثية وتقديم الدعم لهذه المواقع. هدف المشروع هو إقامة مراكز تدريب تقني لترميم قلعة حلب على يد حرفيين مختصين، ليقوموا بتأهيل كوادر ستعمل في مرحلة لاحقة على استلام ترميم منطقة المدينة القديمة».

للاتفاقية مراحل
على حين بيّن الأمين العام للأمانة السورية للتنمية فارس كلاس مراحل العمل التي ستمر بها الاتفاقية، فالمرحلة الأولى سيكون فيها عدة نقاط في كل مرحلة ترميم، وستتم عن طريق اختصاصين محترفين وتأمين كل ما يلزم من فريق عمل وتقنيين ملمين بالعمل. كما أوضح كلاس أنه تم توقيع الاتفاقية منذ بداية العام، وهذه هي الاتفاقية التنفيذية الأولى من أجل البدء بتدريب حجّارين متمرسين لتركيب الأحجار القديمة في مكانها المناسب، في حلب حالياً والمدن الأخرى مستقبلاً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن