ثقافة وفن

فيلم «مخاض الياسمين» دقائق موجعة في انتظار نهاية مفتوحة … علاء الصحناوي لـ«الوطن»: سنشارك في مهرجانات عالمية إيماناً بدور السينما في التأثير على الرأي الغربي

| سوسن صيداوي

في عناصر الحياة الأساسية، وعندما تحين ساعتها، ستقف بصمت أيها الإنسان، وخصوصاً في الحياة، أو في الموت، مهما كنا ومهما فعلنا ومهما أنجزنا من خبرات راكمتها التجارب، في النهاية سنقف عراة من لباس الحقيقة.. لأننا بشر.. هذه الحقيقة التي تلمس كل القلوب في كل بقاع العالم، مهما اختلفت في اللغة والفكر أو في الانتماء والتوجّه، وبالرغم من عمقها إلا أنها مفهمومة من الجميع، ومعها يفكر الإنسان سارحاً في صمته المفروض على قدسية اللحظة. ولأن البحث عن الإنسان في ذاتنا ليس بالأمر الهين، لذا يسعى العديدون وفي كل المجالات كي يوقظوه، وخاصة خلال أزمتنا السورية، حيث تضافرت الجهود كي يصدق العالم ما يحصل في سورية من إرهاب وتنكيل، ومن تَميّز المجالات، كان للفن وقفته المعنية والجادة في تسليط الضوء على الحقائق، وفي تصوير ما تفرضه الحرب من وزر على الإنسانية، لهذا جاء الفيلم القصير «مخاض الياسمين» في التجربة الإخراجية الأولى، ومن تأليف المخرج علاء الصحناوي، محطماً الحدود البشرية، مسافراً حول العالم بالمشاركة في المهرجانات العالمية، حاملاً رسالة تقول «أنا إنسان». وكي نكون أقرب، يحاكي الفيلم أوجاع السوريين في مواجهة الإرهاب ضمن حبكة سينمائية تحكي قصة عائلة سورية تواجه مصير الحصار ضمن منطقة تعرضت لهجوم مفاجئ من الإرهابيين في ظل أوضاع سيئة، والفيلم من بطولة ومشاركة:وفاء موصلي، جهاد الزغبي، مروان أبو شاهين، عهد ديب، أكرم الحلبي، مجد المشرف، وغيرهم.

بداية الرحلة

بعد عودته من رحلة اغتراب دامت نحو عشر سنوات، خطا أول خطوة في مشوار طموحه مقدماً تجربته من حيث الإخراج والتأليف في فيلم قصير، المخرج علاء صحناوي متحدثا عن فيلمه «من الضروري أن نقدم أنفسنا عبر اللغة السينمائية للخارج ونعطي صورة دقيقة لما حصل في سورية ليتمكن الغرب من الوقوف على الحقيقة، وسأتابع في هذا الطريق بمجموعة قادمة من الأعمال الإنسانية، أما بالنسبة إلى فيلم «مخاض الياسمين»، فقد واجهتنا صعوبات كثيرة في التصوير، ولا أنكر بأنني لمست الفرق من حيث التعاطي مع أداء العمل وجهوزيته، ولكن هذا لا يقلل أبداً من قيمة الفنان السوري المحترف، القادر على خلق حالة فنية مطلوبة، وتمكنت في الفيلم من تقديم حالة إنسانية نوصل بها وجع السوريين وما عانوه خلال الأزمة، وفي الوقت نفسه عملت على النظام السينمائي السريع من حيث الحبكة والتشويق كي أشد المشاهد، أتمنى أن يلاقي الفيلم النجاح المطلوب، وخاصة لأنني جاد في مساعيّ بالمشاركة به في المهرجانات العالمية، وذلك للدور المهم والقوي الذي تلعبه السينما عند الغرب في التأثير على الرأي العام».

حضور قدير
شاركت الفنانة وفاء موصلي في الفيلم وأضافت إليه من خبرتها وقدرتها العالية على العطاء في تجسيد الأدوار وإيصال الإحساس والمشاعر إلينا بشكل حقيقي، وحول الفيلم تحدثت «لقد شدني نص الفيلم كثيراً، لأنه أشعرني بالفعل بحالة المخاض، التي رغم وجعها إلا أن بعدها الحياة، مصوراً المخاض من حيث انتهاء الأزمة التي تمثل حالة الوجع الكبير، وبعدها يأتي الأمل بالحياة، من خلال أسرة ظرفها يعبّر عن المجتمع السوري بكليته، سواء جيران الأسرة، أم البيوت المحيطة، إذاً هذا النص من السهل الممتنع، وعلى الرغم من بساطته إلا أنه يعطي فكرة عميقة جداً ويعكس واقعاً مؤلماً. وبالنسبة للإخراج كان عمل المخرج علاء مع الممثلين متميزاً جداً، علماً أنها تجربته الأولى، إلا أنني وجدته مختلفاً عن باقي الزملاء، وأتمنى له التوفيق، لأن في داخله شيئاً واعداً بالمستقبل».

شخصية مركبة
قدم الممثل مروان أبو شاهين دوره بإتقان رغم أن الشخصية مركبة، على حدّ قوله، من حيثية الظروف المحيطة في الفيلم، قائلاً: بالنسبة لي هذه التجربة كانت استثنائية ومميزة، وعلى مستوى الأداء كممثل أضافت لي الكثير، وهي تجربتي الأولى مع المخرج علاء، الذي سيقدم في التجارب الجديدة أموراً مهمة على مستوى الإخراج، وعلى مستوى الفكر في النص، وعلى العموم نحن في فيلم «مخاض الياسمين» نسعى إلى تقديم فكرة بسيطة موجهة للمواطن السوري وغير السوري، وأتمنى أن تصل. أما بالنسبة إلى الشخصية التي أديتها فهي شخصية مركبة تخضع لظروف صعبة، جعلت مني رجلاً قادراً على فعل أي شيء مهما كانت صعوبته، وخلال الدور هناك إشارات تمر لتعبّر عن عمق الصلة بين أبناء سورية مهما كانت طوائفهم وأديانهم.
تشجيع الشباب

تحدث الممثل أكرم الحلبي عن مشاركته بالفيلم مشيراً إلى ضرورة احتواء الشباب في تجاربهم والاستفادة مما لديهم من خبرات، «هذه التجربة الأولى للمخرج علاء، حاولنا أن نقدم شيئاً من خلال رؤيته ككاتب ومخرج، ودوري يعبر عن الحالة الطبيعية بالتعايش الذي كنا نعيشه، والبعيدة عن الفوارق الطائفية والمذهبية، ومن الطبيعي أن نشجع جيل الشباب بكل المجالات وليس بالفن فقط، لأنهم عماد البلد، حتى لو كان لدينا الخبرات المؤسسة التي لها باعها الطويل من الزمن، ولكن نحن دائماً بحاجة إلى الشباب وإلى خبراتهم الجديدة، فمثلاً بالفن هناك أمور تقنية متطورة وحديثة باللغة البصرية يلمّ بها الشباب أكثر من الكبار، وفي هذه المناسبة نتمنى أن يكون هناك دعم حقيقي للشباب من خلال المؤسسات الحكومية المعنية».

الحالة إنسانية
الممثلة عهد ديب تحدثت خلال افتتاح الفيلم عن دورها «يتحدث الفيلم عن الأزمة بطريقة إنسانية، من حيث أمور جوهرية في الحياة كالولادة والموت، وإلى أي مدى عانى الإنسان السوري في هذه الأزمة. وبالنسبة إلى دوري «مريم» فهي تكسب التعاطف الكبير للظروف التي وضعت بها خلال ولادتها، وبالطبع استطاع المخرج تصوير ما قام بتأليفه على ورق بروح إنسانية عالية وبحساسية كبيرة أمام الكاميرا».

بحكم الصداقة
عبر الممثل مجد المشرف عن فرحته الكبيرة بمشاركته الفيلم وخاصة بسبب الصداقة التي تجمعه مع المخرج وهو على علم بتفاصيل الفيلم من بدايته منذ كان مجرد فكرة متابعاً «أنا صديق للمخرج، وبحكم علاقتنا عرض علي فكرة النص، وبالفعل نالت إعجابي، وتجربتي بالفيلم كانت ممتعة وتعلمت منها الكثير، وبصراحة صديقي فاجأني كمخرج من حيث اهتمامه بالتفاصيل واهتمامه بحس الممثل وبأدائه».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن