عربي ودولي

الصين وموسكو تحذران من خطر التصعيد … صاروخ بيونغ يانغ حلق فوق اليابان وأميركا تدفع شبه الجزيرة الكورية نحو «الانفجار»

أطلقت كوريا الديمقراطية صباح أمس صاروخاً مر فوق أجواء اليابان حسبما أعلنت كل من كوريا الجنوبية واليابان وذلك بعد أن حذرت كوريا الديمقراطية الولايات المتحدة يوم الخميس الماضي من «اللعب بالنار بشكل متهور فوق برميل بارود نووي» رداً على التدريبات العسكرية التي تجريها حالياً مع كوريا الجنوبية.
واتهمت كوريا الديمقراطية الولايات المتحدة أمس بدفع شبه الجزيرة الكورية إلى «مستوى شديد من الانفجار» وأعلنت أن ردها «بإجراءات مضادة عنيفة» يعد مبرراً. وقال هان تاي سونج سفير كوريا الشمالية لدى الأمم المتحدة في جنيف في مؤتمر عن نزع السلاح ترعاه الأمم المتحدة «الآن وقد أعلنت الولايات المتحدة صراحة نواياها العدائية تجاه جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية ببدء تدريبات عسكرية مشتركة عدوانية على الرغم من التحذيرات المتكررة… فإن بلادي لها كل الحق في الرد بإجراءات مضادة عنيفة كممارسة لحقها في الدفاع عن النفس». وأضاف: «ويتعين على الولايات المتحدة أن تتحمل بالكامل مسؤولية العواقب الكارثية التي ستستتبع ذلك».
وبدورهم أكد مسؤولون في كوريا الديمقراطية أن بلادهم لا تخشى أي إجراءات اقتصادية أو عسكرية من طرف الولايات المتحدة.
ونقلت صحيفة «سينون سينمون» الكورية الديمقراطية الرسمية عن مسؤولين في حزب العمال الحاكم قولهم: إنه «يجب على الأميركيين أن يدركوا أنهم لن يستطيعوا مفاجأتنا بأي ضغوط اقتصادية أو تهديدات عسكرية ولن يستطيعوا تحييدنا عن الطريق الذي اخترناه».
وجاءت تصريحات المسؤولين الكوريين في مقال تحت عنوان «يجب إظهار قوتنا وإرادتنا كما ينبغي» حيث تضمن المقال تحذيراً للولايات المتحدة بأن كوريا الديمقراطية جاهزة لتلقين الولايات المتحدة «درساً بأسلحتها النووية والإستراتيجية إذا ما فقدت الولايات المتحدة صوابها وهاجمتها».
وأطلقت صفارات الإنذار في شمال اليابان حيث تلقى السكان رسالة نصية تدعوهم إلى الاحتماء.
بينما قالت هيئة الأركان الكورية الجنوبية في بيان أن «مقذوفاً من نوع غير محدد» قد تم إطلاقه من سونان بالقرب من بيونغ يانغ.
من جانبه دان رئيس الوزراء الياباني عملية «الإطلاق غير المقبولة» التي «تلحق ضرراً كبيراً بالسلام والأمن» في المنطقة، حسب تعبيره، موضحاً أن طوكيو احتجت لدى بيونغ يانغ.
وأضاف آبي: إنه أجرى اتصالاً هاتفياً استغرق أربعين دقيقة مع الرئيس ترامب، موضحاً أنهما اتفقا على «تعزيز الضغط على كوريا الشمالية». وأكد ناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية أن الصاروخ حلق فوق اليابان لكنه أوضح أنه «لم يشكل تهديداً لأميركا الشمالية».
من جهتها أعربت وزارة الخارجية الروسية، أمس، عن قلقها العميق من خطر التصعيد في شبه الجزيرة الكورية، متوقعة ضغطاً جديداً بالعقوبات على بيونغ يانغ في أعقاب التجربة الصاروخية الأخيرة.
وأكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن الوضع في شبه الجزيرة الكورية أخذ طابعاً تصعيدياً، معتبرا أن المناورات الأخيرة التي أجرتها واشنطن وسيئول زادت الأمر تعقيداً وأدت إلى استفزاز بيونغ يانغ.
وأضاف ريبكوف في حديثه للصحفيين من العاصمة الكازاخستانية أستانا: إن موسكو تتوقع ضغطاً جديداً نحو تعزيز العقوبات ضد كوريا الشمالية. مشيراً في الوقت نفسه إلى أن مخزون تلك العقوبات قد استنفد.
وبدأت هذه المناورات العسكرية السنوية التي توصف بأنها دفاعية ويشارك فيها عشرات آلاف الجنود في 21 آب في كوريا الجنوبية على أن تستمر أسبوعين.
من جانبها، دعت الصين إلى ضبط النفس. وكررت المتحدثة باسم الخارجية الصينية هوا شونيينغ دعوة بكين إلى استئناف محادثات السلام قائلة إن «الضغط والعقوبات» على كوريا الشمالية «لا يمكن أن تحل المسألة بشكل جوهري».
وقالت في مؤتمر صحفي إن الوضع الآن «بلغ منعطفاً يلامس الأزمة. وفي الوقت نفسه هناك فرصة لاستئناف محادثات السلام»، معبرة عن الأمل في أن «تنظر الأطراف المعنية في كيفية وقف تصعيد الوضع في شبه الجزيرة وتحقيق السلام والاستقرار فيها».
وكل صاروخ يطلق على غوام سيحلق بالضرورة فوق اليابان، لذلك يرى المحللون في العملية الأخيرة تحدياً هائلاً لطوكيو وواشنطن على حد سواء.
وكانت كوريا الديمقراطية أطلقت السبت ثلاثة صواريخ قصيرة المدى ببحر اليابان، في الوقت الذي كان عشرات الآلاف من الجنود الأميركيين والكوريين الجنوبيين يشاركون بمناورات في شبه الجزيرة الكورية.
(رويترز– أ ف ب– روسيا اليوم- سانا)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن